مواضيع اليوم

حمد ال ثاني: "القطري الأول" يراقب وزراءه ويقضي وقت فراغه في متابعة المشاريع!

سلطان القحطاني

2010-07-09 15:31:10

0

 

حتى الساعات الأخيرة لتوقيع العقد لشراء متاجر "هارودز" اللندنية الشهيرة كان امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يتابع الصفقة بتفاصيلها ودقائقها، في عمل يعتبر جزءاً من برنامجه اليومي الذي يقتضي متابعة وزراءه وقراءة انتقادات الصحف لهم فيما يقضي ما تبقى من وقت الفراغ البسيط في المرور على المشاريع التي لم تكتمل بعد بسيارته الخاصة.


ومن المعتاد رؤية أمير قطر، ذو الشعبية الجارفة في الدوحة وما جاورها، يقود سيارته المفضلة لديه ذات الدفع الرباعي من طراز "رانج روفر" بيضاء اللون، ويطوف متفقداً المشاريع العقارية التي لم يكتمل بناؤها، أو حتى المرور بالمواطنين في اجتماعاتهم أو إحتفالاتهم وتجاذب أطراف الحديث معهم خصوصا في أجواء الربيع التي يفضلها كثيراً.


ولا أحد يتحدث في العاصمة القطرية عن عهد ما قبل حمد الشيخ الذي يحكم هذه الأمارة الغنية بالغاز عقب انقلاب أبيض جاء به إلى الحكم في العام 1995، إذ يمكن القول أنه بهذا الانقلاب، الذي حظي بدعم غربي، قد أنتصر القرن الحادي والعشرون على القرن العاشر بعد أن كانت البلاد تغرق في مستنقع من مشاكل لا تحصى.


ويقول نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية عبد الله القبيع :" ان الشيخ حمد هو صانع معجزة قطر الحديثة. لقد اهتم كثيرا بالأهم فالمهم وهو الإنسان القطري ومن بعده تأتي الملفات الأخرى". ويضيف في مقابلة أجريت في لندن مطلع الأسبوع الماضي:" إنني أتابع النمو الإقتصادي القطري باهتمام وتعجبني مسيرة الدوحة التنموية".


والآن هنا في مدينة صغيرة هي الدوحة التي تشغل نصفها الأبراج الشاهقة فإن شعبية الحكومة تعتبر في سقفها الأعلى بعد أن أثبتت دراسات اقتصادية أن المواطن القطري سيبقى صاحب الدخل الأكبر من بين دول الخليج حتى العام 2014، إضافة إلى أن البلاد تحولت إلى ورشة عمل تحج إليها ما لا يقل عن الربع من رافعات العالم.


ويقول دبلوماسي بريطاني سبق له العمل في الرياض والدوحة وبضع عواصم عربية عن أمير قطر:" إنه يدير الدولة بخليط من كونها شركة ودولة لها مسؤولية مثل ما عليها، واهتمامه بالربح اكثر من اهتمامه بالإنفاق...الم يقل انه ينتظر الوقت المناسب لشراء "بورش" وأذاق الألمان الأمرين خلال عملية التفاوض؟".


ويضيف قائلاً شريطة عدم ذكر أسمه :" إنه عملي ونشيط وأستطيع أن أقول أنه الحاكم الذي يحب مهنته ويتعامل معها بشغف.في لحظات الهدوء يمكنك أن تراه في أحد فنادق الدوحة مصطحباً أحد أبنائه ويحتسي الشاي الساخن بعشبة النعناع فيما هو يفكر بمشاريع جديدة. أما في الربيع فربما تجده في الصحراء وأحياناً يتابع سباقات الخيل أو الهجن. قطر في قلبه دوماً ".


وبعد توليه مقاليد الحكم قام أمير قطر، مدفوعاً من قبل مستشاره الموثوق ورئيس وزراءه الشيخ حمد بن جاسم، بتوثيق العلاقات مع مختلف دول العالم وأهمها الولايات المتحدة وإسرائيل حيث توجد في قطر قاعدة السيلية وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط والتي ساهمت بشكل كبير في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان.


كما أنه قاد عدة مفاوضات ناجحة في الشام المزعج بين الفرقاء اللبنانيين ولعبت بلاده دوراً في أفريقيا وأوروبا بنجاح وإقتدار لافتين، إلا أن مفاوضات الدوحة بشان الملف اليمني بين الحوثيين والحكومة بائت بفشل ذريع ولم تصل في النهاية سوى إلى الحرب التي شنتها القوات اليمنية على المتمردين الحوثيين في عام 2009.


وليس من دليل على أزدياد نفوذ قطر في عهده أكثر مما قاله مسؤول خليجي وثيق الصلة والإتصال من أن الشيخ حمد آل ثاني أستقبل أكثر من أربعين طلب مقابلة من زعماء ومسؤولين وصناع قرار دوليين خلال حضورة قمة الأمم المتحدة الأخيرة.


ويضيف المسؤول الخليجي، الذي أكد أنه لا يتحدث عن أسرار بل حقائق معلنة، أن أمير قطر في القمة العربية الأخيرة مازح مستضيفيه حين تساؤلوا عن اصابته في كتفه قائلاً لهم إنه ليس من المعقول أن يرأس القمة العربية لعام كامل دون كسور، في إشارة إلى أن بلاده كانت مستضيفة للقمة العربية العام الماضي.


وفي القمة ذاتها أعترض على المنظمين حين طرحوا فكرة أخراج الصحافيين من القاعة الرئيسية قائلاً إن حضورهم مهم وخصوصا الجلسة الإفتتاحية رغم أنه لا يهتم كثيراً بمادحيه وناقديه على حد سواء حسبما يقولوه مسؤولون في الدوحة.


وبالرغم من ذلك فإن بلاده قد تعرضت لإنتقاد من قبل منظمات حقوق الإنسان بسبب قيام الأجهزة الأمنية في الدوحة بسحب جوازات العديد من المواطنين خصوصاً من قبيلة المره بلغ أكثر من 6000 جواز بدعوى إزدواجية جنسيتهم.


ويحكم الشيخ حمد آل ثاني، وهو من ضمن أثرياء العالم، بعد أن ذكرت مجلة فوربس الأمريكية في نشرة لها حول أغنى ملوك العالم نشرت في 2008 أن قيمة ثروته تقدر بـ 2 مليار دولار أمريكي، دولة قطر منذ خمسة عشر عاماً بأسلوب مثير يدمج بين الحداثة والعصرنة.


ويقول مناهضو قطر أن ولع الدوحة بالمتناقضات وخصوصا الجمع بين قناة الجزيرة، التي يحكمها خليط لافت من القوميين العرب والإخوان المسلمين، وقاعدة السيلية التي تدير منها أميركا حركة جيوشها في المنطقة، هو بمثابة سؤال لم يجد له إجابة في صفوف محبي قطر وأعداءها على حد سواء.


وعلى الرغم من أن أمير قطر ألغى وزارة الإعلام لفتح الباب أمام الحرية الإعلامية في بلاده، إلا أن صحافيين قطريين يتذمرون بصوت وبدون صوت بسبب أنهم لا يتمتعون بالحرية ذاتها التي تتمتع بها قناة الجزيرة التي تدار عن طريق وزارة الخارجية حسب ما يقوله صحافيون يعملون في الدوحة تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم.

وعلى الرغم من كل هذا الصداع السياسي الذي تثيره الدوحة في المنطقة فإن نشاطها الإقتصادي يسير بطريقة سلسة وبهدوء لا نظير له.
ويقول محمد الرويلي، وهو طالب في "ساوث بانك"، وهي من أرقى الجامعات اللندنية، فيما هو يتفحص إحدى ربطات العنق الأنيقة في متجر "هارودز" الذي أصبح قطرياً مؤخراً:" الشيخ حمد يعتبر من القيادات الحكيمة في المنطقة ويقود بلاده بفكر الشباب والحرص على الاستثمار في جيل الغد وهذه الصفقة إضافة لقطر ولشعبها".


 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !