تاريخ النشر: الثلاثاء 29/3/2011م الساعة 01:55ص
يبدو أن رياح التغيير التي عصفت بالساحة العربية تركت بصماتها للشعوب في التعبير عن رأيها بالطريقة التي تخلصها من الوهن والسكون، حيث أن المقاومة الفلسطينية ترى أن الإحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا الفلسطيني يحتاج إلى تغيير في المعادلة السياسية والعسكرية على الأرض الفلسطينية، حيث يواصل الإحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة ليوقع الشهداء والجرحى وتدميراً لمقدرات الشعب الفلسطيني والبنى التحتية.رياح التغيير للمقاومة الفلسطينية لن تجعل الإحتلال ينعم بالإستقرار في احتلاله لأرضنا الفلسطينية وإن تساوقت معه بعض الأطراف الفلسطينية التي سعت لمنحه هدنة مجانية وفاتورة مفتوحة لدماء الشعب الفلسطينيٍ، في حين يعطيه الإحتلال مزيداً من الحرية في الحكم لتكرس الإنقسام الفلسطيني ولتزيد الخلافات بين الشعب الفلسطيني، كما حافظت له على ماء وجه قيادييها بالداخل والخارج.
فوجد الإحتلال الفرصة تلو الأخرى لإسقاط شهداء وجرحى بقطاع غزة قبل التصعيد على قطاع غزة وبعده، حيث سقط شهداء وجرحى بشكل يومي على في شمال قطاع غزة وجنوبه،إضافة لتوغلات محدودة على أطراف قطاع غزة، ولا أحد مجيب فحكومة غزة برنامج بلا سياسة وسياسة بلا برنامج، قطاع غزة يقهر من الداخل ودوامة العنف تدور يوماً بعد يوم وانفلات أمني واضح وكأنما أحداث مفتعلة لإرهاب المجتمع الغزي من قبل حكومة حماس.
رياح التغيير الذي فرضته الآن المقاومة على الإحتلال أيقظه من الغفوة التي منحتها له حركة حماس، فالشعب الفلسطيني المقاوم لن يستكين ولن يهان ولن يهادن الإحتلال، تعلم الاحتلال دوماً أن يقصف وأن يدمر بلا هوادة ولكن جاءت سواعد المقاومة لتثبت لهذا الإحتلال المتغطرس بجبروته أن رجال المقاومة من الفضائل الفلسطينية ستكون لها بالمرصاد، وأن الضربات التي تلقاها شعبنا الفلسطيني لن تثنيه عن مواصلة مقاومته المشروعة ضد هذا الكيان الغاصب بل ستزيده قوة .
أيقن الاحتلال بعد الضربات التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية رغم بساطتها مقارنة بحجم الخسائر لدى الشعب الفلسطيني ، بأن حكم الشعب له القرار في فرض معادلة التغيير كما هو واقع بالساحة العربية ، لهذا قام الإحتلال باتباع قوته ومعتمداً على آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية بالقصف الغير مبرمج لأهدافه فأوقع المزيد من الشهداء والجرحى وتدمير للمنشآت المدنية والبعض العسكرية ليوصل رسالة فيها لغة الترهيب والوعيد لحكومة غزة لضبط أولئك الإرهابيين على الحدود بين القطاع والإحتلال من ناحية ،وتجديد الإغتيالات واستهداف قيادات حركة حماس السياسية والعسكرية من ناحية أخرى.
وكعاتها كشفت مصادر سياسية في إسرائيل عن اتصالات مكثفة بين حكومة إسرائيل وحكومة حماس في قطاع غزة عبر طرف ثالث، والتي ستؤدي بدورها إلى انخفاض التوتر على الحدود، مقابل أن توقف إسرائيل عمليات القصف المكثف للجيش الاسرائيلي، والتي تلقاها مؤخراً بعد اجتماع المجلس المصغر لتنفيذها.
وعلى الفور طالبت حكومة حماس الفصائل الفلسطينية المقاومة بإعادة الهدوء على الحدود ، وأصدر حكومة حماس أوامرها لأجهزتها الأمنية بالعمل وبشكل عاجل على منع فصائل المقاومة من إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة وإن تطلب الأمر لإعتقال المقاومين وإطلاق النار عليهم إن تظلب الأمر بحجة أنه ضد المصلحة الفلسطينية.
المقاومة تريد تغيير أسلوب الرد على الإعتداءات الصهيونية المتكررة على قطاع غزة ، من أسلوب الصمت لحكومة حماس صاحبة برنامج المقاومة، إلى أسلوب الضربات الموجعة وإيقاظ مضاجع المستوطنين، لتكون ثورة تغيير بواقع رفض الإحتلال والقصف القتل والإعتقال والتعذيب، وثورة ضد صمت حكومة غزة وتنسيقها الغير مباشر لحماية نفوذها وحكومة في غزة، حيث كلنا مشاريع شهادة يا حكومة غزة ولا تنسي الشعارات التي أطلقتيها مراراً وتكراراً في انطلاقتكم يا حكومة حماس بأن( الله غايتنا القران دستورنا الرسول قدوتنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) يا رب أن تكن هذه الكلمات مازالت تنبع من القلب لا أن تعلم لأطفال غزة في الإعلام والمظاهرات لتكسبوا قوتهم بعد استشهادهم.
تذكروا القران وسنة رسول الله يا حكومة حماس بهذه الأمثلة البسيطة من القرآن إذا كنتم تذكرون شي منه بعد سيطرتكم على غزة:
1- قوله تعالى:(لم تقولون ما لا تفعلون• كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون) سورة الصف الآيتين 2-3
2- قوله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) في الآية 44 من سورة البقرة:
3- وقوله صلى الله عليه وسلم: يجَاءُ بالرَّجُل يَوْمَ القِيَامَةِ فيُلْقى في النَّار، فَيِدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ برَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أهْلُ النَّارِ عَليْهِ، فيَقُولونَ أيْ فُلاَنُ، مَا شَأنُكَ ألَيْسَ كُنْتَ تَأمُرُنَا بالْمَعْرُوفِ وتَنْهَى عَن المُنْكَرِ قالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بالْمعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وَأنْهَاكُمْ عَن الْمُنْكَرِ وِآتِيهِ
التعليقات (0)