مواضيع اليوم

حماس و اسرائيل توافق سياسي بلا حدود

فلسطين أولاً

2009-11-20 01:08:24

0

حماس و اسرائيل توافق سياسي بلا حدود
 
   
  محمد علي

على ما يبدو أن المصادفات السياسية التي جمعت ما بين موقف حركة حماس وإسرائيل معاً في إلتقاء المصالح جلية وواضحة في هذه الأيام ، ولو عدنا لتعدادها منذ انطلاقة حماس فقط لاحتاج الكثير وقتا وورقا , فقبل عدة أيام -  يوم 15 /11 – والذي يعتبر من أهم الأيام التي  اختارها الشعب الفلسطيني يوماً لإعلان الاستقلال الوطني ،حيث  قام السيد الرئيس بالتلميح إلى امكانية اعلان الدولة الفلسطينية على حدود 67 و قد لاقى هذا التلميح دعماً عربياً واسعاً و لكن المثير للجدل أن  يتزامن مع هذا التلميح  ظهور الناطق الإعلامي  لحركة حماس وعضو المجلس التشريعي صلاح البردويل ، ليقول أن قرار الدول العربية والسلطة ومنظمة التحرير بالذهاب إلى مجلس الأمن هو قرار لا قيمة له وخاطئ ولن يكون له تطبيق على الأرض ، ويعتبره هروباً .

و لعل التوافق الزمني كان  مصادفة بين رفض اسرائيل للفكرة التي طرحها الرئيس الفلسطيني وبين تصريح البردويل ، لكن المضمون حتماً ليس بمصادفة ، خاصة أن كلاهما ينطلق من ذات الأرضية السياسية - العداء المطلق لاتفاق أوسلو عام 1993- لذا فإن ما كان من موقف متماثل حول رفض إعلان الدولة الفلسطينية أو الذهاب لمجلس الأمن من حماس وإسرائيل هو تماثل سياسي بامتياز .

أما حركة حماس والتي لم تصمت ، كما كان يجب ، فأصرت على كشف مستورها السياسي التوافقي مع إسرائيل برفض التمرد الفلسطيني – العربي واعتبرته هروب وغير واقعي وأنه كلام بلا جدوى ولا قيمة سياسية , فحماس ترى في هذا الإعلان نهاية لمشروعها و لانقلابها الذي تسعى إلى إطالة عمره قدر المستطاع تنفيذاً لمصالح و أجندات إقليمية , و هي تسعى بذلك إلى إظهار نفسها بمظهر المقاوم و المحافظ على الثوابت من خلال اشتباكاتها مع جند أنصار الله التي انشقت عنها كما تعلمون و فتح قنوات اتصال مع دول اوروبية من أجل تحقيق هذا الهدف , و هي تسعى للبقاء لفترة أطول في حين نجدها تدعي المقاومة و تستجدي الهدنة  في نفس الوقت الذي تتعالى فيه صرخات المواطنين من بطشها و قد كان آخر بطولات حماس مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص فلسطيني تحت مظلة المقاومة التي تدعيها , و بالمقابل نجد اسرائيل ترفض المقترح الفلسطيني و ترفض عودة اللاجئين بل تسعى إلى تقوية حماس بطرق غير مباشرة فهي تجد في حماس تنفيذاً لمخططاتها فحماس لا تريد دولة بل تريد دويلة - إمارة - و حماس لا تريد عودة لاجئين في الوقت الحاضر و لا تفاوض من أجل القدس بل المهم الآن في نظرها أن تحاول البقاء قدر الإمكان . ملاحظات كان لها أن تكون قيمة وجادة ومسموعة لو كانت في غياب الإنقسام الذي فرضته حماس بانقلابها على الشرعية ، وكان يمكن أن يكون رأي ينطلق من مصلحة وطنية حيث أن  حالة الانقسام السياسي هو الهدية الأهم للعدو الإسرائيلي .

 و لعل ظهور حماس للتعاكس مع الموقف العربي الفلسطيني وتوافق مع موقف إسرائيل ضد التوجه العام نحو مجلس الأمن ، هو رسالتها السياسية لخصوم التمرد وتكريساً للواقع الراهن ، احتلال متواصل إلى حين في الضفة الغربية وحماية محمية قطاع غزة الحمساوية إلى حين التفاهم العام مع أمريكا وإسرائيل على إعادة التقاسم الوظيفي  الجديد .. ولذا جاء الكلام البعيد عن المصادفة ليكون بعضا من محاولة الموافقة بينهما .. خيارات متشابهة بلغة مختلفة .. ضد الاستقلالية الوطنية الفلسطينية ودولتها المنتظرة التي ترغب في بنائها تحت مظلة الإسلام تنفيذاً لمخطط اقليمي أضاع القضية الفلسطينية و مشروعها الوطني كما تعلمون .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !