مواضيع اليوم

حمار المهدى .. بقلم مصطفي صادق المهدى

سلامة الياس

2011-11-03 14:04:17

0

 أناوالحمار..الجزءالثاني
منذأن ودعته في المرة السابقة 
كنت قدأخذت منه وعداً بلقاءآخر 
وأناأعلم جيداً أن الحمير تحترم الوعود 
فتملكتني رغبة في الألتقاء به 
واستكمال حديثنا السابق 
فذهبت إليه حاملاً حزمة من البرسيم الفاخر و كيساً من الفول 
من النوع الممتاز 
و ذهبت إليه حتي التقيته 
فبادرته بالتحية قائلاً 
كيف حالك ياصديقي 
وماأن رآني حتي علت الإبتسامة 
وجهه وردالتحية قائلاً 
أهلاً أهلاً بالصديق الوفي الذي يقدرالحميرو يعلم مكانتهم 
ثم سألني ماهذا الذي تحمله ؟
فأجبته 
إنها حزمة برسيم و كيساً من الفول هدية لك فلم أشأ زيارتك 
وأنا خالي اليدين 
فتبسم قائلاً 
أشكرك علي هديتك ولكن إسمح لي سوف أقبل البرسيم فقط لكن الفول لاحاجة لي به 
فسألته 
لماذا لم تقبل الفول ؟
فقال 
لأنه طعامكم وأنا لست أنانياً 
حتي أطمع فيما تأكلون 
فأنتم لاتشاركوننا أكل البرسيم مثلاً
فتعجبت من زهدالحمار !!!!
وقلت لنفسي سبحان الله 
الحمار يشعر أنه سيكون أنانياً إذا 
أكل طعامنا علي الرغم أن بيننا 
بشراً يخطف اللقمه من فم اخيه 
وأحياناً يمنعها و يفضل أن يلقي بها في القمامة علي أن يطعم بهاجائعاً 
ولاحظ الحمار شرودي فسألني 
ماذابك ؟ وفيم شرودك هذا ؟
وماكل هذا الحزن الذي يكسوا 
وجهك ؟
فأجبته قائلاً 
أنامهموم وفي غاية الحزن والأسف علي حال امتناالعربيه 
وماآلت إليه أحوالنا من فوضي ودمار و إراقة دماء بعضنا البعض 
فقاطعني الحمارقائلاً
ياصديقي إنهاآفة البشر 
فهؤلاء أقوام لغوا عقولهم 
و حواسهم وانساقوا خلف المسوفين والمضللين 
بلا وعي أو فكر 
أتعلم يا آدمي أن العقل هوالنعمة التي اختصكم الله بها و ميزكم بهاعن سائرالمخلوقات 
ومع هذا فالكثير منكم لايقدر قيمة العقل 
لقداستطاع أعداءكم غزو عقولكم والعبث بها 
عندما شاهدوكم مفككين و متباعدين فقد نسيتم أن في الاتحاد قوه فتفرقتم واستطاع عدوكم النفاذإلي عقولكم وأحكم السيطرة عليها 
والدليل هو ما يحدث الآن 
هل أفاقت فجأة شعوبكم ورأت كل حكامها عتاة وجبارين ومجرمين 
في حق الشعوب 
أليس هؤلاءالحكام هم الذين هللتم لهم بالأمس وحملتوهم علي ألأعناق وكتبتم فيهامئات 
القصائد وآيات الثناء والمديح علي إنجازاتهم 
فماذاحدث لكم؟ 
ألستم من تشدقتم بحقوق الإنسان والحرية وطالبتم بإقرار 
العدالة وبمجرد أن تملكتم زمام الامورأصبحتم أنتم عتاة وجبابرة 
وأشد قسوة من حكامكم 
نصبتم أنفسكم قضاة وحكاماًو جلادين 
فعلقتم المشانق وأعدمتم و قتلتم و مثلتم بجثث القتلي بلا محاكمات أو منح المجرم الحق في الدفاع عن نفسه 
لقدآلمني أشدالألم مارأيته مماتفعلوه ببعضكم البعض 
لقداستطاع أعداءكم أن يفرقوكم ويحولوكم إلي أحزاباً و شيعاً 
حتي تقتلوا بعضكم فيسهل علي العدو غزوكم 
صدقني أنا مندهش من هذا التغييب الذي أنتم فيه أيهاالعرب 
ألم تسألوا أنفسكم لماذا لم يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ 
مجازرالصومال مثلاً؟ أو أي دولة 
من الدول التي بها صراعات داخليه ؟
لوفكرتم لرأيتم الحقيقة واضحة 
وضوح الشمس فالصومال وغيرها ليس بها موارد طبيعيه وثروات نفطيه 
لذا فلن يتدخل المجتمع الدولي 
لحماية حقوق الإنسان هناك 
ولماذا لم يهرع المجتمع الدولي 
ليمنع إسرائيل من الجرائم التي ترتكبها في حق الفلسطينيين 
وسدوا آذانهم ضداستغاثات النساء والشيوخ والرضع والعجزة 
الإجابة ببساطة ياعزيزي 
أنكم قداستحللتم دماءبعض 
فاستحل أعداءكم دماءكم 
فقاطعته قائلاً 
ياصديقي الحمار 
أنالاأعترض علي تحليلاتك هذه 
ولكن إسمح لي فشعوبناالعربيه 
من حقهاأن تمارس الديمقراطية 
وأن تستنشق نسيم الحريه 
فقاطعني الحمارقائلاً
ياصديقي 
الديمقراطية التي تتحدثون عنها 
مزيفة فهي أشبه بالسم في العسل 
ولكن الديمقراطية الحقيقية 
تجدونهافي الإسلام 
في العدالة الإجتماعية 
في حقوق الإنسان كماوردت في الحديث 
كل المسلم علي المسلم حرام 
دمه وماله وعرضه 
وتجدهاأيضاً في التعايش بسلام 
وأمان مع كل أصحاب الديانات 
السماويةالاخري كماوردت في الايه الكريمه 
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم ونقسطوا إليهم 
أليست كل هذه دلائل 
للديمقراطية الحقيقة أضف إليها 
الرأي والرأي الآخر كما ورد بالنص 
امركم شوري بينكم 
وأن الناس سواسية كأسنان المشط لافرق بين عربي وأعجمي ولاأبيض ولاأسود 
إلابالتقوي 
فأي ديمقراطية تنشدون ديمقراطية البشرأم ديمقراطية 
رب البشر 
ياصديقي لواستعملتم العقل 
لأزال الله الغشاوة من أعينكم 
ولأدركتم كم الخطرالمحيط بكم 
لكنكم انسقتم خلف مدنية الغرب 
وعلمانيته وعولمته وكل المصطلحات التي تلهيكم عن القرب من الله 
فقاطعته قائلاً 
ياصديقي لاأعرف ماذاأقول لك 
فقدأفحمتني 
فرد علي قائلاً 
إسمح لي أن اعطيك مثالاً آخر 
علي سوءتصرفكم كبشر 
هل شاهدت يوماً تظاهره 
نظمهاالحمير مثلاً ؟! 
فابتسمت قائلاً لا لم يحدث 
فقال 
نحن أيضاً معشرالحمير لنا مطالب 
ولنا تحفظات علي سوءمعاملتكم لنا ولكن هل تعرف كيف نتصرف في مثل هذه الحالات 
فأجبته لا ولكني أريدأن أن أعرف 
قال 
إذا اشتد علينا ضرب صاحبنا وايذاءه لأجسامنا 
نجلس في الأرض ونرفض النهوض كنوع من أنواع الإعتراض ومهماحاول 
ضربنابقسوة نتحمل ولاننهض 
فقاطعته متسائلاً
وهل تأتي هذه الطريقه بنتيجه ؟
فابتسم الحمارو قال 
نعم ياصديقي عندما ييأس صاحبنا من إجبارنا علي النهوض 
يبدأ في تغيي رطريقة معاملته إلي النقيض فيمسح رأسنا وأجسادنا 
بيديه بحنان ورفق ثم يذهب 
ويحضر لناالبرسيم والماء 
لمصالحتنا ولكننا لم نفكر يوماً 
في التمرد عليه ورفض العمل وتعطيله فنحن نعلم اننا خلقنا لأداء
رساله وكل ميسر لما خلق له 
فقلت له 
إسمح لي أن اهنئكم معشرالحمير علي ذكاءكم في معالجة الامور 
فابتسم وقال 
فلما لاتعالجون مشاكلكم بطريقه متحضره بدلاً من التجمهر والفوضي وتعطيل العمل والإنتاج 
فقلت له صدقت ياحمار 
فقال لي 
أتريدرأيي فيماأنتم فيه ألان 
ولكن بشرط ألاتغضب مني 
فقلت له تفضل ولن أغضب 
فقال الحمار 
أمامكم مالايقل عن ثلاثون عاماً 
حتي تصبحوا حمير 

فشكرته علي رأيه فينا 
واستئذنته في الإنصراف فقد حان وقت ذهابي للعمل 
وودعته وانصرفت 
ولازالت كلمات الحمار تتردد في أذني 
امامكم مالايقل عن ثلاثون عاماحتي تصبحوا حمير 
فهل نحن متأخرين عن الحمير إلي هذه الدرجه؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !