بدأت حركة حماس نشاطا سياسيا واسعا استثمارا للاحداث التي شهدها قطاع غزة مؤخرا، وفشل اسرائيل في تحقيق الاغراض التي رسمتها لحرب الايام الثمانية، فالحركة الطموحة تفتش اليوم عن مكاسب لذلك، تتجه نحو اوروبا وأمريكا مستغلة القنوات التي فتحت وخاصة مع الادارة الامريكية للتأكيد على رغبة حماس في التحول الى العمل السياسي والابتعاد عن العمل المسلح.
وتقول دوائر دبلوماسية عليمة في القاهرة لـ (المنـــار) أن هذه الرغبة لدى حماس انعكست بصورة واضحة على لقاءات رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل مع وسائل الاعلام على اختلافها، وخاصة الاجنبية منها، في الفترة التي أعقبت وقف اطلاق النار، وكان بارزا ما أعلنه بأن لا علاقة لحماس في العملية التفجيرية بتل أبيب، وهي اشارة مهمة الى أن الحركة تسعى للابتعاد عن أشكال العمل المسلح التي يمكن أن تثير الغضب العالمي ضد حماس.
وترى هذه الدوائر أن رغبات وأماني حركة حماس بتقوية العلاقات مع العالم الغربي ليست وليدة الأيام الاخيرة، وانما بدأت منذ سيطرة الحركة على الحكم في قطاع غزة،لكن، الاجواء الاقليمية الراهنة تساهم في تقريب الحركة من أهدافها، وأن تتحول الى طرف رئيس في الساحة الفلسطينية، وبديل وخيار ممكن عن القيادة الفلسطينية في رام الله، وحماس ترى اليوم بأن التعاطف الشعبي الكبير معها في أعقاب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قد يحملها الى تحقيق أهدافها في الضفة الغربية ، حتى لو كان ذلك عبر تحد انتخابي تخوضه الحركة على الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة.
أما بالنسبة لتقوية الحركة علاقاتها مع الغرب، فهي ليست رغبة في اتجاه واحد، بل هي رغبة متبادلة ، فالعديد من الدوائر ذات العلاقة بالشرق الاوسط ، امريكية واوروبية، ترى أهمية كبيرة لانخراط الحركة في عملية التسوية والاتصالات لتحقيق اتفاق فلسطيني اسرائيلي ينهي حالة الصراع بين الطرفين، وعلى هذا الاساس فان الايام والاسابيع القادمة ستحمل الكثير من التحركات والمساعي لتحقيق الهدف الحمساوي في ظل التقبل الامريكي والاوروبي.
التعليقات (0)