حماس و الدعم العربي الاسلامي .
تقول حماس انها ستحرم اسرائيل من تحقيق اي نصر سياسي وهذا الامر يسعدنا ولكن لم تقل لنا حماس باي وسيلة ستمنع اسرائيل من تحقيق مثل هذا الانتصار وهي تملك اي اسرائيل كل الادوات الدبلماسية التي تفتقد اليها حماس فامريكا صاحبة مجلس الامن والغرب صاحب الامم المتحدة حلفائها , وهذه الدول لايمكن لها ان تقبل بانتصار حماس حتى وان كان صمودا وبثمن باهض جدا , اما حماس فهي متحالفة مع اكثر الانظمة عزلة في العالم الا وهو النظام الايراني وهي متحالفة مع اكثر الانظمة العربية عزلة وهي سوريا ولهذا فمعركة حماس الدبلماسية القادمة يمكن ان تكون خاسرة بصورة اكبر من معركتها العسكرية على الارض ولهذا فنحن نطالب حماس بقبول المبادرة المصرية حقنا لدماء الابرياء وانهاءا لمعاناتهم لان المراهنة على دعم بعض الدول العربية والاسلامية لها قد يكون رهانا مكلفا لان هذه الدول لاتملك الادوات التي تستطيع بها فرض ارادتها على الغرب حليف اسرائيل حتى وان ارادت ذلك , قد تنخدع حماس بالتعاطف الذي تبديه بعض الدول العربية والاسلامية وبالمظاهرات التي تخرج في شوارع عواصم العالم تعاطفا تجاه محنة غزة فكل هذه المواقف لاتعدوا ان تكون مواقف تعاطف انساني مع محنة كارثية تصيب شعب اعزل , وعلى حماس ان تعلم ان كل هذه الدول ستتعامل مع الشرعية التي تمثلها السلطة الفلسطينية حال انتهاء العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد المدنيين , فعلى حماس ان لاتنغر بهذه المواقف فهذه الدول لايمكن لها ان الا ان تتعامل مع الشرعية وليس مع منظمة منقلبة مثل حماس , فهذه الدول وعلى راسها تركيا لايمكن لها ان تدعم طرف فلسطيني على حساب الاطراف الاخرى لانها عندها ستكون عاملا مشجعا على الانقسام الفلسطيني وهذا ما لاتريده دول تحترم نفسها وتحترم حلفائها مثل تركيا فمثل هكذا مواقف تسيء لهذه الدول على المدى البعيد , على عكس الدول صاحبة الغرض والتي تشجع الانقسام الفلسطيني مثل ايران .
يقول زعيم الليكود بن يامين نتنياهو ان اسرائيل تنظر لحماس كقاعدة ايرانية متقدمة وقريبة من المدن الاسرائيلية , وهي اي اسرائيل لايمكن لها ان تقبل بان تكون ايران بكل هذا القرب من المدن الاسرائيلية , وهذا يجعلنا نتوقع هجوما اسرائيليا اوسع وقتلا للفلسطينيين اكثر وحشية وسعة في الايام القادمة لان اسرائيل لايمكن لها ان تقبل بان يكون الوضع في غزة بعد معركتها هذه كما اصبح الوضع عليه في جنوب لبنان بعد حرب 2006 فهي دخلت المعركة في غزة ولا يوجد هدف امامها الا ازالة هذه القاعدة من قرب مدنها و دخلت هذه المعركة ومن ضمن اهدافها محو ما حصل في حرب 2006 من ذاكرة مواطنيها اولا والمنطقة ثانيا .
دائما تكون الاهداف الاسرائيلية المعلنة لكل معركة كبيرة ثم تتناقص مع مرور الوقت وسير المعركة ونتائجها الا في هذه المعركة فقد كانت اهدافها اولا اضعاف حماس وايقاف اطلاق الصواريخ ولكنها الان اصبحت اخراج حماس من الحكم وهذا يعني انها اولا تحقق اهدافا مهمة في الميدان بالنسبة لها وتحقق اهدافا دوبلماسية مهمة في الميدان الدولي مما يجعلها ترفع من سقف اهدافها دون تردد . ان رفع سقف الاهداف هذا يعني ان اسرائيل اخذت الضوء الاخضر من امريكا وحلفائها الغربيين لانهاء حماس باستخدام اكثر الاسلحة فتكا وشدة وهذا يفسر استخدامها للاسلحة المحرمة في الايام الاخيرة ومن المؤسف ان يكون المدنيين في غزة وقودا لهذا الصراع بين اسرائيل وامريكا من جهة وحماس وايران من جهة اخرى .
ان رفض المبادرة المصرية من قبل حماس وبامر من ايران يجعلها اي حماس تحمل مسؤولية كل الدم الفلسطيني النازف اليوم في غزة , لانها يجب ان تكون اكثر حرصا على الدم الفلسطيني من ايران وغيرها لان هذا الشعب هو اساس انشاء دولة فلسطين التي تطالب بها حماس فاذا قضي على هذا الشعب فمن ستحكم حماس عندها وعلى من تتسيد .
قد تكون لدى حماس مفاجئة لاسرائيل عند توغلها داخل غزة ولكن يجب ان تحسب حماس الثمن الذي سيدفعه اهل غزة مقابل اي معركة قبل دخولها لانها غير مؤهلة لان تختار نيابة عن الشعب الفلسطيني في غزة واطفاله ونسائه الذين يموتون كل يوم وحماس تدرس المبادرة المصرية وقرار مجلس الامن بكل بطء وكانها هية صاحبة اليد الطولى في المعركة وهي من تقتل الاسرائيليين بهذا العدد الذي يقتل به الفلسطينيين .
التعليقات (0)