الخلاف بين حماس وفتح لن يحل فالرئيس عباس يعتبر حكومة حماس انقلابا على النظام وحكومة حماس تعتبر نفسها الحكومة الدستورية المنتخبة , فهل هذه مغالطات أو حقائق ؟ حماس أنتخبت في إنتخابات نزيهة وفوضها الشعب لتولي الحكم وامام هذا لايمكن لحماس التنازل عن سلطاتها للرئيس الفلسطيني وفتح حتى لو أرادت لأن ذلك تزييف لأرداة الشعب الفلسطيني لا تستطيع حماس أرتكابه ، أما فتح فقد خسرت الأنتخابات وأصبحت طرفا معارضا لا حق لها في التدخل في أختصاص السلطة التنفيذية . والرئيس عباس رئيس منتخب عليه تكليف حماس بتاليف الحكومة وليس من حقه أن يحكم البلاد حكما دكتاتوريا بحجة تمثيله لهيئات إنتهت صلاحياتها الدستورية بعد أنتخابات البرلمان مثل هيئة التحرير والمؤتمر الفلسطيني, رغم أن الوضع الفلسطيني يستدعي المحافظة عليهما كهيئات أنتلاف وطني غير حكومية لمواصلة الكفاح من اجل تحريرفلسطين . وفي هذا الأطار الدستوري يجب أجراء إنتخابات جديدة بأشراف الامم المتحدة لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين وقبول نتائج الأنتخابات من جميع الأطراف .المشكلة هي رفض فتح الأعتراف بالوضع الجديد بعد الانتخابات وتريد أن تستمر في الحكم عن طريق الرئيس عباس . وعباس يعتبر نفسه من نفس رعيل زعماء فتح الذين تولوا معارك الكفاح الفلسطيني الداخلي والخارجي طوال عقود ويريد إبقاءهم في المراكز الحساسة في الدولة للأشراف على الحكومة المنتخبة حتى يحكم البلاد كغيره من الحكام العرب فوق الهيئات الدستورية . ومما زاد مشكلة الخلاف تعقدا إنقسام الدول العربية ومناصرة فريق منها لحماس والاخر للرئيس عرفات وفتح مما جعل من الصعب على حماس وفتح التنازل على ما تعتقده أنه حقها . وهذا خطأ عربي كبير ومن واجب كل الدول العربية إفهام الطرفين بحل خلافهما بالرجوع إلى الشعب الفلسطيني والأطار الدستوري والوقوف موقف الحياد وترك فلسطين للفلسطنيين والأعتراف بحماس كحكومة منتخبة وبالرئيس عباس كرئيس منتخب والتعامل معهما كما تعاملت مع الرئيس اللبناني لحود والفريق المناصر له وحكومة السنيورة وإنتلاف الحريري مما دفع الطرفان على إختيار رئيس جديد والاتفاق على تاليف إتلاف حكومي والأتفاق على إجراء إنتخابات والمحافظة على ماء الوجه لكل منهما ودون ان يتحكم أحدهما في الاخر ..كما على الدول العربية والفريقين الفلسطنيين عدم الدخول في دهاليز ما يسمى بالنفوذ الايراني والعمالة للأمريكان والغرب وتهم الأرهاب والأعتدال والتطرف لتبرير السياسات الخاطئة .
التعليقات (0)