مواضيع اليوم

حماية الثورة السعودية(الجزء الثاني)

محمد سرتي

2011-02-16 08:14:24

0


من هم الهكسوس؟ كيف ظهروا فجأة على مسرح التاريخ ثم اختفوا؟ أين ذهبوا؟ وهل اختفاؤهم التاريخي المفاجئ يعني انقراضهم وتلاشيهم من الوجود؟
ماذا عن الإدوميين؟ كيف ظهرت لهم تلك الامبراطورية الضخمة التي حكمت شمال الجزيرة العربية وصحاري العراق والشام قرابة الألف عام ثم اختفت وتلاشت تاريخياً في ظروف غامضة؟ هل تلاشوا هم أيضاً بتلاشي ذكرهم في التاريخ؟ وإذا كانت الإجابة بـ "لا" فما الذي حصل لهم؟ من الذي يمثل ذريتهم اليوم؟
لماذا أصبح لفظ "العبرانيين" يطلق اليوم فقط على اليهود؟ بل ولفظ "الساميين" أيضاً؟ هل صحيح أنه لا يوجد اليوم عبرانيين ولا ساميين غير اليهود؟ بل هل صحيح أن يهود اليوم ينحدرون –أصلاً- من السلالة التاريخية للعبرانيين والساميين؟
ماذا عن العرب؟ هل العروبة سلالة عرقية أم صفة قومية؟ وهل الذين يوصفون بـ "العرب" اليوم ينحدرون فعلاً من سلالة العرب التاريخيين؟ بل وهل صحيح أن العرب جميعهم ينحدرون من سلالة إسماعيل بن إبراهيم الخليل؟
وإذا كانت ذرية إبراهيم تنقسم لفرعين كبيرين: العرب أبناء إسماعيل بن إبراهيم، واليهود أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؛ فأين سلالات بقية أبناء إبراهيم إذاً؟ بل وأين ذهبت ذرية العيص بن إسحاق بن إبراهيم مؤسس الامبراطورية الإدومية التي حكمت بلاد العرب لقرابة الألف عام، وعرفها الآشوريون بـ "مملكة بيت عديني" حيث "عديني" هو اللقب الذي كان يعقوب ينادي به أخاه الأكبر "العيص"؟!
لماذا لا يعرف العرب (رغم دقتهم الشديدة في حفظ أنسابهم) نسباً يصل عدنان بإسماعيل؟ لماذا أخبر النبي بأن كل نسب يربط عدنان بإسماعيل هو كاذب؟ هل يعود ذلك لضخامة الفاصل الزمني بين عدنان وإسماعيل؟! أم لأن عدنان لا ينحدر في الحقيقة من سلالة إسماعيل؟ وإذا كان هذا الكلام صحيحاً: فهل عدنان له علاقة بـ "عديني" الذي هو العيص بن إسحاق بن إبراهيم؟
هل "عدنان" اسم علم، أم جمع نسبة؟ هل يوجد شخص اسمه عدنان، أم إنها قبيلة لقب أفرادها بـ "العدنان" نسبة إلى شخص اسمه (أو لقبه) عديني، وذلك كقولنا: أبناء عتيبة هم العتبان، وأبناء مطير هم المطران، وأبناء جهينة هم الجهنان....إلخ؟!
لقد عجزت مناهج البحث التقليدية عن الإجابة على هذه الأسئلة بسبب اعتمادها فقط على طرق الاستقراء والاستنباط والتحليل البنيوي للنص المكتوب، ومن عجائب المفارقات أن جميع الباحثين التقليديين يقرون ويسلمون بأن النص التاريخي المكتوب هو أكذب النصوص وأكثرها تضليلاً، بل وحتى الأخبار التي تنتسب للدين لا تسلم –في كثير من الأحيان- من الكذب والتزوير، مع ذلك نجدهم يقررون حقائق التاريخ بالاعتماد فقط على تلك النصوص!
إن النص المكتوب لا يجب أن يأخذ أكثر من قيمته العلمية، فحسبه أن يتم التعامل معه كأداة استئناسية قرائنية لا غير.
إن البحث الجاد عن الحقيقة التاريخية يبدأ بدراسة الواقع المعاش، ففهم الماضي لا يتم إلا من خلال تجلياته الحاضرة، فالتاريخ عجلة لا تكف عن الدوران، وأي محاولة لرسم خارطة ذهنية عن أحداث الماضي دون الأخذ في الاعتبار لدوران هذه العجلة؛ ستؤدي بالضرورة لأسطرة التاريخ.
وبالنسبة لأسئلتنا السابقة فإننا لن نعثر في النصوص التاريخية المكتوبة على أي إجابة شافية عنها، بيد أن جميع الإجابات حاضرة أمامنا –بمنتهى الوضوح والجلاء- في الواقع السعودي المعاش. فعلى هذه الأرض، وبسواعد هذا الشعب تحديداً؛ دارت عجلة التاريخ الذي تحوم حوله أسئلتنا.
قبيل الثورة السعودية كان يقطن أرض الجزيرة العربية ثلاث فئات من البشر: الأولى فئة البدو (رعاة الإبل) وكانوا –في معظمهم- يتمركزون بمنطقة نجد والصحاري المحيطة بها، ويتشكلون –في غالبيتهم- من القبائل العدنانية. أما الفئة الثانية فهم الفلاحون (الخضيرية) الذين يقطنون القرى الزراعية، وهم سكان اليمن التاريخية (اليمن وعسير) والبحرين التاريخية (الأحساء) وبعض القرى الزراعية المتناثرة في نجد والحجاز، وهذه الفئة توازي تاريخياً من كانوا يلقبون بـ "أقنان الأرض". وأما الفئة الثالثة فهي فئة التجار والصناع وصيادي السمك الذين كان تواجدهم محصوراً –في الغالب- بالمدن والقرى الساحلية بالإضافة لمكة والمدينة، وهذه الفئة كانت الوحيدة التي تمثل المجتمع المدني في الجزيرة: طبقة رأسمالية متنفذة، وشعب من العبيد والمسخرين (الصبيان).
من الفئة الأولى (البدو) خرجت الثورة السعودية، وانطلقت بسواعدهم (هم فقط) لتكتسح الجزيرة في زمن قياسي أذهل العالم، ولم يكن بمقدور أي فئة أخرى القيام بهذا العمل المهول والجبار والخارق بكل المقاييس سواهم، وذلك لما يتمتعون به من صفات فطرية فريدة لا تتوفر في غيرهم.
نحن أمامنا اليوم في عام 2011 للميلاد مجموعة من القبائل لا تزال ترعى الإبل في الصحراء العربية، وتدعي انحدارها المباشر من سلالة شخص اسمه عدنان بن......إبراهيم العبراني (البدوي) الذي يذكر التاريخ بأنه قد عاش وقومه رعاةً للإبل في هذه الصحراء قبل أربعة آلاف عام. وفي عام 2011 للميلاد حيث اكتسحت ثقافة المساواة المطلقة بين البشر كل بقعة في هذا الكوكب؛ لا تزال هذه القبائل تتمسك بمسألة "تكافؤ النسب" تمسكاً عجيباً وفريداً من نوعه، تتحدى في سبيله جميع الهجمات والضغوطات والحملات الإعلامية والاجتماعية والسياسية، الداخلية منها والخارجية، وتلزم أفراها بنظام غاية في الصرامة والتشدد يهدف لصيانة صفاء الدم ونقاء العرق وصراحة النسب وأصالة الانتماء، وتستميت في الدفاع عن هذا النظام مهما واجهت من ظروف وتحديات. بل والأكثر من ذلك؛ نجدهم يذهبون لحد مواجهة النصوص الدينية نفسها وتحديها إذا ما حاولت هذه النصوص المساس بقضية تكافؤ النسب. هذا ونحن في عام 2011 للميلاد؛ فما بالك بالعصور السالفة، هل يمكن في ظل هذا النوع من التعصب لمبدأ تكافؤ النسب أن يحدث أي شكل من أشكال الاختراق العرقي أو الثقافي لشعب كهذا؟ هل يمكننا في ظل هذا الواقع الذي نعايشه ونراه يمشي أمامنا على الأرض أن نشك –مجرد شك- في أصالة هذه القبائل وصفاء دمها ونقاء عرقها وصراحة نسبها واتصاله –الذي لا تعتريه أي شائبة- بنبي الله إبراهيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟ هل يمكن في ظل هذه الاستماتة في التشبث بمبدأ تكافؤ النسب أن يحدث أي نوع من التمازج العرقي والانقطاع السلالي لهذه القبائل، مهما تعاقبت عليها حقبات التاريخ وتكالبت ضدها ظروفه ومغرياته وضغوطاته؟
في عام 2011 للميلاد حين أصبح العالم بأسره يتفاخر بأرباب المهن والصنائع، بالفلاحين والعمال والتقنيين والممثلين والمطربين وعارضات الأزياء، وأصبحت جميع دول العالم تتفاخر بمنتجاتها الصناعية والزراعية والخدمية، بأثريائها وتجارها ومؤسساتهم الاقتصادية؛ نجد هذه القبائل وحدها –دون شعوب الأرض- لا تزال –حتى ساعة كتابة هذه السطور- تحتقر كافة أنواع المهن والصنائع، وتنظر بعين الازدراء الشديد والدونية المطلقة نحو الصناع والتجار والخضيرية مهما بلغت ضخامة ثرواتهم. في زمن الهيمنة الشعوبية الذي طغت فيه قيم العمل بالسخرة واستئجار البشر، وتحولت العبودية إلى قيمة مقدسة لذاتها فبات الإنسان يعرض نفسه –بكل فخر واعتزاز- في سوق نخاسة الوظائف كالعبيد، يسعى بقدميه باحثاً عن سيد رأسمالي يرجوه ويتوسله ويقبل يديه وقدميه كي يوافق على ضمه إلى قطيع صبيانه وخدمه دون أن يجد في ذلك أدنى عيب أو نقيصة، بل ويتفاخر بكونه موظفاً "محترماً" (خادماً) في شركة من شركات الشيخ جحا خان. في عام 2011 للميلاد حين بات الخدم والخضيرية والصناع والدلالين (التجار) أكثر احتراماً عند الناس من العاطل الحر؛ لا يزال ابن الحمايل يفضل البطالة والفقر على السخرة والعبودية، ضارباً عرض الحائط بكل قيم العصر ومتطلباته وتحدياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا يزال –وبكل شجاعة وإصرار- يواجه جميع الهجمات الإعلامية التي تتهمه بالتكبر والغرور تارة وبالكسل والدلال أخرى، ويتصدى –بروح قتالية منقطعة النظير- لجميع الحملات الشعوبية التي تستهدف ثقافته وتتهمها بالاستعلائية والعنصرية والفاشية إلى آخره، دون أن يضعف أو يتنازل عن قيمه ومبادئه، أو يساوم على أعرافه وأصالتها الثقافية مهما دفع في سبيل ذلك من ثمن.
وفي عالم 2011 للميلاد؛ الذي اختطفته تماماً –بفضل قيم السخرة- ثقافة العبيد، وفقد الإنسان فيه إحساسه بقيمته خارج إطار المادة (من لديه قرش يسوى قرش) وسادت روح الذل والصغار وفقدان القيمة والمقدار سكان الأرض، وانهارت -على إثر ذلك- المفاهيم الأخلاقية المجردة لتحل محلها قيم الأنانية، والانتهازية، وإيثار الذات، واللامبالاة الاجتماعية، والانحلال الخلقي، والتفكك الاجتماعي، وفقدان الضوابط السلوكية والمرجعيات الأدبية؛ نجد –في المقابل- فاشية البدوي وعنصريته لا زالت تشكل صمام الأمان الأخلاقي في مجتمع القبيلة العدنانية، فلا يزال رعاة الإبل –حتى ساعة كتابة هذه السطور- يتشبثون بتلك القيم التضحوية الإيثارية التي لا علاقة لها بتاتاً بعالم المادة، والتي لم يعد لها وجود في عالم 2011 للميلاد: كالكرم، والنخوة، والفزعة، والشهامة، والمروءة، والشرف، والأمانة، والإخلاص، والوفاء، والصدق، وحفظ العهد والذمة، وإغاثة المستجير، واحترام الكبير، ومساعدة المحتاج والغارم وابن السبيل، ونصرة المظلوم والموتور والمقهور، والشجاعة، والأنفة، والتعفف، وعزة النفس.
بفضل عنصرية وفاشيته ظل البدوي –حتى اللحظة- محتفظاً باحترامه لنفسه، وتقديره لذاته، وترفعه عن النقائص والدنايا، واستعلائه على كل ما من شأنه المساس بمروءته والنيل من عزته وشرفه والانحطاط بقدره إلى مرتبة الخدم والعبيد ودواب السخرة وحيوانات الركوب، وهي مرتبة من يعيش فقط ليأكل، ويأكل ليعيش. أما البدوي؛ فبتصرفه الاستعلائي هذا؛ كأنه يشعر بأن الله خلقه في هذه الدنيا لغاية أسمى من مجرد الأكل، وشعوره هذا يدفعه –تلقائياً- للتصرف بشيء من العنصرية والفاشية تجاه الحيوانات.
عندما خرج البدو بثورتهم من قلب نجد؛ كان شعارهم الإصلاح، تحرير الناس من عبودية الكهنة، من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، وهو شعار تضحوي خالص، لا علاقة له بالمادة، ولا يرفعه طالبي الدنيا. إنه شعار أناس استحوذ على كيانهم الإحساس بالمسئولية تجاه الكون والحياة، وتملكت روح التضحية من أجل الآخرين شغاف قلوبهم، فنذروا أرواحهم في سبيل إصلاح البلاد والعباد، لا يبتغون بذلك عرضاً من الدنيا. لم تكن ثورتهم استعمارية توسعية، لم تكن مدفوعة بمطامع اقتصادية، بل كانت دينية إصلاحية توحيدية تحريرية صرفة، ثورة لا يمكن أن يقوم بها سوى شعب مسؤول، شعب عفيف عزيز النفس تسامت أرواحهم وتحررت من عبودية المادة، شعب تضحوي خالص، يملك قدراً من احترام النفس وتقدير الذات يفوق القدرة على الوصف.
من أوائل التهم التي وجهت للثورة النجدية أن هدفها كان السلطة والملك فقط، وأنها استخدمت الدين كمطية ميكافيلية لا أكثر.
حسناً؛
من منا لا يحب السلطة؟ هل يوجد في الدنيا من يكره الملك والسيادة؟ إن حب التملك عامل مشترك بين جميع البشر، ففئة التجار كانت أكثر من يعشق التملك والتسلط على رقاب البشر واستعبادهم، وكانوا يستخدمون في سبيل ذلك أبشع وسائل الاستعباد الكهنوتي، كانوا يزعمون انتسابهم لآل البيت وامتلاكهم لجينات مقدسة تجعل منهم أنصاف آلهة، تستحق أن يصرف لها قدراً من العبادة من دون الله. أما فئة الخضيرية فقد كانوا يعانون من عقد النقص والشعور بالدونية والذل الكفيل بجعلهم أكثر من يحلم بامتلاك أي قدر من السيادة والسلطة والنفوذ، وبأي وسيلة كانت. ولكن لماذا لم تفكر أي فئة من تلك الفئات خوض مغامرة كتلك التي خاضتها فئة البدو؟ لماذا لم يحاول أيٌ منهم شن حملة تحريرية لتوحيد الجزيرة كما فعل البدو؟ لماذا لم يضح أياً منهم بحياته في سبيل السيادة والسلطة كما فعل البدو؟
إن حب السلطة والسيادة في حد ذاته لا يصنع المعجزات، إلا إذا اقترن بقدر من الإحساس بالمسؤولية لا يملكه سوى أصحاب المبادئ النبيلة، أولئك فقط من يقدمون أرواحهم فداء لمبادئهم، وينظرون للسلطة والسيادة والملك كوسيلة لخدمة مبادئهم، وليس كغاية في حد ذاتها.
وأمام هذا الواقع الذي يفرض نفسه بقوة على قراءتنا للتاريخ؛ لا يسعنا سوى استنتاج التالي:
1- إن شعباً بهذه الأصالة، وهذا القدر الأسطوري من التشبث بقيمه وعاداته وتقاليده وأعرافه ومبادئه وثقافته بكافة عناصرها وجزئياتها وهو يعيش في عالم 2011 للميلاد؛ يستحيل على من كانت جمجمته تحوي خلية واحدة من عقل أو بصيرة أن يتخيل بأن هذا الشعب قد تخلى أو تنازل أو حتى ساوم على عنصر واحد من عناصر ثقافته عبر التاريخ، منذ أن خلق الله آدم حتى شهر فبراير لعام 2011 للميلاد.
2- إن شعباً يتمتع بهذا القدر من الثقة والاعتزاز بالنفس، وبهذه الدرجة من الاستعلائية والفاشية الثقافية، ويمارس هذا القدر من الاحتقار والازدراء تجاه جميع الثقافات الأخرى دون استثناء، بما فيها تلك التي هبطت بتقنياتها على سطح المريخ؛ يفرض على أي باحث حقيقي عن الحقيقة أن يطرد من ذهنه أي وسوسة إبليسية تصور له هذا الشعب وقد رضخ لأي ثقافة أخرى عبر التاريخ، أو اندمج فيها أو تأثر بها أو حتى اقتبس من عناصرها قدراً يؤثر تأثيراً نوعياً –مهما كان طفيفاً- على نسقه الثقافي الأصيل.
إذاً؛ عندما يتحدث التاريخ عن شعب ما، سلالة عرقية ما، مملكة ما، قبيلة ما، أسرة ممتدة ما، عاش أفرادها في حقبة ما من التاريخ، يرعون الإبل في هذه الصحراء؛ فإنه يتحدث عن ذات الشعب الذي مازال يرعى ذات الإبل في ذات الصحراء.
عندما تصفهم حقبة من حقبات التاريخ بالملوك الرعاة (الهكسوس)، ثم تصفهم حقبة أخرى بالإدوميين، وتشير إليهم النصوص الآشورية القديمة بـ "مملكة بيت عديني"، وتسميهم المتأخرة بـ "العريبو"، ويأتي ذكرهم في الإنجيل باسم "العرب"، وتلقبهم الهيروغليفيات بـ "الآمو"، ورسائل تل العمارنة بـ "الخابيرو"، وتشير إليهم التوراة بـ "العبرانيين" و "الآراميين"، وتتفق جميع هذه النصوص –دون استثناء- على أن هذه الألقاب جميعها كانت تطلق فقط على البدو الرحل الذين كانوا يرعون الإبل في الصحراء العربية، وهي ذات الصحراء التي لا زالت في عام 2011 للميلاد تعج برعاة الإبل الـ "عدنان" الذين تواترت جميع الأخبار على انحدارهم المباشر من سلالة إبراهيم العبراني الآرامي. هنا نحن أمام ثروة لا تقدر بثمن، إنها أعظم ثروة تاريخية في هذا الكون. إن الثروة الحقيقية التي تملكها المملكة العربية السعودية هي ليست تلك المدفونة تحت الرمال؛ بل التي تمشي فوقها.
وإذا كانت سرقة المتحف المصري أو متحف اللوفر جريمة عظمى بكل المقاييس والقوانين والدساتير والأعراف الدولية؛ فإن سرقة الثورة السعودية جريمة الجرائم، إنها سرقة التاريخ من أصحابه وصانعيه الحقيقيين، هذا ما يحاول الآن فعله كل من الخضيرية والمدنيين: اغتصاب الثورة السعودية وانتزاعها من يد أصحابها الحقيقيين وتجريدهم من ملكهم بواسطة ما يسمى بـ "الملكية الدستورية"....يتبع




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات