مواضيع اليوم

حماس أردوغان … البحث عن هوية عند طالبان

فلسطين أولاً

2010-06-07 08:40:10

0

حماس أردوغان … البحث عن هوية عند طالبان
 

 

حماس أردوغان ... البحث عن هوية عند طالبان

الكاتب: عبد الله عواد
حركة حماس تريد أن تكون وحدها، تجبّ ما قبلها وتحتكر التاريخ لنفسها، على الأقل هذا ما يقوله خطابها السياسي عبر ما شاء من قياداتها، ولكنها لا تعرف من أين تبدأ بين تيارين يتنازعانها، تيار يمثل الواقعية السياسية بمفهوم أنها ليست وحدها وإنما هناك عالـم من حولها (بيئة خارجية) لا يمكن أن تكون وتستمر دونها. وتيار يمثل الواقعية الأصولية بمفهوم السلفية الشرعية التي تتجاوز كل حقائق التاريخ والعصر وتريد لكل شيء أن يبدأ من عندها، وهو التيار الذي كان وراء القوة العسكرية في العلاقة الداخلية الذي صبغ الحركة بالصبغة الدموية العنيفة، فإلى أين تذهب حركة حماس؟.

الـمقاومة والسلطة
كان الفوز في الانتخابات التشريعية صاعقة كهربائية لحماس التي فقدت عقلها وعقلانيتها وأخذت تتصرف بلا سياسة ولا تخطيط وانقادت قياداتها لتيار لـم يعد يرى شيئاً أمامه باستثناء السلطة التي كانت وراء ثقافة القوة في العلاقة الداخلية، التي توجت بالاستيلاء على السلطة أو الحسم أو الانقلاب، وأوجدت حالة من القلق عند الناس ومن الخشية تحت حكم حماس الذي يستخدم البندقية والقتل والتعذيب والهمجية، كما دل الـمشهد الدموي الذي ليس من السهل نسيانه وشطبه من الذاكرة والوعي الشعبي دون اعتبار لكل الـمبررات التي سيقت أو تساق، لأن القوة مرفوضة في العلاقة الداخلية وبالـمطلق.
إن حركة مصدومة من الطبيعي أن ترفع شعار السلطة والـمقاومة دون أية دراسة للشعار أو التجربة الفلسطينية السابقة، وتجارب كثيرة دلت وبالقطع على أن السلطة غيرها الـمقاومة ومن جانب أساسي مهم وهو درجة الـمسؤولية بين الـمقاومة والسلطة في العلاقة مع الـمحيط الغلاف الخارجي لقطاع غزة والـمحيط العالـمي، فالـمقاومة أكثر حرية وأقل مسؤولية، ولكن لأن شعبيتها جاءت من الـمقاومة لا تستطيع أن تهرب منها، وهي تعرف أن الـمزج بينهما تحت الاحتلال هو انتحار للناس أولاً. وثانياً انتحار سياسي للحركة، ولا فرق بين أن يكون الانتحار بطيئاً أو سريعاً، وهذا حال حماس في السلطة التي تبحث عن مخرج بأقل الخسائر الـممكنة ولكنها تواجه صعوبات.

أيديولوجية الشرع .. والديمقراطية
من الطبيعي لحركة أيديولوجية أن تكون الغلبة فيها لهذا التيار في كل شيء، في العلاقة الداخلية التي تفوقت القوة الـمسلحة فيها على قوة الحوار، وبدا الحديث الـمتزمت عن أسلـمة الـمجتمع وثقافة الكفر والإيمان وما يترتب على ذلك من التدخل الفظ في خصوصيات الناس عبر ما يسمى الأمر بالـمعروف والنهي عن الـمنكر واللباس وما شابه وفي علاقتها الخارجية… لا يختلف الحال كثيراً فهي الحكم الصالح الوحيد والكل غير صالح، وثقافة الشيطان والـملائكة، حتى وجدت نفسها معزولة وغير قادرة على ممارسة السياسة إلاّ في إطار ضيق وداخلي، ووجدت نفسها في صدام مع مجتمع قطع شوطاً لا بأس به على طريق الحضارة التي تقدس الخصوصية.
وفي محاولتها للخروج من هذا الـمأزق وجدت نفسها أمام مأزق جديد تمثل في ظهور الحركات السلفية الأصولية التي أخذت تكفر حماس سواء داخلياً أو خارجياً في العلاقة مع الاحتلال والدولة العبرية، والاهم تستقطب الكثير من العناصر الغاضبة لاي سبب كان، والاهم ان السلطة لا يمكن ان ترضي الجميع، وهكذا اظهرت من جديد عنصر القوة الذي استخدمته وبشكل جنوني ضد جيش الإسلام وجند انصار الله، وبذلك سقطت مرة اخرى في اختبار قوة الحوار والاقناع في أن تعيش مازق ايديولوجية الشرع والانتخابات لـمرة واحدة (حكومة الى يوم الدين) وايديولوجية الديمقراطية التي تقوم على تناوب السلطة ديمقراطياً وهذا الغائب حتى اللحظة.

صراع بين تيارين
حتى اللحظة حركة حماس غير قادرة على تحديد هويتها بين الخيار الديمقراطي ونموذجه في تركيا الإسلام التركي الذي يأخذ ويقبل اللعبة الديمقراطية، والإسلام الطالباني الذي يؤمن بالقوة ويكفر كل من يأخذ بالديمقراطية ويعتبرها بدعة غربية تتناقض مع الشرع، وكذلك بين الإسلام الايراني الذي يجعل السلطة الدينية العليا سلطة مقدسة لا تقبل القسمة على اية انتخابات، وهي الاقرب للنظام الـملكي في الجوهر باستثناء تغيير الـملك كلـما مات الـملك السابق، اي ملكي غير وراثي عائلياً وكل خيار من خياراتها له نتائجه على الحركة نفسها كحال اية حركة اخرى نحو التشدد يميناً او يساراً، اي عدم الاستقرار.
ان هناك رموزا مثقفة وواعية تدرك الـمأزق الذي دخلته حماس وفقدت الكثير من شعبيتها بفعل ارتباك خياراتها بين الـمقاومة والسلطة بين فلسطين كاملة وبين حدود “76″ بين القمع الاجتماعي وبين الانفتاح مع أميركا الشيطان وأميركا التي تتعارض مصالحها معنا، وعلى ذلك يمكن القياس حتى في العلاقة مع الـمحيط بين صواريخ الـمقاومة والصواريخ التي تضر بالـمصلحة الوطنية العليا، بين الهجوم على مصر وبين مصر الشقيقة الكبرى … الخ، هذا النهج الـمربك للحركة وعناصرها والجميع.
حتى داخلها لـم يتوقف الصراع بين الذين يعتقدون بالسلطة ونقطة اول السطر، وبين الذين يؤمنون بالـمقاومة، وهو صراع سيظل مفتوحاً ومحكوماً بالـمتغيرات للشد نحو هذا الجانب او ذاك.

استثمار تركيا
التيار الذي يؤمن بالإسلام التركي أصابه الانتعاش على وقع قافلة الحرية والشهداء الأتراك، وصار يمتلك الجرأة للحديث والتعبير عن رأيه، وإن كان ما زال حذراً كون الأصولية الشرعية هي صاحبة القرار كما دل على ذلك استثمار هذه اللحظة العاطفية للتصعيد بدلاً من العمل على الـمصالحة وإنهاء الانقسام الذي يحتاج لثمنٍ حماس غير جاهزة لدفعه في هذه الـمرحلة، وتكتفي باستغلال الـمجزرة الصهيونية لرفع الحصار كهدف حمساوي بدلاً من الـمصالحة كهدف وطني للرد على العدوان والعنجهية الاحتلالية والتي ستقود تلقائياً لرفع الحصار.
ويلاحظ أن البيئة الإقليمية كلـما كانت لصالح حماس يزداد تشبثها بالعقلية التي تبشر بأن التاريخ بدأ من عندها وما قبلها لا قيمة له، هذا النفي يخدم تيار الأيديولوجية الشرعية التي تشد حماس نحو طالبان وتبعدها عن الإسلام التركي إسلام أردوغان الذي قدم نموذجاً لتركيا فشلت الأحزاب الأتاتوركية في مواجهته على الأقل حتى اللحظة.
غير واضح إذا كان تيار الإسلام التركي سيتغلّب على تيار الإسلام الطالباني أو الإسلام الإيراني لأن الاختبار في الـمصالحة وإنهاء الانقسام والعودة نحو اللعبة الديمقراطية بدلاً من لعبة السلاح وإن كان الواضح أن حماس مرتبكة في كل خياراتها سواء نحو الداخل أو الخارج أو الاحتلال.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !