زيارة من زمن البدو، وجيه الإمارة و القبيلة مع مشعل حتى يصالح الشريف الملك رئيس المكتب السياسي لحماس بعد قطيعة دامت اثناعشر سنة، و لعله جاء يطلبه أن تكون عمان مقاما لمشعل و لمكتبه، المعلن أنها زيارة تصالحية فقط و ما برز من الأخبار و التصريحات تحدث عن ذلك دون التطرق لفتح المكتب او المقر. و إن صح ذلك فلم الأمير القطري و لي العهد إن كانت مجرد زيارة؟ هل تحتاج زيارة مشعل بنتائجها المتواضعة كما تحدثت صحف لمصاحبة ولي العهد القطري أم أن الأمير جاء لأمر أعظم قد يفصح عنه القادم من الأيام؟ هل هي زيارة الخروج من عباءة سوريا الممانعة إلى أحضان الأردن الإعتدال؟ هل هي رحلة البحث عن مقر بديل؟ هل حان لحماس و مشعل أن يقولا وداعا بشار؟
إن هي تسوية فهي تسوية محفوفة بالمخاطر و رهينة بطبيعة العلاقات الثنائية بين الإمارة و المملكة، كما أنها و في نفس الإتجاه زيارة عتق لحماس من النظام السوري الذي جعل موقفها من الثورة السورية مبهما و يكاد يكون انحيازيا للنظام بدل الشعب بسلبية السكوت و دعوى الحيادية.
زيارة هي رسالة أيضا من المملكة إلى إسرائيل أن كل شيء ممكن و أن طرح حل الوطن البديل الذي يسوق له اليمين الإسرائيلي يقابله إحتضان الحركة الإرهابية حماس حسب وصف العدو، بهذا تريد عمان تغيير استراتيجيتها مع تغير الواقع الإقليمي الذي فرض صعود القوى الإسلامية في دول الربيع العربي.
كما أن انظان الأردني يرغب هذه الزيارة للتسويق الداخلي رغم معارضة بعض الفاعليات السياسية و العشائرية و الفصائل الفلسطينية المقربة من فتح، أولا من أجل الدعم المالي الذي قد تقدمه الإمارة لمساعدة المملكة على التغلب على تداعيات الأزمة الإقتصادية و للتقليل من حدة الإحتجاجات الشعبية، وثانيا للتقرب من حركة الإخوان المسلمين، وثالثا كخطوة في اتجاه المصالحة و السلم الأهلي فالأردن يضم نسبة مهمة من اللاجئين الفلسطينين و الأردنيين من أصل فلسطيني.
بين الأردن و من وراءه دول الخليج و تركيا، يبدو الكل متهافتا للتقرب من حماس كطرف قوي ولاعب رابح في ملفي القضية الفلسطينية و الملف السوري، أوردغان تحدث عن فتح مكتب للحركة، خطوة جريئة و لعلها تنافسية بين من سيحتضن ذراع المقاومة الأهم بعد حركة حزب الله حليف إيران.
التعليقات (0)