حلمٌ يتفتح في صخر
شعر : حسن توفيق
يامَا عطشتْ عينايَ إلى عينيك.. وما كنتِ بعدتِ
يامَا كنت أداري عنكِ كثيراً.. خوفي
خوفي من أن أهمس وحدي ذات مساءٍ : كنتُ.. وكنتِ
كنا كوناً من نشوته تُخلقُ أكوانْ
كنا زمناً أخضرَ خارج كل الأزمانْ
كانت موسيقى الروح تشُّع إذا أنتِ ضحكتِ
أيامي الآنْ
سفنٌ متخبطةٌُ.. تتقاذفها الأحزانْ
أيامٌ موحشةُ القسمات.. وتائهةٌ.. ما من معنى
لا أملك أن أحلم فيها أو أتمنى
كلُّ الجدران أراها تبدو من حولي قضبانَ سجونْ
تلتفُّ على حلم مطعونْ
والحلم صبيٌّ مرتعشٌ يتعثر في ليلٍ من صخرْ
وتعربدُ فيه - بلا صوتٍ - أشباحُ ظنونْ
ماذا يتمنى إنسانُ ُ يتلقى طِيشَ سياطِ القهرْ؟
وبماذا يحلم مَنْ يخشى أن يسقط مرتبكاً في بئر؟
يا غاليتي.. كم كنتُ أخاف
أن تدفعني الجنةُ للنار وأن يطعنَ حلمي إعصار
كم كنت أخاف
أن يبعدني عنكِ التيار
وأنا أعرف أني كنت أُداري خوفي عن عينيك
كنت أضمُّ - بلهفة عطشانٍ- كفيكِ
وأحاول دوماً أن أُلقي أحزاني حطباً للنسيان
لنصوغَ - ونحن معاً- كوناً من نشوته تُخلقُ أكوان
تعطش عيناي الآن إليكِ
تعطش عيناي الآن لأزهارٍ ترقص في كلماتكْ
تعطش كفيِّ لحريرِ يديكِ
تعطش أذناي الآن لموسيقى تشرق من نظراتكْ
لصدى حلوِ الإيقاع - إذا سرنا- يُولد من خطواتِكْ
كنا نسرع حيناً أو نُبطئ كي نحضنَ كل الأشياء
تعطش عيناي الآن إليكِ.. لكلِّ بهاء
تعطش روحي لبشاشةِ وجه النهر العاشق والمعشوقْ
للشجر العاري والممشوقْ
لغروب الشمس على مهلٍ، وخُطَى العشاق على الجسرِ
لملامح أوجههم وتشابك أيديهم عَبْرَ الطرقاتْ
لندَى أحلامٍ هائمة وصدَى ألحانٍ من قُبلاتْ
تعطش روحي لك ياكلَّ كنوز السحرِ
يا ورداً من نور يتفتح في عمري
التعليقات (0)