حمزة الخطيب ..يا عالم

 ماهر حسين.

يقف العالم متفرجا" وينظر إلى ما يحدث بسوريا فالبعض يقوم بدور الناصح للنظام السوري هذا النظام الذي وللأسف لا يستمع لقريب أو لبعيد وبنفس الوقت البعض يقوم بدور الناقد بحياء فسوريا هي الممانعة التي تحافظ على حدودها مع إسرائيل بلا أي ممانعة للاحتلال الإسرائيلي لأرضها والبعض يقوم بدور المحلل لما يحدث بسوريا وهناك من يتحدث بتبرير وهناك من يتحدث بنقد وهناك من يؤيد ما يفعله النظـــام بسوريا بحق شعبه فهو مؤيد للدولة السورية ويعتبر المتظاهرين عصابات ومتطرفين وإرهابيين .

كنت قد تناولت الموضوع السوري عدة مرات وبدأت ناصحا" فسوريا عزيزة على كل عربي وعلى كل فلسطيني فهي شامنا وعزتنا ولكن وخلال متابعتي السابقة و كلما كنت أشاهد المقربين من النظام يتحدثوا عبر وسائل الإعلام وكلما كنت أشاهد الفضائية السورية وما تسوقه من أتهامات بحق المتظاهرين كنت أصل إلى قناعه أكبر وأكبر بأن هذا النظام عنيد ولا يقبل نصحا" من أحد فهو نظام قائم على القمع كوسيلة للحفاظ على نفسه ومكتسباته الشخصية وإن كنت أرى ببعض الأحيان فرصه ولكن كان هناك حقيقة ثابتة وهي أن النظام يتعامل مع الحدث برؤية أمنية وفقط وهذا هو وللأسف سبب الدم المســـتباح على أيدي (الشبيحة ) وعلى أيدي قوات الأمن والجيش العربي السوري (الجيش الوحيد المطالب بحفظ النظام لا بتحرير أرضه ) .
أمام العنف والقمع وامام التضحيات والدم المستباح وأمام تحدي المواطنين وصمودهم وبزمن الصمت ..أتى حمزة ...شاهد العالم حمزة الخطيب .
حمزة الخطيب فتى سوري يبلغ من العمر 13 عام توفي الأسبوع الماضي وتم تسليم جثته لأهله ..لم يتوفى حمزة وهو يلعب مع أصدقائه ولم يتوفى بحادث مروع أو بمرض عضـــال ...توفي حمزة الخطيب بعد اعتقاله !!!
نعم حمزة كان معتقلا" في السجون ...وللتوضيح السجون السورية فحمزة سوري ...خرج حمزة من المعتقل جثه هامدة وكل أثار التعذيب التي تظهر على الجسم قد ظهرت على جثته ...أثار جلد وضرب وكسر رقبة ومن ثم قطع العضو التناسلي للفتى البالغ من العمر 13 عـــاما".....!!!!!
حمزة يا عرب ...حمزة يا مسلمين ..حمزة يا أحرار العالم ...حمزة ماذا فعل ؟؟؟هل حمزة إرهابي كبير ؟؟؟هل حمزة مجرم مغتصب نساء ؟؟؟هل حمزة قائد عصابة ؟؟؟هل حمزة معارض مسلح ؟؟؟هل حمزة ينتمي إلى جماعة محظورة ؟؟؟هل حمزة يعمل مع الجاسوسة الكبيرة والعملية المحترفة (طل الملوحي البالغة من العمر 19 عــاما) ؟؟؟ قد يكون مهرب مخدرات أو تاجر مواد غذائية فاسدة أو قد يكون عميل إسرائيلي أمريكي فرنسي ينتمي إلى تيار المستقبل وأصله فلسطيني ومتخفي بهيئة طفل يبلغ من العمر 13 عاما" ؟؟؟!!!!!!.

قاتل حمزة ومعًذبيه ...كيف كان شعورهم أثناء تعذيبهم للفتى وبل كيف كانوا يشعروا بعد التعذيب !!هل لديهم أطفال أم لا !!!هل معذبي الفتى اليافع سوريين أم لا !!!!!لا ادري ولا استطيع الإجابة عن كل ما سبق ولكني أقول بأن استشهاد هذا الفتى قد يعطي مؤشر أخر ومؤشر كبير على ما يحدث بسوريا .

كنت وما زلت أتمنى لكل الأطفال العرب ولكل الأطفال في العالم بان يعيشوا حياتهم ويبنوا مستقبلهم فهم أملنا بمستقبل أفضل ....كنت وما زلت أؤمن بأن الأسلوب الأمني الذي تعاطي به النظام في سوريا مع المتظاهرين هو أساس الخلل وأساس المشكلة وكان من الممكن تجنيب سوريا كل ما يحصل الآن ببعض التفاعل وببعض الحكمة وببعض الإستجابة لمتطلبات الشعب بالحرية وبمحاربة الفساد ...كنت وما زلت أرى بان من باعوا ضميرهم واتَبعوا النظام بلا تفكير وبلا منطق وبلا أخلاق هم أساس المشكلة فمنهم سوريون مستفيدين من النظام ومنهم أتباع للنظام بحكم السياسة على شاكلة حزب الله وأغلب المنظمات الفلسطينية المقيمة بسوريا وهؤلاء عليهم أن يفكروا بما يحصل إن كان حق التفكير أحد حقوقهم في سوريا .
أهات حمزة الخطيب ستطارد معذٍبيه ...وروح حمزة الخطيب ستطارِد القاتل ...وسيبقى استشهاد حمزة وصمة عار على جبين النظام السوري وكل حلفائه ...وحتما" سيبقى أسم حمزة يطارد كل أل الأسد ....

فلسطينيا" أقول ..بأن ما يتعرض له الفلسطيني من صعوبات بفعل الاحتلال وما يتعرض له أطفال فلسطين من تهديد على مستقبلهم كفعل مباشر للاحتلال أو كفعل غير مباشر بحكم الاحتلال للأرض لم يصل يوما" إلى هذا المستوى البائس من الإجرام على طريقة ما فعله نظام الأسد ...ومن هنا ومن إيماننا بحق الطفل بالحياة كنا قد استنكرنا أن يكون الأطفال جزء من الصراع ...فلا يجب أن يتم تربيتهم على الحقد الديني أو القومي ولا يجب أن يتم قتلهم تحت أي ظرف كما حصل في مستوطنة ايتمار في الضفة أو كما حصل بحق أطفالنا بفعل القصف الإجرامي للاحتلال ولا يجب أن يتم اختطافهم وتعذبيهم ولا يجب أن يتم اعتقالهم وإنما يجب تأهيلهم ويجب أن نمنحهم الفرصة ليكونوا أمل المستقبل لمنطقه أفضل ولسلام شامل يحفظ الكرامة ويعيد الحقوق ويضمن الأمن والأمان للجميع ...

حمزة الخطيب ...حدث فاصل ...وفعل غير مسبوق ...فلم تفعلها حتى إسرائيل يا سوريا !!!!!!!