القاهرة - عادل كريم \
حماس تسابق الزمن نحو أي شرعية أو نصف شرعية لها من أي دولة وليس أدل على هذا من زيادة مستوى الاتصالات الأخيرة لها بأوروبا والعالم باسم معاناة الشعب في غزة وحصاره .. لكنه عليها ترتيب بيتها الداخلي نحو استتباب الأمن إلى اكبر حد يلبي رغباتها لتتغاضى تل أبيب عن مسئوليها ..!! وهو ما يفسر قيام حماس في أحيانا كثيرة بفرض إجراءات أمنية وعسكرية بالطبع كلها تعسفية لاستقرار حكمها .. وفي أحيان أخرى تقوم وتطلب إجراءات غير وطنية أو دينية أو أخلاقية أو قانونية اتجاه رموز وقادة فلسطينيين مقيمين في الضفة ويريدوا أن يأتوا إلى جزء آخر من الوطن إلى غزة .. مع إدراك حماس استحالة أن تقوم تلك الرموز القيادية بتقديم طلب إلى وزارة القسام وزارة الداخلية الحمساوية .. لانه هذا هو الاصل لكن هو إصرار منها ,, لماذا ؟؟ وما الهدف من الإجراء ؟؟
بالجهة المقابلة تقوم فتح أيضا بنشاطات واتخاذ قرارات تخص غزة واستعادة غزة .. فجاء اجتماع المجلس الثوري ليناقش ما تم طرحه في المؤتمر السادس من وجوب استعادتها فقرر الثوري تشكيل لجنة بهذا الخصوص ..!!! مع انتقادنا لاعطاءها مهلة طويلة فالوقت لا يحتمل يا سادة..!!سبق ذلك قرار للرئيس ابومازن بضرورة العودة للكادر الفتحاوي إلى غزة والمقصود المقيمين الآن في الضفة .. ويبدو إن القرار غير ملزم ؟؟من جهة أخرى هنا حماس تتمنى تفريغ غزة من أي فتحاوي وتعمل على ذلك , إذ وصل بها الحال لمحاربة أي نشاط أو ناشط فتحاوي حتى لو كان في بطن أمه ؟؟ تريد غزة خالصة لها والتحرك نحو العالم الخارجي لفرض نفسها كبديل .. وهناك حرب علنية من حماس بهذا الشأن منها منع المهرجان وتكميم الأفواه للصحافة والإعلام وغير ذلك ناهيك عن الخطف وخلافة !!
أمام ما سبق من حقائق ومؤشرات فان ذلك يعني استعداد حماس لارتكاب أي حماقات وجريمة في سبيل مشروعها الحمسااااااااوي وليس الإسلامي .. لكن هنا ماذا سوف يكون رد فتح على استمرار تعسف وجبروت حماس واحتجازها لغزة وسكانها كرهائن ؟؟ وهل يقوموا أعضاء الثوري و اللجنة المركزية والفتحاويين بالعودة والإقامة في غزة الجزء الآخر للوطن الأم فلسطين ؟؟ وكيف سوف يتم ذلك مع هذا الطغيان الحمساوي وقناعات فتح بتحريم الدم الفلسطيني ؟؟ الأهم ما اثر عودة قادة فتح في الضفة الآن إلى غزة ؟؟
الموقف معقد جدا وليس بسيطا أو هينا أمام فتح وكذلك أمام حماس .. وهو كما لو كان سباق ماراثوني لكن من يفوز هنا مربط الفرس كما يقال ؟؟ بالطبع تأتي تعقيدات الموقف لغياب أي أفق نحو تحقيق المصالحة بعد تعنت حماس الواضح والجلّي برفض المصالحة وإنهاء الانقسام .. طمعا منهم برضا السيد نتنياهو ونقول السيد حتى لا يغضب منا دويك ومشعل وهنية ورئيس هيئة الأركان الجعبري ومعهم حماد الذي حلف بالمصحف الشريف أن الملائكة قاتلت معهم ...!!
لربما وبرؤية متواضعة جدا نرى أن يتم عودة غالبية الكادر الفتحاوي من الضفة إلى غزة وحتى من الكادر القيادي في الضفة ذاتها وقلنا غالبية وليس الكل في ظل الظروف الراهنة .. إذ لابد من عمل أو موقف قد يكون لهذا الموقف ثمار نحو تحريك المياه الراكدة لمواجهة البطش والطغيان الحمساوي في غزة .. كما ليس عيبا أو محرّما أن يقوم ذويهم باستقبالهم ومعهم الأصدقاء والمحبين .. وليفعل حماد والجعبري ما يفعلوه .. إنما لابد من إلقاء أي حجر في قلب المياه الراكدة .. فتح صاحبة المشروع أيها السادة ويجب حماية هذا المشروع من أي مخرب أو دخيل ..
إنها الخطوة الأولى التي قد تعيد غزة للشرعية رغم رفض الطغاة لذلك .. فغزة ليس إرثا لحماس وزعاماتها وليست حكرا لهم .. غزة جزء هام وعزيز وغالي من فلسطين الكل .. ولا ازاود على احد انه مجرد اقتراح ورؤية قد تكون فعّالة وقد لا تكون ..فهل ترفض حماس عودة وزيارة أعضاء للجنة المركزية والمجلس الثوري إلى غزة كما ترفض إسرائيل بحجة مرفوض امنيا ..؟؟ وان رفضت هل تستسلم فتح للأمر الواقع حينها ؟؟ وما البديل ..؟؟
إذن لابد من القيام بفعل من قبل فتح وقيادتها قبل أي عضو آخر .. فلا يجوز لأي تنظيم مهما كان ومهما علا وطغى أن يأخذ من الشعب رهينة لأطماعه الحزبية .. ولا يجب ترك حماس تدير الأزمة وفق مصالحها هي فقط .. والله الموفق
التعليقات (0)