علي جبار عطية
الخميس 23-02-2012
افتقدت تلك الحلوى الصفراء منذ ايام طفولتي وليس سراً حين اقول اننا كنا ننتظر احدى قريباتنا التي تأتينا من احدى قرى الجنوب لتجلب لنا حلوى القصب المسماة شعبياً بـ ( الخريط)
ظلت نكهة تلك الحلوى الشعبية في فمي برغم مغادرة مرحلة الطفولة زمانياً ومكانياً وفسلجياً وبرغم كسر الحصار الاقتصادي وانفتاح السوق العراقية على البضائع والسلع المستوردة بغثها وسمينها !
تلك الحلوى لم يسد فراغها لا زنود الست ولا الكنافة ولا البقلاوة ام الدهن الحر ولا البورمة ولا انواع الشوكولاته الخالية من دهن الخنزير !
قبل ايام اشتقت ( للخريط ) اشتياق الطفل لثدي امه ولكن كانت صدمتي كبيرة أتدرون لماذا ؟
لقد عرضت هذه الحلوى في اسواق الكاظمية بسعر خيالي مقداره اربعون الف دينار للكيلو غرام الواحد ! نعم اربعون الف دينار اي انه يعادل اجرة اربعة امبيرات للمولدة الاهلية !
لقد كانت دهشتي كبيرة حين اخبرني احد الاصدقاء ان احد لاعبي كمال الاجسام اوصى بشراء ربع كيلوغرام من ( الخريط ) لالتهامه بدعوى انه يفيد عضلاته !
طبعاً لايمكن التأكد من صحة المعلومة علمياً لان هذه الحلوى غير معروفة الا في العراق وهي تؤخذ من القصب وتسحق وتجفف لتؤكل في بيئة ليس فيها غير الحليب ومشتقاته والتمر والرز والحنطة !
لكن هناك ملاحظة ربما اخذ بها باعة ( الخريط ) وهي ان الشيء كلما زاد ثمنه عرفت قيمته وزاد الاقبال عليه والذي يشجعهم على ذلك ان لون هذه الحلوى كلون الذهب ذي الاربع والعشرين (حباية(.
التعليقات (0)