انعكست الصراعات السياسية ذات الطابع الأيديولوجي بين الإيرانيين والعرب على جميع تحركات الجانبين في الفترة الأخيرة الماضية.فقد تضررت العلاقة الحميمة التي كانت تربط الإيرانيين بالفصائل الفلسطينية وعلى راسها حماس التي كانت عرابة المشي في ركب السياسة الإيرانية وذلك نتيجة للصراع السياسي الراهن بين طهران وعواصم عربية أخرى. فإذا ما استمر هذا التناقم بين الطرفين فمن الممكن أن يؤدي ذلك الى الكثير من التوتر و التشاحن الإثني و العقائدي في السنوات المقبلة وهذا من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة كلها.
لا شكّ انّ علاقة حماس بإيران قد تضررت بشكل ملحوظ حتى صارت وسائل الإعلام الإيرانية أكثر جرأة في انعكاس هذا التوتر الثنائي. فمن بين الأخبار التي تشير الى تباعد حماس عن طهران فقد نشرت مؤخراً وسائل إعلام إيرانية خبراً يبرهن على أن حماس قطعاً تنوي براءة الذمة من سياسة طهران. فقد ورد في الأخبار أن طهران رفضتن فعلاً استقبال خالد مشعل وهو رئيس المكتب السياسي لحماس بسبب تقاربه مع نهج الرياض.
من جانبها أكدت المصادر المقربة من حماس إن الأخيرة اشترطت لقاءً كانت تخطط له طهران بين الجانبين لملأ الفجوات لكنّ قادة الحركة فاجئوا الإيرانيين بأنهم لا يرغبون باللقاء في إيران بل في دولة عربية آخرى وتكهن البعض أنها ربما تكون قطر.
أشعلت الزيارة التي قام بها خالد مشعل مؤخراُ للسعودية فتيل الأزمة الإيرانية الحمساوية حيث أحدثت صدمة
لدى القادة الأيرانيين، لأن الأخير لم يقم بزيارة لطهران منذ فترة ،إلا أنه لبّي دعوة الملك السعودي بسرعة فائقة. أضف الى ذلك قد تحدثت بعض التسريبات عن وجود عرض حمساوي مقدم للرياض للدخول في القتال الحوثيين وهم حلفاء طهران في اليمن. بعض وسائل الإعلام الإيرانية وصفت التقارب الحمساوي السعودي يصبّ في إطار تأسيس محور عربي جديد يضم كلاً من دول الخليج العربي و مصر والأردن بالإضافة الى تركيا و الفصائل الفلسطينية مثل حماس لمواجهة المشروع الإيراني فلو صحّ هذا الخبر فإنّ وضع التحالفات في المحورين العربي و الإيراني في تغيّر دائم منذ اندلاع أحداث الربيع العربي.
التعليقات (0)