مواضيع اليوم

حماس ولعبة السياسة

حسام الدجني

2010-07-02 11:39:18

0


نعم، قد يكون قرار مشاركة حركة المقاومة الاسلامية – حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006م، من أنجح القرارات السياسية التي تتخذها الحركة الفتية في التاريخ المعاصر، وقد بدأت تتكشف تداعيات نجاح القرار تباعاً.

حركة حماس والتي تبلغ من العمر ثلاث وعشرين عاماً حققت في كل الميادين ما لم تحققه دول مستقلة، فهي على صعيد حركات التحرر، ضربت نموذجاً رائعاً في ميدان المقاومة، واستغل المجتمع الدولي المتحالف مع اسرائيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/2001، ليقرر اعتبار حركة حماس والجهاد الاسلامي حركتان ارهابيتان، وتم تجميد أرصدتهم المالية.
لم تأبه حركة حماس بالقرار، واستمرت في نهج المقاومة ونجحت هي وفصائل العمل الوطني والاسلامي من إرغام اسرائيل على الانسحاب من قطاع غزة.

وكافأها الشعب الفلسطيني في انتخابات عام 2006، عندما منحها أصواته، فنجحت وحصلت على أغلبية برلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وخاضت حركة حماس التجربة، ونجحت في السياسة، وهذا لا يعني أنها لم تخطئ في ممارسة الحكم.!!

وعندما نتحدث أن حركة حماس نجحت في السياسة لم يكن ذلك نفاقاً سياسياً، بل يستند على حقائق ووقائع سنتحدث عنها الآن:
فحركة حماس فرض عليها حصاراً سياسياً منذ اللحظة الأولى لإعلان نتائج الإنتخابات، وفرضت الرباعية الدولية شروطها الظالمة (الاعتراف باسرائيل- نبذ العنف- الالتزام بالاتفاقيات الموقعة)، وكانت هذه الشروط شرطاً في وجه حماس إذار أرادت أن تحكم بأريحية، وأن يسير رئيس وزراء الحكومة العاشرة اسماعيل هنية على البساط الأحمر، ولكن حركة حماس لم تخضع للشروط، وبدل من أن تتكيف سياسياً مع هذه الشروط، تكيف المجتمع الدولي مع رفض حركة حماس، وهذا بدا جلياً من خلال القليل الذي نعرفه.

لقد أجادت حركة حماس اللعبة السياسية، ودخلت مونديال السياسة، ووصلت الى مراحل متقدمة، فالعلاقات الحمساوية الروسية بدأت منذ فوز حماس وتطورت، ومؤشر هذا التطور من خلال لقاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في دمشق، وهذا لم يحدث في السابق، فكان أعلى مستوى يقابل قيادة حركة حماس هو وزير الخارجية سيرغي لافروف.
والمؤشر الثاني جاء خلال جولة خالد مشعل الأخيرة الى موسكو، وظهرت خلال الجولة حاجة موسكو لحركة حماس الإسلامية من خلال لقاء مشعل بالمفتي وزيارته الى العديد من المساجد في روسيا، وكأن روسيا ترغب من خلال حركة حماس، أن تخاطب الأقلية الإسلامية في روسيا والتي يتوقع أن تصبح أكثرية عام 2050م، وأيضاً أن تدخل روسيا الى قلوب العرب والمسلمين في الشرق الاوسط، وتنافس الدور الأمريكي في المنطقة.

أما العلاقات الامريكية مع حركة حماس، فحققت حركة حماس تقدماً ملحوظاً على هذا الصعيد، فبدأت العلاقات من عهد الرئيس المنصرف جورج بوش، وكانت غير معلنة وقاد هذا الحراك الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر، ولكن إرهاصات هذا الحراك ظهرت في خطاب الرئيس الحالي باراك أوباما في جامعة القاهرة، من خلال عدم نعته لحركة حماس بالارهابية، كما كان متعارف عليه في السابق.

أما العلاقات الأوروبية مع حركة حماس، فشهدت تقدماً كبيراً، ولعل أوروبا لعبت دوراً كبيراً في تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، واليوم بدأت إرهاصات تخفيف الحصار السياسي عن حركة حماس حيث انضمت ألمانيا والتي تعتبر من الدول المتشددة ضد حركة حماس، فأعلن أكبر أحزاب المعارضة الألمانية وهو الحزب الديمقراطي الاشتراكي إن على المجتمع الدولي أن يجري مفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إذا كان جادا في مسعاه للتوصل لحل قائم على دولتين إحداهما لإسرائيل والأخرى للفلسطينيين.
مع العلم أن كل المؤشرات توحي بأن الحزب الاشتراكي أقرب للوصول الى السلطة من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه انجيلا ميركل.
ولم تقتصر الأصوات فقط على قبول التحاور مع حركة حماس، بل وصلت الى درجة أن تؤثر حركة حماس على الرأي العام الدولي، فزادت الاعتداءات على المصالح الاسرائيلية في الدول الاوروربية، وهذا مؤشر بالغ الأهمية وتحول كبير في لعبة السياسة تصب في مصلحة القضية الفلسطينية.

وهذا ينطبق على العديد من الدول لا يسع مقال واحد الحديث عنها، ولكن المحدد الرئيس الذي تشترك فيه معظم دول العالم هو قناعة الجميع أن لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط دون حركة المقاومة الاسلامية حماس.

Hossam555@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات