حماك الله يا سورية
وقع يوم الخميس 15/12/1430هـ المصادف 3/ 12/200 انفجارحافلة إيرانية في العاصمة السورية دمشق تقل إيرانيين بغرض زيارة قبر السيدة زينب كما يقال ، وقد فند هذا الانفجار معالي وزير الداخلية السيد / سعيد سمور أنه ناتج عن انفجار أحد إطارات الباص الإيراني وأنه ليس عملاً إرهابي حسب تعليل معالي الوزير الذي حضر إلى مكان الحادث وبصحبتة الكثيرمن خبراء المتفجرات ورجال الأمن على مستويات عليا ، ولكن المشاهد الأولية للأضرار من حيث الخسائر في الأرواح والممتلكات وصور اطارات الباص التي تسببت بالانفجار تشير إلى غير ذلك وتثبت أن ما قاله معالي الوزير من تعليل والروايات التي أدلى بها معاليه غير حقيقية ، وبالتأكيد الغير قابل للشك أن هذا الباص كان يحمل متفجرات بداخله بقصد القيام بعمليه إرهابية موجهه إلى هدفاً ما ، ولو سلمنا برواية معالي الوزير أن هذا الانفجار ناتج عن إطار الباص فمن المعروف أن الإطار مصنوع من مادة المطاط القوية و القادرة على تحمل الثقل والمقاومة للحرارة والمتكيفة مع كل الظروف الجوية والمناخية وتجري عليها اختبارات شاقة من الشركات المصنعة ومن ضمنها الانزلاق والانسلاخ أثناء سير العربات حتى لا يحدث أي ضرر بالعربة وهي تسير على سرعات عاليه جداً حتى أن هذه الشركات المصنعة ومن الاختبارات التي تخضع لها الإطارات أخذت بعين الاعتبار عندما يصاب الاطار بعطب أثناء السير أن يتم افراغ الهواء منه تدرجياً حتى لا يسبب أي انحراف للسيارة إلا إذا تصرف السائق بطريقة خاطئة ، وهذا الحادث نتج عنه قتل 3 أشخاص وتدمير محطة البنزين وأضرار فادحة في الأبنية والجدران القريبة من موقع الانفجار ناهيك عن الضرر الكبير على هيكل الباص من الخارج وهذا يوحي للمشاهد أن هذا الباص ضرب بقذيفة أر بي جي مضادة للدروع وليس انفجار إطار كما قال معالي الوزير ، وكذلك عندما تلاحظ الصور من الجانبين للباص و بعد الانفجار عجلاته سليمة وليس بها أي انفجار وشهود الأعيان أكدوا غير ذلك وكلامهم متناقض مع روايات معالي الوزير .
فالموجود بداخل الباص يشير وبالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك إلى متفجرات مصنعة في إيران من المواد الكربونية وعلى شكل قوالب صلبة الاسم العلمي لهذه المواد المتفجرة والشايع " " C 4 والذي يسهل صنعها وهي من المواد الغير محظورة سابقاً تستخدم حتى في أجهزة اللحام البارد ويسمى لحام الأكسجين، تفجير هذا النوع يتلخص بطريقتين 1- أما بصاعق كهربائي أو توضع هذه المواد في برميل سميك ثم يسكب عليها قليلاً من الماء ويغلق البرميل بإحكام فتتفاعل هذه المواد وتولد حرارة لا تقل عن درجة الغليان نتيجة الاحتباس فتنفجر وقدينتج عن انفجارها تدمير عمارة مؤلفة من 10 أدوار وهذا حسب الكمية الموجودة فيه .
وعند النظر لهذه الحالة وتلخيصها بالحقيقية والواقع نجد أن المقصود منها ليس له إلاهدف واحد فقط يتمحور بتفجير مرقد السيدة زينب لغرض بث الفتنة بين أبناء المسلمين مستغلة المكانة الخاصة والاحترام المكنون لصاحبة هذا القبر لدى كل المسلمين سواء ، الطوائف التي تذهب لزيارته أو الذين لا يذهبون إليه ، لأن صاحبة هذا القبر رحمها الله وأحسن إليها هي بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه وعنا ....
أرادت هذه الفئة الصفوية الضالة من هذا العمل الخبيث والمشين أن تحدث جرحاً جديداً في قلب هذه الأمة المثقلة بالجراح أصلاً ولكن كان الله لهم في المرصاد ، مستغلة الطبقة التي زرعتها في جوف الأمة السورية نتيجة عمليات التشيع وشراء الذمم من بعض ضعفاء الإيمان والنفوس على مدى سنوات عدة من أجل ايجاد المهرب وتحويل الأنظار العالمية إلى هذا المكان بعيدا عما يجري بداخلها من أحداث واحتجاجات وبعد شعورها بهزيمة زمرتها الحوثية في اليمن وعلى الحدود السعودية ، والسبب الرئيسي من محاولة إيران إفعتال هذه الفتنة يرجع لشعورها وإحساسها أن النظام في الجمهورية العربية السورية وبعد الإفصاح عن الوساطة التركية بينه وبين إسرائيل لعقد أتفاق سلام تنسحب بموجبه إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة والتقارب الجديد بين سوريا ودولاً غربية مثل فرنسا التي قام بزيارة لها فخامة السوري / بشار الأسد / مؤخراً وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تظن إيران أن هذا التقارب والانفراج في العلاقات السورية الغربية يأتي على حسابها وأنه مساومة بين القطر السوري والغرب على علاقاتها مع سوريا من جهة ويؤثر من جهة أخرى على بقاء حزب الله في لبنان فأرادت أن تزعزع الوضع الأمني المستقر في سوريا بمثل هذه العملية .
ولو عدنا قليلاً لبعض الأساليب والممارسات الصفوية (مع احترامي وتقديري للشعب الإيراني المغلوب على أمره )والتي تثبت بالدليل القاطع عدم احترامها للمقدسات والأماكن الدينية فقبر السيدة زينب رحمها الله لدى هذه الطغمة الصفوية الحاكمة في إيران ليس أقدس وأفضل من مكة المكرمة قبلة كل المسلمين على مختلف طوائفهم ومشاربهم ، ففي حج 1406هـ 1986م قبضت الجمارك السعودية في مطار جدة على 51 كيلو إجرام من المواد المتفجرة في حقائب الحجاج القادمين من أصفهان على الرحلة رقم 3169 ومع هذا سمحت المملكة العربية السعودية لهؤلاء الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة واعتبرت أن هؤلاء مغرر بهم من الزمرة الصفوية بطهران لأنها تؤمن بالله حكومة وشعبا وتستمد قوتها من الله العزيز الباري ولديها ثقتها الكبيرة بالله جلا جلاله ولا تعير لمثل هذه الأعمال أي اهتمام من منطلق هذه الثقة الكبيرة بالله سبحانه ولن تحرم مسلماً من أداء فريضة الحج مهما كان , وفي حج عام 1407هـ 1987م وتحديداً بتاريخ 6/12/ 1407هـ قام عدد كبير من الحجاج الإيرانيين بإحداث فوضى بهدف تخريب الحج راح ضحيته 400 حاج وثم امتنعت عن الحج بالأعوام التالية 1408/1988/ 1409/ 1989/ 1410/ 1990معطلة بهذا العمل ركن من أركان الإسلام بدون أي وازع من دين أو أخلاق ، وفي حج عام 1409هـ 1989م غررت بشباب من دولة الكويت وعددهم 16 شخصاً وزودتهم بالمتفجرات حسب إعتراف هؤلاء الشباب من قاموا بالتفجير في القرب من الحرم المكي الشريف على الجسر المقام أمام المسعى ونتج عن ذلك قتل أحد الحجاج من دولة باكستان / محمد خان/ رحمه الله وأحسن إليه وتقبل الله حجه وتقبله مع الشهداء والأبرار، ناهيك عن تفجير المراقد الدينية في سامراء بالعراق في العام 2005م ولصق عملية التفجير بطوائف المذاهب الأخرى بهدف تأجيج الصراع الطائفي في هذا البلد وخدمة لسياساتها العدوانية .
فمن وجهة نظري الشخصية أن الصفوية التي تحكم إيران والعداء التي تحمله للأمة العربية والإسلامية لا يقل ضراوة عن عداء الصهيونية وقد يزيد عن ذلك فعندما نرى بالصدفة أي مقال لكاتب إسرائيلي أو أي نشرة أخبار إسرائيلية لا تجد من يسب ديننا ولم نسمع كلمة طائفية بالرغم من العداء المحكم لنا من هذه الصهيونية على أمد التاريخ ولكن في إيران نسمع الشيء الذي لم تتفوه به هذه الصهيونية المقيتة ، حتى أن أساليب هذه الصهيونية بالاستيلاء على أموال و ممتلكات الآخرين تتركز بالأعمال الإجرامية والكذب والخداع بينما إيران تغير من ديانة البشر فمهما تعددت الأسباب والأساليب أرى أن الصهيونية في إسرائيل وفي أنحاء العالم والصفوية في إيران هم وجهان لعملة واحدة لا فرق بين هذا أو ذاك ، وأخير أختم بما بدأت به (حماك الله يا سورية وحما الله المسلمين على مختلف طوافهم ومشاربهم من مكر الشيطان الصفوي ) فما حصل في دمشق الفيحاء منبع العدل والأمان وأم الأبطال المناضلين وأبطال ميسلون وتشرين كان عملاً إجرامياً حتى لو كان هناك من يحاول تبريره بغير ذلك ؛ وشكراً يا سيادة الوزير يبدُ أنك لما حاولت تبرير تلك الجريمة لم تشاهد إطارات الباص الإيراني فهي سليمة وأبت أن ترتكب هذه الجريمة بحق الأبرياء حتى وهي إطارات لاروح فيها ....
التعليقات (0)