مواضيع اليوم

حل أصبح قديما

فريد دولتي

2009-06-03 00:44:53

0

الفلسطينيون والإسرائيليون يتنازعون أرضا واحدة ، ومحاولات وقف الصراع في الشرق الأوسط تقف أمام باب موصد ،بعد حرب غزة،وأصبح من المشكوك فيه أكثر من أي وقت مضى ،بان حل الدولتين لن يأتي،وستذهب محاولات اوباما للضغط على إسرائيل أدراج الرياح ، ولا يسع العرب إلا أن يشكروا هذا الرئيس على حسن نواياه تجاههم.

كل السياسيين من واشنطن إلي بروكسل ،ينادون بنهاية هذا الكم التراكمي من الحروب،وسلوك طريق السلام هذه المرة على الأقل بمحمل الجد ،مستعملين عبارة "حل الدولتين" دولة إسرائيلية
،ودولة فلسطينية ،تعيشان متجاورتين في سلام مستقبلي جنبا إلي جنب،هذا الحل حسب رأيهم ،هو العلاج الوحيد للحالة المزمنة والطويلة لحرب الشرق الأوسط.

من العرب يقف الملك السعودي عبدالله في طليعة مؤيدي هذه الفكرة،محذرا الغرب وإسرائيل من إن المبادرة العربية للسلام ليست مطروحة على الطاولة إلي الأبد،فالسبيل إلي الحل هو "الدولتين" ،واعدا الجميع ،بأنه ستكون هناك علاقات دبلوماسية بين الـــ22 دولة عربية وإسرائيل في المستقبل،بدل الحالة المقتصرة ألان على دولتين فقط هما مصر والأردن،شرط انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ،بالإضافة إلي حق العودة للاجئين،فهذه الخطة المعقدة تندرج تحت لغز الوساطة الغربية المنبثقة عن عملية السلام في مدريد العام 1991 ، والتي تنص على الأوراق فقط ،بحكم ذاتي للفلسطينيين ،مع دولتين والقدس عاصمة مزدوجة ،ولكن حسب رايى ،يخطي من يظن بان حل الدولتين في الشرق الأوسط مازال قائم بعد حرب غزة.

اليهود لا يكترثون بالمجتمع الدولي ، فنتنياهو لا يعير
اوباما اذنا صاغية،فهم لازالوا يسيطرون على الكثير من الطرق في منطقة جنين والخليل بالضفة الغربية،كما إن المستوطنين اليهود مستمرين في بناء المدن التي من المفترض ،أن تكون ضمن الأراضي الفلسطينية في المستقبل،فإسرائيل دائما تخترع التعويذات المناسبة ،لاستصلاح الأراضي الفلسطينية ومصادرتها ،وتطبيق سياسة الواقع.

غالبية عظمى من الإسرائيليون يوافقون على فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة طويلة الأمد،ولكنهم يفتقدون الثقة في أن هذه الحالة ،ستجلب لهم السلام الحقيقي،فحماس تقريبا لا تنفك على إطلاق الصواريخ،حتى ولو كانت بشكل متقطع خلال الهدنة،كما أن فلسفتها تعتمد على طرد هولاء اليهود،مما يجعل السياسيون الإسرائيليون غير راضين في التوصل لاتفاق سلام،فقط حزب ميرتس اليساري تقريبا،هو الطرف الوحيد في إسرائيل الذي يرفع الشعار المستمر الذي لا هوادة فيه من اجل حل دبلوماسي مع الفلسطينيين .

في الساحة العربية هناك العديد من المعارضين لحل الدولتين، كما أنهم يستنكرون العلاقات القائمة بين مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، خاصة بعد أن جمدت قطر اتفاقها التجاري، وقطعت موريتانيا علاقتها الدبلوماسية.

المبادرة من قبل مصر،والساعية لإنهاء الخلاف بين الأخوة،والذي يصل في بعض الأحيان إلي الاشتباك المسلح بين "فتح وحماس "،أصبح من المؤكد بأنها لن تجد نهاية،وعما قريب سينفذ صبر الحكومة المصرية،وسترفع يدها،معلنة بأن هذه المبادرة لم تفشل ،ولكنها أجلت ،والصبر مفتاح الفرج.

بإمكاننا أن نقول أيضا ،بان الحل قد انتهى منذ شهدت فتح و حماس ،انقساما سياسيا بينهما ،ناهيك عن الانقسام الجغرافي،اثر انقلاب حماس في غزة منتصف العام 2007 ،هذا الانقسام كان هاجس،وأصبح كابوس يؤرق الحكومات من القاهرة إلي عمان ،مرورا بالرياض،مشيرين بأصابع الاتهام إلي طهران في دعمها لحماس،بالمال والغداء والسلاح،مما يزيد الطين بله،علما أن إيران تنفي هذا،حتى ولو إنها في بعض الأحيان تشير إلي معاناة الفلسطينيين من الحصار في قطاع غزة.

هنا تفتح الستارة على فصل مسرحي سياسي،يلعب الرئيس الأمريكي اوباما فيه دور البطولة،ولكن الملفت للنظر تقريبا ،والمدهش حقا ، انه لا احد متحمس لمشاهدة هذا الفصل ، فالحل أصبح قديما .....منذ أمس، ولا تشويق فيه.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !