حماس والإبقاء على الأرض

حماس والإبقاء على الأرض \ كتب منار مهدي 

  لم نعد نستغرب من أي شيء من هذا الإحتلال .. بل نستغرب من عدم إستغرابنا تجاه ما هو غريب .. كل الأمور باتت واضحة لنا .. الإحتلال الإسرائيلي الذي يتكلم عن السلام, ولم يقدم أي خطوة تجاه السلام .. يتكلم عن ديمقراطية الدولة, ويطالب بنفس الوقت بيهودية إسرائيل, يتكلم عن إسرائيل البريئة, وهي التي تقتل وتنهب الأراضي الفلسطينية وتهجر الناس في القدس ومن الضفة الغربية, إسرائيل العنصرية والفاجرة الذي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي, ولا تعترف بوجود قوة على الأرض تفرض على إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة.

والسؤال الذي ينبغي علينا أن نجاوب عليه: هل تستطيع القيادة الفلسطينية أن تقف وتتحدى دولة إسرائيل الوقحة في ظل الصمت الرهيب الدولي والعربي والإسلامي .. ؟؟؟

ممكن وكل شي ممكن, ولكن وبدون مزاودة من هذا الفصيل أو ذاك على القيادة
الفلسطينية التي مازالت تعمل وتعمل على الحفاظ على مشروعنا الوطني وتدافع بكل الطرق والوسائل عن مصالح شعبنا, واستطاعت حتى هذه اللحظة أن تصمد وتقف في وجه التهديدات الإسرائيلية الهادف إلى فرض المشروع الصهيوني العنصري على القيادة الفلسطينية , من خلال كسب الوقت لفرض المزيد من الوقائع المادية الملموسة على الأرض, ومن خلال الاستمرار بالبناء الاستيطاني من أجل خلق الوقائع الجديدة لتقويض إقامة الدولة الفلسطينية ، ولتهويد مدينة القدس.

وهذا لم يحدث أبداً طالما هنا شعبً وقضية وقيادة قادرة على حماية شعبها من أي مخطط يستهدف بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه, وبالتالي الهدف الإستراتيجي والوطني لشعبنا بات واضحاً وينبغي أن يكون واضحاً لفصائل العمل الوطني الفلسطينية, وكما ينبغي أن يكون واضحاً لحركة حماس التي هي اكبر الفصائل الإسلامية في فلسطين, وبالتالي عليها أن تدرك أن حالة الانقسام المستمرة يجب أن تنتهي لخدمة الهدف التي بات واضحاً للجميع.

ومن هنا لا خلاف مع حماس في أن تكون شريكاً في المنظومة السياسية الفلسطينية وليس بديلاً لهذه المنظومة, وهذا ما يريده الشعب الفلسطيني, إنهاء الانقسام والخلاف والعودة إلى اللحمه والوحدة للحفاظ على بقائه على الأرض, والتصدي لحكومة نتنياهو, والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد التوقيع على وثيقة المصالحة المصرية.