تاريخ النشر: الاحد 20/2/2011م الساعة 21:40م
انتهت ثورة 25 يناير في جمهورية مصر العربية بتنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم ، لتعكس بضلالها السياسية على منطقة الشرق الأوسط عامة ، وعلى القضية الفلسطينية على وجه الخصوص حيث تباينت ردود الفعل المؤيدة والمعارضة لأحداث الثورة بما لها وعليها من الفجوة السياسية التي تمر بها مصر والأضرار الاقتصادية التي تعصف بحياة الشعب المصري.لقد طالعتنا وسائل الإعلام بخطوات سريعة من قيادات في السلطة الوطنية الفلسطينية للهرولة إلى كسب حركة حماس بعد التغييرات السياسية بجمهورية مصر، لنجد أن مواقف السلطة الفلسطينية المترهلة والمتباينة بين قياداتها في السعي لمبادرة المصالحة مع حركة حماس تأخذ منحى خطير، حيث لا يوجد موقف واحد وسياسة موحدة تجاه ما تم الاتفاق عليه على ورقة المصالحة المصرية وتوقيع حماس عليها، فنجد أن د. نبيل شعت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يعلن عن موافقة حركة فتح على كل التحفظات والتفاهمات التي حصلت في اتفاق دمشق، وغير متراجع ولا مختلف على أي منها، إضافة إلى موافقتها على كل تحفظات حماس على الورقة المصرية .
ثم يهل علينا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ليدعو حركة حماس إلى حوار فوري لتقليص الهوة في المواقف قبل الانتخابات العامة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأن المجلس التشريعي الجديد الذي ستفرزه الانتخابات سيتولى حل باقي الخلافات العالقة، معتبراً أن الخلاف بين السلطة وحماس هو خلاف أمني على التشكيلات العسكرية التي أقامتها حماس وسيطرت بواسطتها على السلطة في غزة، وأن الخلافات السياسية لم تعد موجودة بعد أن وافقت حماس على إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967، مضيفاً أن حماس كانت معترضة على المفاوضات، وأن هذه المفاوضات لم تعد قائمة، ولن تحدث طالما أن إسرائيل تواصل الاستيطان.
هذا وفيما يغيب عن المشهد الإعلامي القيادي عزام الأحمد والوفد المفاوض الذي تفاوض مع حماس في اليمن ومصر وسوريا ، يبدوا أن القيادة الفلسطينية تسارعت في إعلان مواقفها خوفاً من التغييرات السياسية في جمهورية مصر ، ورأت أن العودة إلى حوار مع حركة حماس أفضل من ترك الورقة المصرية المعلقة بعد ثورة 25 إلى أجل غير مسمى، هل القيادة السياسة تعلم بأنها تهين الشعب الفلسطيني في مفاوضاتها مع حركة حماس وتخذل أبناء حركة فتح في قطاع غزة عندما لا يكن لديها موقف تحترمه إزاء سياستها في التعامل مع حركة حماس ، ألم تعلم القيادة الفلسطينية أن حركة حماس لا تريد صلحاً بينما تريد حواراً لا ينتهي مع حركة فتح، لأن رؤيتها للسلطة الوطنية هو سقوطها أسرع من مفاوضاتها، إن حركة حماس أصبحت تدير الدفة التفاوضية مع حركة فتح تعيد المفاوضات للمربع الأول وتخلط الأوراق متى شاءت، وتعلقها ليتم إلقاء التهم بين كلا الطرفين على تعكير صفو المفاوضات بالاعتقالات السياسية أو المواقف والتصريحات الإعلامية.
حركة حماس سبقت قيادات السلطة الفلسطينية في احترامها لجمهورية مصر العربية في الوقت التي تطالب قيادات من السلطة الفلسطينية إجراء المفاوضات والموافقة على كل التحفظات ، خرج د محمود الزهار ليعلن للقيادة الفلسطينية حول الورقة المصرية ووجودها أو سقوطها بأن الحوار لا بد أن يؤجل إلى ما بعد استقرار الأوضاع على الأرض من حولنا أي مصر حتى نعرف إلى أين نسير، وأشار إلى أن كثير من العوامل دخلت في اللعبة الآن، وأن التسوية وصلت إلى طريق مسدود، والجانب الأمريكي أثبت ضعفه بل وانحيازه لإسرائيل، وداخليا هناك خلافات بين الحلفاء أصحاب التسوية حيث أصبحوا أعداء اليوم، وسقوط النظام المصري الذي كان يعادي قضايانا الوطنية، واحتمال كون الحكام الجدد مساندين لحماس التي قد يخف عنها الضغط.
وفيما تناسقت خطوات القيادة في حركة حماس مع بعضها حيث رد د. إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس بحذر على د نبيل شعت بالقول انه بالإمكان الجلوس الفلسطيني الفلسطيني إذا صدقت نوايا السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح تجاه هذه السياسة التفاوضية، أي أن حركة حماس لن تخوض مفاوضات هزلية من أجل التفاوض إنها الآن في موقف قوى تستطيع أن ترسم خارطتها التفاوضية الجديدة خاصة بعد أن حقق ثورة 25 انتصارها في ميدان التحرير على نظام الحكم في جمهورية مصر.
التعليقات (0)