حماس وإستراتيجية التحفيز الذاتي
بقلم/ حسام الدجني
يجتمع وزراء خارجية تسع دول عربية في أبو ظبي مساء الثلاثاء في ظل تعتيم إعلامي, وعلى الرغم من وجود تصريح هنا وتصريح هناك كان أبرزها تصريح وزير خارجية السلطة الفلسطينية "رياض المالكي" وهو احد المشاركين في قمة أبو ظبي حيث قال " أن الاجتماع الوزاري العربي الذي يعقد الثلاثاء في أبو ظبي بمشاركة عشر دول عربية يهدف إلى "تنقية الأجواء" استعدادا للقمة العربية المقبلة في الدوحة ودعما لجهود المصالحة الفلسطينية.
وأكد المالكي أن "الهدف الأساس من الاجتماع هو تعزيز الجهد العربي المشترك وتنقية الأجواء العربية العربية خاصة بعد ما حدث في قمة الكويت". وأضاف "نريد أن نذهب إلى قمة الدوحة في أجواء ايجابية من اجل إنجاح قمة الدوحة".
اعتقد أن صلب النقاش سيتمحور بالتأكيد حول نتائج الحرب على غزة, وكيفية تنسيق المواقف العربية الخاصة بمحور الاعتدال من أجل تمرير الفرصة أمام إيران من استغلال نتائج الحرب على غزة, بتعزيز سيطرتها على إقليم الشرق الأوسط من خلال حلفائها في المنطقة, مما يسبب انزعاج وتخوف الدول العربية المعتدلة وتحديدا جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
إضافة إلى ذلك سيتم دراسة تقييمية للمرحلة السابقة والمتمثلة في إمكانية إسقاط حكم حماس لقطاع غزة, والتي استخدمت العصا بشكل أكبر من استخدام الجزرة, وعلى ما يبدو أن سياسة العصا مع حركة حماس فشلت, ولهذا يدرس محور الاعتدال من خلال ممارسة إستراتيجية التحفيز الذاتي مع حركة حماس, لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة, وسيظهر ذلك جليا في الأسابيع القادمة, من خلال إنضاج المصالحة الوطنية وإبرام اتفاق التهدئة والوصول مع حماس إلى قواسم مشتركة, دون المساس بدور الرئيس محمود عباس, وإستراتيجية التحفيز الذاتي تهدف إلى تأكيد دور حماس الإقليمي وضرورة احتسابها في المعادلة السياسية الإقليمية والعربية. ورفعها من قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي, وصولا إلى رفعها من قوائم الولايات المتحدة الأمريكية للإرهاب.
بالتأكيد هناك من يقول انك متفائلا, صحيح أنا متفائلا لأنني لا احفز نظرية المؤامرة, لأقول أن الاجتماع هو لعزل وضرب حماس, فحماس كما عبر من باريس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنها جزء من الشعب الفلسطيني, لا يمكن عزلها بأي شكل من الأشكال. ولكن يمكن احتوائها إذا تعاملنا معها من منظور سياسي لا أمني, وأيضا مطلوب من حماس أن تستمع إلى الجميع وأن تعمل على إنجاح التهدئة والمصالحة هي والآخرون, لأننا بوحدتنا نستطيع استكمال نصرنا, وتعزيز صمودنا, والمحافظة على قرارنا الوطني المستقل.
حســـام الدجنــي
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)