حلوس فلسطين وحماتها
بقلم عوني ظاهر
بعيدا عن المعاني التي اردتها في موضوعي السابق يعنوان "الشرنيخة " ولان الحديث عن المصطلحات وخاصة في العامية تثير شجون فانني ارغب بالكتابة عن مصطلح الحلس كسر الحاء لغةً واصطلاحا وحكايات وعبر واحوال وما له علاقة بياصيد وبعيدا تماما عن عائلة حـَلس مع كل التقدير والاحترام في قطاع غزة
قبل اسبوعين ولد للاخ أوسام ابن اخينا حسين مولود جديد أسماه /حسين
اوسام حسين حسني سليمان محمد العلي الاقرع الظاهر ينتسب
إذنً الى دار الحلس وينتسبون الى الاقرع او بنو الاقرع وفي النهاية هم ابناء ظاهر العمرالزيداني ،وله مخول يمتد من ام الصغير وخالها الاستاذ سعيد واخوانه من ال مشاقي وعبر خال الاب حيث نعود للاخ علي الصدقي حيث يلتقي الاخوال بابناء الاعمام وأخوال الجد للاب من ابناء المرحوم محمود الظاهر واخوال الجد من الام ابناء المرحوم محمد لبشير الظاهر وصولا الى محمد الاقرع الذي تزوج مسعده الظاهر وانحصر نسله من الذكور في حسني وصدقي سليمان ....
ولكي لا تفهموني غلط نبارك اولا للاب والجد ولكل دار الاقرع بابنهم الجديد والذي كان ثمرة زواج وعرس كتبنا عنه قبل عام على الرابط:
وجد ايضا كتبنا عنه بانه قائد الاعراس والسحجات تراه ثابت في مكانه يلزم راس الصف "حلس "المكان بمعناه الايجابي ابو اوسام
وليس في ياصيد وحدها فذكر في كتب الادب والأنساب ان بنو حِلْس: بُطَيْنٌ من
الأَزْدِ ينزلون نَهْر المَلِك.والحِلْس:كما هو معروف كِساءٌ يكون على ظهر البعير
وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ.
وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس
وحُلُوس وحِلَسَة ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه.
ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو
مَنِيَّةٌ قاضيَة.وفي معنى اخر ذكر بحديث الاسراء والمعراج ,, مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ
ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله.
بدأ المشهد بسيدنا رسول الله وهو يمشي في
معيـّة سيدنا جبريل في طريقهما
لسدرة المنتهى في رحلة المعراج .
وفي مكان ما .. يقف سيدنا جبريل عليه السلام
فيقول له سيدنا محمد ..
أهنا يترك الخليل خليله ؟
قال سيدنا جبريل : لكل منا مقام معلوم ...
يا رسول الله ... إذا أنت تقدّمت اخترقت .. وإذا أنا تقدّمت احترقت
وصار سيدنا جبريل كالحلس البالي من خشية الله
فتقدم سيدنا محمد إلى سدرة المنتهى ... واقترب منها.......انتهى
قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي:
ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ
وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح. ويقال -أيضاً-: رجل حَلِس: للحريص، وفي الحديث
في الفتنة: كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية، أَي
لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته وترك القتال في الفتنة.
ورجل حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس: ملازم لا يبرح القتال، وقيل. لا يبرح مكانه، شُبِّه
بِحِلْسِ البعير أَو البيت.
وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به. وحَلِسَ
بالمكان: إذا لزمه،
في حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا
شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا
الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء،
فقال: للّه أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي
يُفْتَرَش.. وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به. والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء.
والحَلِسُ بكسر اللام: الشجاعُ.
ويقال أيضاً: رجلٌ حَلِسٌ، للحريص
ويقال: هو حِلْسُ بيته: لا يبرحُهُ.
وهو من أحلاس البلاد: لا يفارقها.
وهو من أحلاس الخيل: ملازم لظُهورها أو رياضتها.
ويقال: رفضتُ كذا ونفضت أحلاسَه: تركتُه ونبذتُه.
ويُقال: هذا ليس من أحْلاس فلان: ليس كُفئًا له
.
وهذه الحكاية الفلسطينية لحلاس فلسطيني واغنيته
تلكلك يا قلبي تلكلك اللي لك لك
حيث اعتاد تاجر من الصحراء السورية ارتياد قرى فلسطين الشمالية بقصد تبادل البضائع واعمال التجارة كان للتاجر دابة هي خير رفيق له في ترحاله وكان بدوره يحرص على صحتها فيكسوها بحلس متين واظب كل عام على شرائه من صانع حلس فلسطيني مشهور. كان صانع الحلس هذا يودع ما فاض من ماله في حلس علقه اعلى جدار مضافته. فكان الحلس في الظاهر مصدر اعتزاز ودعاية، وفي السر الدفين مخزنا لمدخرات صاحبه. في الموعد المحدد؛ آخر الصيف؛ وفي طريق الاياب الطويل الى بلاده البعيدة القريبة مر التاجر السوري ببيت صانع الحلس طالبا شراء كساء جديد لدابته. بعد التحية والسلام استقبل الولد ابن صانع الحلس التاجر في المضافة واتم واجبه قبل ان يسأله عن غايته. أريد حلسا لدابتي، قال التاجر. اعتذر الشاب الصغير عن غياب والده وعدم توفر اي حلس لديه. نظر التاجر الى صدر البيت واشار الى الحلس المعلق وسأل ألا تبيعني هذا ... ادفع لك ما تريد فأنا كما ترى على عجلة من امري والشتاء على الأبواب. اقتنع الفتى بحجة الضيف فانجزت الصفقة برضى الطرفين قبل ان يغادر التاجر السوري مودعا وواعدا العودة في العام القادم ان اطال الله في عمره.
لدى عودته الى البيت سأل صانع الحلس ولده عن الحلس المعلق في صدر المضافة. لقد بعته بسعر جيد اجاب الشاب الصغير. لمن بعته؟ لرجل شامي أجاب الشاب. صمت الاب طويلا ولم يبح بالسر لإبنه بل ابقاها في قلبه جارحة حارقة. في الايام التي تلت الحادثة راح صانع الحلس يدندن وهو يخيط الحلس بلهجة بدوية فلسطينية باغنية يقول مطلعها ترحرح يا قلبي ترحرح اللي راح راح. طوت الشهور والفصول بعضها عاد الربيع وتلاه الصيف وكان ان نسي صانع الحلس ما فقده من مال، الى ان جاءه يوما عابر سبيل قاصدا ابتياع حلس يستبدل به الحلس القديم لدابته. نظر الصانع الى الحلس وتفقده ثم قال ولهيب الامل يجتاح اعماقه؛ هذا الحلس انا صانعه اليس كذلك؟ ما ان رد التاجر بالايجاب حتى نادى الصانع علي ابنه وامره ان يجلب له من حوش الدار افضل حلس صنعه مؤخرا لإستبدله بالقديم الذي على ظهر الدابة. قال الصانع اما انك من بلاد بعيدة وجئتنا قاصدا فهذا الحلس هديتنا لدابتكم.
صباح اليوم التالي راح الصانع يخيط حلسا جديدا وبتناغم بين شك المخرز في القماس وسحبه من الجهة المقابلة راح يغني بصوت جهوري تلكلك (لك الخيط او الشيء اي لفه) يا قلبي تلكلك اللي لك للك استغرب الفتى للاغنية الجديدة ولطرب والده و سأل ما هذه الاغنية الجيدة يا ابي؟ نظر الصانع الى وجه ابنه وقال لا شيء يا ولدي لا شيء.
التعليقات (0)