سليم الهواري / ماذا تعني لنا جملة المشاعر كعرب وكبشر، عندما نسمع ترداد مفردة غزة في أسماعنا ووجداننا يوميا. وبتكرار المفردة من دون لحظة فرح نسبي في هذا الزمن الموحش باتت غزة ذلك السجن الكبير الذي يضم واحدا من اكبر المحتشدات البشرية في العالم ويكثر في داخل هذا المحتشد من يريد تكريس الإذلال التي تجرح مشاعرنا ونحن نشعر بعجزنا أن نغير شيئا من واقع لا في غزة ولا في محيطها العربي والإسرائيلي.
وبمرور الوقت صرنا نستشعر فداحة ثمن صمتنا وعجزنا عن إزالة السور الإسرائيلي المحيط بغزة ؛ وبتثاقل الصمت الجاثم هناك تمتلكنا غرابة ان يظهر من سجناء المحتشد من يريد أن يكون جلادا على ضحايا لا حول لهم ولا قوة إلا بالأمل في الخروج من هذا المحتشد إلى رحاب الله الواسعة.
وفي حالة مثل هذه فان سطوة الجلد الذاتي باتت تترك على ملامحنا أننا بتنا امة مستلبة بيد ابنائها. لا يمكن للضحية ان تلبس قفاز جلاديها وتستعير اسواط الجلد ووسائل التجويع والقهر.
هو المشهد الدرامي في تجليات الوضع الغزاوي، سجين يقهر آخر ويحاول أن يفل من صلابة مقاومته خلف الأسوار.
قلنا انها نزوة او شعور بتفريغ القهر لا بالآخر بل في الأخ والصديق والجار. وكلما تواترت الاخبار عن الجدران خارج الأسوار الداخلية صار القلق مرعبا وكابوسيا.
ماعسانا ان نتساءل ولمن سيكون الجواب لمن انتظر غزة وهي تعود إلى أهلها وهي خارج أقدام الوحش الإسرائيلي.
لكن صوت العذابات صار له صدى وترداد لمازوخية الضحية كي تصير جلادا، جلاد يطمح في ادارة السجن ويسعى الى خارج اسواره.
محصلة غزة الدموية بيد سلطتها نتركها الى من قال ان الاسلام هو الحل فهل سيحل الاسلام مأساة من تحمس للحل بالاجتثاث لاخيه علاوة لنفسه. ان تصدير نهش ذواتنا خارج غزة لتطال من رحل الى الشتات ليست مهمة من تنمر على محتشد السجن الكبير. غزة بتكفي ولسنا على استعداد ان نسمع ما يزيف حقائق الواقع ليلعب بالوقت الضائع بمشاعرنا . ليست قضية المظلومية الديمقراطية مبررا لكي نحد السكاكين على رقاب الضحايا ونمسح الامواس بجلابيب من انتظر يوما العودة الى غزة.
يكفي غزة انينها، فلماذا هذا النواح يصبح ترانيم لمنتصر واهم في مهمته. يكفينا ما نسمع من اهلنا في غزة ولسنا على استعداد ان نسمع كل مايقال من قادة حماس المتشبثين بالجلوس على كرسي فقد قاعدة توازنه.
غزة ياسادتي ليست خارج الاحتلال كما يقول لسان حراس المحتشد من الداخل انها تحت اكثر من احتلال يصعب تعداد الجيوش المشاركة فيه. يكفي ما بغزة من انين ويكفي ما يساء لمن خارج غزة مواصلا مهمة التحرير.
ثورة الجزائر عشية توقيع اتفاقيات ايفان ودخول قوات الخارج الى الداخل توقعت الفتنة لكي يتحول الانسحاب الفرنسي الى بداية اشعال حرب اهلية بين اخوة السلاح فكان صوت الشعب الجزائري ما بين 19 مارس يوم النصر، و5 جويليه1962 يوم استعادة الاستقلال الوطني قد اختزلته جماهير الشعب الجزائري، كفانا سبع سنوات حرب تحرير، فما سيقول الشعب الفلسطيني وهو محارب اكثر من قرن من الاحتلال البريطاني وبعده الصهيوني، كفانا بغزة الان وان غدا لناظره قريب.
التعليقات (0)