مواضيع اليوم

حماس القادره على إبرام اتفاق مع إسرائيل

فلسطين أولاً

2010-09-03 11:35:59

0

حماس القادره على إبرام اتفاق مع إسرائيل


سوسن نجيب عبد الحليم

منذ زمن طويل والكل يبحث عن مخرج للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين , فقد جرب الشعب الفلسطيني النضال المسلح والسياسي ولكنه لم يصل الى إتفاق دائم مع إسرائيل في أي وقت من الأوقات وليومنا هذا , الى ان أطلق السيد خالد مشعل تصريحا استوقفني كثيرا في اواخر عام 2006 عندما قال ( إن حماس هي الوحيده القادره على إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل ) . يحار المرء عندما يسمع هذا الكلام من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمعروف عنها ظاهريا انها لا تؤمن إلا بحل المقاومة المسلحة مع إسرائيل . ولكن السيد مشعل لم يطلق ذلك التصريح من فراغ أو لإستهلاك محلي وإنما كان يعني ما يقول وعن يقين ووعود من الأوروبيين بالإعتراف بالحركة بعد توقيع الإتفاقية المشينة التي تسمى (وثيقة جنيف الحمساويه(

فبنظرة فاحصة لمراحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومنذ عام 1948 فإن حزب العمل الإسرائيلي الذي قاد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبه الى عام 1978 قد ساق النكبات تلو النكبات على شعبنا في عام 1956 و1967 و1973 , وهو الذي أنشأ المستوطنات على أرضنا ولبس ثوب الحمل وهو ذئب مفترس . فمن كثرة حديث حزب العمل عن السلام ورغبته في حل القضية الفلسطينية بالطرق السلمية رغم عدم إيمانه بها , اثار حمية اليهود وأشعل فيهم النزعة الدينية الحاقدة علينا , فجاءوا بحزب الليكود المتشدد دينيا ليقودهم , فأبرم إتفاقا ومعاهدة سلام مع مصر ولم يمضي على حكمة سنتين . ثم خاض المعارك في لبنان واخرج المقاومة الفلسطينية منها في عام 1982واسس وقتها فكرة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بطريقة تفاوضية , فوافق في عام 1992 على الجلوس مع الفلسطينيين في مدريد في عهد إسحق شامير . وهذا يعتبر تنازلا ما بعده تنازل من قبل الحركة الصهيونية , ثم إن حزب الليكود بقيادة شارون هي التي سحبت من غزة وأعطتنا حكما ذاتيا مسخ في غزة .

كل ذلك لم يكن ليتسنى لحزب الليكود إنجازه وفعله لو لم يثيروا الشعور الديني في نفوس اليهود .

وها نحن اليوم نواجه مع حماس نفس الأسلوب فهي حركة قادرة على إبرام سلام دائم مع إسرائيل مغلفا بهالة مقدسة من الفتاوى الدينية والذي لا يجرؤ احد يؤمن بالله أن يناقش في صحة ذلك الإتفاق لأنه سيتهم بالكفر ومعاداة الإسلام والمسلمين والكل سمع بوثيقة جنيف الحمساوية التي ابرمها في جنيف رغم أن هذه الوثيقة تنص على قيام دولة فلسطينية حدودها الجدار ولمدة محدوده قد تطول الى دهور وتجاهل عودة اللآجئين الفلسطينيين كما نص عليه القرار 194 للأمم المتحده والإكتفاء بصيانة حق اللآجئين بالعوده .

فبالرغم من نفي حماس لهذه الوثيقة بعد ان افتضح امرها بعد ثلاثة اشهر من إبرامها حيث أبرمت في 12/9/2006 وكشفت في 24/12/2006 إلا أن رئيس وزراء حماس عرضها على رئيسه عباس وعلى بعض الدول العربية والإسلامية , فرفضها عباس وبعض العرب والإسلاميين وأيدها آخرون . فإن إيران رفضتها لأن القضية الفلسطينية ورقة رابحة من ضمن الأوراق التي تلوح بها في وجه امريكا , وكذلك الحال مع سوريا فلم يأن الوقت للموافقة عليها .

عندما يحين الوقت فإن مثل تلك الحلول سيتم تبنيها وتغليفها بغلاف ديني حتى يبتلعها الشعب الفلسطيني . ولا يوجد فصيل غير حماس قادر على التلاعب بمشاعر المسلمين أكثر منها .

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !