حماس في ظل التحديات
بقلم/ حسام الدجني
تواجه حركة حماس تحديات كبيرة نتيجة مواقفها السياسية ورفضها لشروط الرباعية.
ويرتهن مستقبل حماس السياسي من خلال حفاظها على وحدتها الداخلية، وطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية.
أولاً: وحدة حماس الداخلية
يعتبر هدف الحفاظ على الجبهة الداخلية للدول أو الحركات أحد أهم عناصر القوة التي يمتلكها الطرف المستهدف، واليوم حركة حماس هي من أكثر الحركات في الشرق الأوسط استهدافاً، وبعد فشل العديد من الخيارات حول إقصاءها عن المشهد السياسي، سواء كان ذلك من خلال الحصار، أو الحرب، سوف تلجأ الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة إلى العمل على ضرب الوحدة الداخلية لحركة حماس، وتتم ذلك من خلال حرب نفسية تدار من قبل خبراء ومتخصصين، تستهدف القاعدة الحمساوية، وتستهدف الفكر السياسي لحركة حماس، وتركز على أخطاء الحكومة الإدارية إن وجدت، يرافقها ضغط اقتصادي، وعزلة سياسية.
في حال فشلت جهود الغرب وحلفائهم في المنطقة من ضرب وحدة حماس الداخلية، تكون الولايات المتحدة قد استنفذت كل خياراتها في إقصاء حماس، وقد يعمل الغرب على احتواء حماس دون تقديمها أي تنازلات دراماتيكية تمس الثوابت الوطنية والإسلامية.
هذا يتطلب من كوادر وعناصر وقيادات الحركة الإسلامية الشعور بالتهديد الداخلي والخارجي لضرب وحدة الحركة، لذلك يتطلب من أبناء حركة حماس إعادة تقييم ونقد ذاتي للعلاقات الداخلية بين عناصرها وكوادرها.
ثانياً: المتغيرات الإقليمية والدولية
حركة حماس هي جزء من الأمة العربية والإسلامية، لذلك تتأثر وتؤثر بالخريطة السياسية في الشرق الأوسط، فالمنطقة تمحورت إلى محورين هما الممانعة والاعتدال، والنظام الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصبح أحادي القطبية تسيطر عليه الولايات المتحدة، حيث نجحت من الهيمنة والسيطرة على إقليم الشرق الأوسط من خلال سيطرتها على قلب الشرق الأوسط وهي العراق، واحتوائها لدولة المركز الجغرافي وهي مصر، أضف إلى ذلك صناعة الأزمات في الإقليم والتي تستنزف مقدراته، واستخدام إستراتيجية العصا والجزرة لتنفيذ سياساتها في المنطقة، ودعم الأنظمة الموالية لها بصفقات أسلحة بمليارات الدولارات، وإبرام معاهدات للدفاع المشترك مع محور الاعتدال العربي.
حماس وفي ظل الخريطة السياسية في المنطقة، قد تعاني في المستقبل القريب من أزمات سياسية واقتصادية وقد تصل إلى استنزاف عسكري من قبل إسرائيل، حيث ستعمل الولايات المتحدة وحلفائها على تفكيك وإضعاف محور الممانعة من خلال صفقات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، قد تكون سوريا المستهدف رقم واحد لعزلها عن محور الممانعة كونها من الناحية الجيوبوليتيكية يشكل عزلها ضربة لحزب الله في لبنان، وكذلك لحماس كون قيادة الحركة موجود في دمشق. ولكن لا أعتقد أن سوريا قد توافق على صفقة سياسية دون إعادة الجولان السوري كاملاً للسيادة السورية، وهذا بعيد المنال في ظل السياسة التوسعية لإسرائيل.
لذلك تراهن حماس على الوقت، لأن كل المؤشرات السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي تؤكد أن محور الممانعة في تمدد، وأن فكره أصبح يسري في عقول وقلوب الأمة العربية والإسلامية، وأن هناك دول عربية وإسلامية أصبحت أكثر قرباً من محور الممانعة، بينما محور الاعتدال يعيش اليوم في أزمة حقيقية، وتحديداً في ظل الموقف الإسرائيلي من عملية السلام، وازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب مع إسرائيل، كذلك الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية سواء كانت هذه الأزمة اقتصادية أم عسكرية كالذي يدور في العراق وباكستان وأفغانستان.
التعليقات (0)