تناقلت الأخبار أنباء لقاء رئيس حكومة حماس السيد إسماعيل هنية بوفد أمريكي، وأن هنية أبلغ أعضاء الوفد بأن حكومته تتطلع إلى علاقات مباشرة مع الولايات المتحدة، وانه لا يعارض قيام دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران، وأن حماس لن تعيق حلا كهذا، يشمل عودة اللاجئين، وتعويضهم.
طبعا هذا الموقف ليس جديدا تماما على حماس، ولكنه يتكرر، ويتأكد، وهو يفتح الباب أمام أسئلة منها، مارؤية حماس للولايات المتحدة؟ هل هي دولة محايدة؟ أو يمكنها ذلك؟ وما حدود التقارب معها؟ وهل تتوقع حماس من أمريكا إنصافا، وفق الرؤية التي قامت عليها, من أن فلسطين أرض وقف إسلامي...؟ هل الانخراط في حوار مع أمريكا سيحفظ لحماس مواقفها؟ أم أنه سيجرها إلى ما جر إليه حركة فتح ومنظمة التحرير من قبل؟كثير من العرب والمسلمين،يستكثرون وضع حماس في موضع المساءلة؛ مأخوذين بردة الفعل التي ترى حماس رمزا للتصدي للسلطة التي نقموا عليها مواقفها شديدة القرب من أمريكا، ولكنهم لا يتصورون أن منظمة التحرير وفتح كانت قبل عقود كما هي حماس اليوم، في منطقة النضال، لكنها انزلقت، ثم انحدرت إلى هذه المواقف التي أوسعتها حماس انتقادا...البعض يبالغ بأن حماس في موضع القوة، وهذا أمر يحتاج إلى تمحيص؛ فبعد الحصار الذي لا تكسره سفن الحرية، وإن كانت تذكِّر به، ومع حرص حماس على اكتساب الشرعية الدولية، وبعد ظهور تشبث حماس بالسلطة، واضطلاعها بواجباتها الأمنية، من منع المقاومين من مطلقي الصواريخ، وبعد إجراءاتها المالية, وغيرذلك تبين أن حماس قد اقتربت من "السلطة" بقدر ما ابتعدت عن "الثورية" و"المقاومة"!على أن حماس أحرى بالمساءلة؛ لأسباب، منها أنها جاءت تالية لفتح، والمفروض أن تتميز عنها في المسار، وفي الاتجاه.
والثانية: أنها ارتضت لنفسها الإسلام مرجعية سياسية، تحاكمم على أساسها.
التعليقات (0)