مواضيع اليوم

حماس من الداخل الكتاب الذي فقد صاحبه

الصحفية كرم

2011-07-13 23:47:01

0

تاريخ النشر: السبت 19/2/2011م الساعة 18:43م 

لم يعلم الصحفي مهيب النواتي أن الكلمات التي خطت من أجل إصدار كتاب حماس من الداخل ستجعل من حياته كابوساً ومصيراً مجهول له، عندما سفر من النرويج إلى سوريا لإكمال الفصل الأخير من هذا الكتاب، ولم يكن يعلم أنه نهاية الفصل الأخير له في هذا الكتاب هي نهاية الفصل الأخير في حريته الصحفية.
مهيب النواتي الصحفي والناشط الحقوقي الفلسطيني اختفى وفي ظروف غامضة منذ الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي أثناء زيارته لسوريا، يعلم علم اليقين أن سوريا دولة عربية لها سيادتها الكاملة على أراضيها ، فهي ليست إسرائيل أو كولومبيا أو غيرها من الدول الأخرى التي تنتشر فيها المافيا .
إن سر اختفاء الصحفي الفلسطيني له مدلولات عدة حول طبيعة الحياة السياسية التي تعيشها سوريا من الداخل وطبيعة التركيبة الفلسطينية هناك، وتواجد تنظيمات فلسطينية لها أثر في هذه السياسة كحركة حماس ممثلة برئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، إضافة إلى ذلك أن الصحفي البارز مهيب هو ينتمي للمعارضة ضد حركة حماس ، حيث تناول في كتابه والذي صدر عام 2008 حماس من الداخل خفايا الصراع على قيادة حركة حماس لاسيما بين الشهيد الراحل أحمد ياسين ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، إضافة إلى مقالاته التي قدمت نقداً لاذعًا لممارسات حركة حماس وأدائها السياسي ورأى أن تلك الممارسات تتعارض مع شعارات الديمقراطية من وجهة نظره لذلك قرر استكمال ما بدأه قبل ثلاثة أعوام وذهب لسوريا من أجل انجاز تلك المهمة لكنه لم يعد.



هذا كله يترك تساؤلات عدة عن مصير النواتي وسر اختفاءه هل كان كتاب حماس من الداخل هو الدافع وراء اعتقال صاحبه؟ أم هناك أسباب أخرى كإبراز الوجه الحقيقي لحركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة وزيف برنامجها السياسي بعد انقلابها على السلطة الوطنية في قطاع غزة؟ هل استدراج النواتي إلى سوريا كانت الأرض الخصبة لاعتقاله وربما التحقيق معه حول مقالاته وكتابه الأخير؟ إذا لم تعتقله السلطات السورية فمن غير حماس له مصلحة باعتقاله وجعل مصيره مجهول؟ هل حماس بقطاع غزة لها علم بما جرى للنواتي بسوريا وتنكر معرفتها أو التوصل لأي معلومة حوله؟ لماذا تقوم نقابة الصحفيين وبعض المؤسسات الحقوقية بمتابعة ملف الصحفي مهيب النواتي وحدها دون تدخل من السلطة الفلسطينية؟ أين دور السلطة الفلسطينية في متابعة رعاياها بالدول العربية والغربية؟



إلى متى سيبقى مصير الصحفي مهيب النواتي طي الكتمان، أما آن الأوان على السلطة الفلسطينية أن تتخذ زمام المبادرة، وترسل شخصية قيادية رفيعة إلى سوريا لبحث ملف النواتي، أم تنتظر السلطة الفلسطينية الأسوأ من ذلك كي تقلده وسام الحرية ووسام الكلمة الحرة، كفي تخاذلاً في مصير أبناء شعبنا الفلسطيني ، ولتبدأ مرحلة البحث والمتابعة من قبل السلطة الفلسطينية ،يكفي أن نذكر أن الصحفي مهيب قضى فترة من حياته في السجون الإسرائيلية بعد أن عمل ضمن طواقم الصحفيين الذين تولوا مهمة فضح جرائم الاحتلال خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين، وهو احد مؤسسي نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ومؤسس مركز أطلس للتوثيق والإعلام في غزة، وأيضا هو نائب لرئيس الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية، ويعتبر كتابه حماس من الداخل من أهم أعماله في مجال البحوث حيث أحدث الكتاب ضجة كبيرة في أوساط الحركات الإسلامية.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !