مواضيع اليوم

حماس والحداثة..

حسام الدجني

2013-04-04 08:47:49

0

 بتجديد شرعية خالد مشعل السياسية داخل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبر انتخابه رئيساً للمكتب السياسي لولاية ثانية، لا بد من طرح أهم الأولويات على أجندته.

أولاً: القضايا التنظيمية الخاصة بحركة حماس:

من المؤكد أن أولويات المكتب السياسي الجديد هي قيادة عملية تحديث للهياكل التنظيمية، وللتربية الحزبية، ومصالحة ومصارحة مع الذات من خلال قيادة عملية مراجعة فكرية ونقد ذاتي للربع قرن الذي مضى، والعمل على مراجعة بعض مواد ميثاق الحركة وعصرنته بما ينسجم مع الواقع الراهن، وإيجاد دور أكبر للشباب على الرغم من مكانة الشباب عند حركة حماس منذ تأسيسها، إلا أن حضورهم في المرحلة المقبلة يجب أن يكون أكبر وأوسع.

وبما أن الدور السياسي لحركة حماس تجاوز حدود فلسطين التاريخية، فإنه بات من المهم بناء مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تنسجم مع مكانة الحركة الإقليمية والدولية، وأيضاً إعادة توزيع المهام التنظيمية بما يكفل للجميع المثقف بالمشاركة في عملية صناعة القرار، وصولاً إلى عمل مؤسساتي يقودنا نحو بناء مجتمع مدني مقاوم يقوم على خدمة الشعب الفلسطيني الصامد على تراب وطنه.

ومن أولويات مشعل التنظيمية بناء نظام انتخابي عصري ديمقراطي، يتيح التداول السلمي داخل مؤسسات الحركة، وتدافع الأجيال، ويعزز ثقافة المشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير.

إن إصلاح الحركة الوطنية الفلسطينية هو المرتكز الأول في عملية إصلاح نظامنا السياسي الفلسطيني، ومشروعنا الوطني التحرري. 

ثانياً: القضايا الوطنية

القضايا الوطنية هي على رأس أولويات حركة حماس ومكتبها السياسي الجديد، وربما هناك حراك كبير داخل المجتمع الفلسطيني، ومواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنهاء الانقسام، والجلوس سوياً لإعادة تقييم مشروعنا الوطني التحرري، والبحث في مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية بعد صدور القرار الأممي، وتحديد الخيارات والبدائل في مجابهة وغطرسة العدو الصهيوني، وهذه القضايا ستكون حاضرة على أجندة المكتب السياسي لحركة حماس، فبقاء الانقسام هو ترسيخ لانقسام أكبر يهدد منطقتنا العربية والإسلامية، ووحدة فلسطين أرضاً وشعباً ومؤسسات تدعم وحدة العراق وسوريا ومصر وباقي الأقطار العربية لما تمثله فلسطين في الوجدان العربي.

أيضاً ستعيد حركة حماس الاعتبار لفلسطينيي 1948، فهم مكوّن مهم من مكوّنات الشعب الفلسطيني، ويمتلكون قوة تأثير هائلة على الكيان الصهيوني، كذلك دور الشتات، فغياب منظمة التحرير الفلسطينية لصالح السلطة الفلسطينية نقل الثقل السياسي من الخارج إلى الداخل، بل عزل الخارج تماماً من المعادلة السياسية، وربما يشكل اللوبي اليهودي في الخارج أحد أهم بقاء ونجاح المشروع الصهيوني في المنطقة. 

ثالثاً: القضايا الإقليمية

حماس مكون رئيسي من مكونات النظام السياسي الفلسطيني، ودولة فلسطين جزء من الأمة العربية، ولذلك ستعمل حماس في المرحلة المقبلة على تقييم علاقاتها الإقليمية، والوقوف على مسافة واحدة من جميع النظم السياسية في المنطقة بما يخدم القضية الفلسطينية، وتستطيع حماس لما تمتلكه من قوة تأثير على الرأي العام العربي والإسلامي، عمل الكثير نحو الضغط على النظام الإقليمي العربي لصالح دعم القضية الفلسطينية.


رابعاً: القضايا الدولية
رفع حماس من قائمة الإرهاب الدولي هو هدف رئيس لكل مكونات الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي وأحرار العالم، لأن ذلك سيرفع القيود المفروضة على المصالحة من قبل المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة، ويساهم في استثمار دور حماس ومناصريها للعمل خارج الفضاء العربي والإسلامي، وبذلك سيكون هذا الملف على رأس أولويات المكتب السياسي، بالإضافة إلى حشد الرأي العام الغربي وأحرار العالم لدعم فلسطين وقضيتها، والتأكيد على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بأرضه فلسطين.

الخلاصة: إن ما تشهده المنطقة من ربيع عربي، وتحول ديمقراطي، ودور الإعلام الافتراضي الجديد في تشكيل وحشد الرأي العام نحو قضايا الأمة، كل ذلك يساهم في انطلاق ثورة تصحيحية تبدأ من حركة حماس لتصل للكل الوطني الفلسطيني، لنبدأ في بناء استراتيجية وطنية تقودنا نحو التحرير والعودة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات