مواضيع اليوم

حماس والسلطة .. مشعل وعباس

 حماس والسلطة .. مشعل وعباس ..  

منذ أن انزلقت حماس إلى لعبة السياسة  والانتخابات والتمثيل في البرلمان الفلسطيني ( المجلس الوطني التشريعي ) وخلفت العمل الثوري السري وباتت تتاجر بالثورة والثوار للحصول على مكاسب سياسية ورضا الشعب  ، حذرنا من مغبة الانزلاق خلف بريق الشهرة والظهور على الشاشات ، وقلنا في أكثر من مناسبة وحيث أمكننا أن نعبر عن رأينا بصراحة وصدق ،  من محبة وطنية وخوف على الثورة ومصلحة فلسطين وشعب فلسطين  ، قلنا ان الانزلاق خلف بريق الظهور الإعلامي والشهرة والمال لا يجر الا الهزيمة ولا يحقق المصلحة الوطنية العليا .

وقلنا وكنا نتمنى أن يبقى العمل الثوري لحركة حماس وأجنحتها المسلحة ان يبقى هذا العمل الثوري عملا ثوريا بما تقتضيه الأصول الثورية المتعارف عليها في شعوب العالم التي سعت من قبلنا لنيل استقلالها وتحررها من كيد الاستعمار وأعوانه وأذنابه .. وطبعا لا يخفى على احد ان اهم تلك الضرورات الثورية ان يبقى العمل عملا ثوريا سريا ، يضرب ويهرب ، لما يمكن ان تحققه تلك الطريقة من إرباك العدو وإيقاع اكبر قدر ممكن ن الخسائر دون ان يعرف الجهة او الجهات التي تنفذ العمل ، حيث لا نبادر على غرار حركاتنا الثورية وتجربتنا الثورية بالإعلان عن انسفنا وتبني العملية الثورية لنسقط على انفسنا ما لا يمكن تحمله وحساب حسابه .

وطبعا هذا ما تقتضيه المرحلة الثورية .

 

اما ان نبادر الى إعلان بيان صحفي أمام شاشات التلفزة العالمية ونحن ملثمون ، ان نتبنى العملية الحربية التي تم تنفيذها لنتلقى من بعدها الضربات الموجعات التي تؤدي الى احباط الشعب  وفقدان ثقته بالثورة ومدى جديتها وفعاليتها ، وايقاع اكبر الخسائر في صفوفه كما حدث لاكثر من مرة حينما اقدمت اسرائيل على الانتقام في غزة وجنين . وربما يحدث ان تتضارب التصريحات ويحدث نزاع على تبني شرف العملية . اذا هي السرية .

 

واليوم ونحن نرى التلاقي الذي كان العرب والفلسطينيين يسعون اليه حثيثا نرى في الأفق المنظور لمستقبل العلاقة بين حماس ومشعل من جهة وفتح او المنظمة ( فتح اكبر فصائل المنظمة واكثرها هيمنة واستئثارا بالسلطة ) وعباس من جهة أخرى الكثير من الملامح والرؤى  التي كان لا بد ان تسقط فيها حماس بفعل كل تلك القوى المؤثرة في المنطقة .

 

اول هذه المشاهدات التي حدثت التلاقي الاردني الحمساوي بعد فترة من تبادل الاتهامات  خصوصا من جانب الأردن يوم ان اتهمت الحكومة الاردنية حماس باثارة الفوضى وتبني زعزعة الاستقرار في الاردن وحملة تهريب الأسلحة وخلايا حماس وتجيش الشعب في حملة إعلامية ضد حماس .

 

فيا ترى ما سر التقارب الأردني الحمساوي من جهة وما سر التقارب الفتحاوي الحمساوي من جهة اخرى وما علاقة الاردن بالموضوع . مع الاخذ بعين الاعتبار التدخل القطري بالموضوع .. وتعهد قطر بدفع مليار دولار للاردن مقابل استضافة حماس ، بعد ان عملت قطر عبر مسيرة طويلة جدا من العمل لزعزعة الاستقرار في سوريا ودعم ما يسمى الثورة السورية بكل ما تملك من قوة وتأثير في المنطقة وعوامل الدعم لقطر كدولة تكاد تصنف انها محتلة من قبل الأمريكان وكتابع لسياسة الاسرائيلية ومعبرة عنها ايضا .

 

من المتوقع ان تلعب الاردن وقطر دورا محوريا وهاما في رأب الصدع الفتحاوي السلطوي وحماس الثورة التي باتت تدجن تدريجيا ، وهذا الدور يتمثل في نزع فتيل الثورة الحمساوية ، وانخراط حماس بعد ان يلتقي عباس ومشعل لاكثر من مرة ، انخراط حماس في العملية السلمية والمفاوظات المباشرة ، وقد بدأت بوادر هذه الخطة بالوضوح ونحن نرى مشعل يعبر عن قبوله بان يكون عباس رئيسا للفلسطينيين  ، ونحن نرى تمنع عباس وهو راغب في الترشح لرئاسة السلطة من جديد .

 

وبالتالي من هو المستفيد من كل هذا في المنطقة وما هي مكافأة الوسطاء ، المستفيد حتما سيكون الكيان الصهيوني ، بعد ان يدخل الاسد الحمساوي الى قفص السيرك ، ليقوم بالمهام المطلوبة منه كأسد سيرك ليس اكثر ، حماس المدعومة من سوريا وحزب الله وايران ، والتي لعبت السياسات العربية والغربية الكثير لإشاعة ان إيران وحزب الله اخطر على العرب من اسرائيل ، في خطة ما يسمى ( تبديل العدو ) .

 

وبالتالي تتفرغ اسرائيل والوسطاء وامريكا من قبل على العمل بجد اكبر على فكرة التوطين التي باتت عملية واقعة على ارض الواقع وتنفذ بخطى اكثر شجاعة عما قبل ، حتى بات الفلسطيني يشاور نفسه باهمية العودة .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !