حماس والعودة المتعجّلة لطهران

يبدو أنّ حماس بدأت في طيّ صفحة علاقاتها المتوترة مع طهران نتيجة الصراع السوري بعد وصف مسؤول حمساوي في طهران أنّ علاقات الطرفين ليست عابرة وإنما استراتيجية لا تتأثر بملفات المنطقة. إيران من جانبها بحاجة الى حماس لحفظ نفوذها في القضية الفلسطينية و كذلك تلميع صورتها في الشارع العربي بعد إخفاقاتها في الربيع العربي.

بالنسبة لحماس فلم يكن من المتصوّر أن ترجع بهذه السرعة الى أحضان طهران لأنّ حملة الأسد كانت أساساً موجّهة ضد فصيل سوري يحمل نفس التوجهات الحمساوية و إنّ الدعم الذي تقّاه من طهران جعلته يتمادى ليس فقط ضد جهات معارضة ولكن ضد شعبه الذي ينتمي معظمه الى نفس الطائفة التي تنتمي اليها حماس.

لكن تأكيد حماس الأخير بأنّ علاقاتها مع طهران ليست مجرّد علاقة عابرة إنما علاقة استراتيجية تشير الى أنّ حماس رغم معرفتها بخلو الخزانة الإيرانية من التمويل الذي كانت تحصل عليه في السابق بسبب العقوبات و انخفاض أسعار النفط لكنها تريد أن تستخدم طهران لبدء صفحة جديدة مع حلفاء هذا البلد في العالم العربي مثل حزب الله و الحوثيين وكذلك سعيها للخروج من العزلة العربية بسبب تغيير الوضع في مصر و تونس و الحليف القطري و بقية الدول العربية لغير صالحها .من هنا يمكن فهم عودة حماس لطهران و التعجيل بالتأكيد أنّ العلاقات بين الطرفين استراتيجية لا تتأثر بملفات سوريا ولا حتى العراق والبحرين .