مواضيع اليوم

حلمة أبونا آدم

 

ماسبب وجود حلمتين في صدر الرجل؟

ثدي الرجل ليس مجرد عضلات مسطحة فقط، بل يوجد فيه، بحجم صغير جداً، نفس الأنسجة المنتجة للحليب الموجودة في ثدي المرأة، وفي الواقع ينتج منه، في حالات قليلة جداً، الحليب، كما أنه معرض لسرطان ثدي المرأة أيضاً.

وظيفة ثدي المرأة واضحة، لإرضاع الطفل، ولكن بالرغم من أن ثدي الرجل من الممكن أن يفرز كمية بسيطة من الحليب في بعض الحالات النادرة إلاّ أنه غير مهيئ لإنتاج حليب وافر بشكل متواصل كثدي المرأة. فما وظيفته إذاً؟

لماذا يملك الرجل ثدي وحلمة أصلاً إن كانت وظيفة الثدي، والحلمة بالخصوص، للإرضاع، وثدي الرجل ليس مهيأ للإرضاع ولايفرز إي حليب في الحالات العادية؟

لاتوجد هناك أي وظيفة إطلاقاً لثدي، وحلمة الرجل بالذات، ولايمكن تعليل هذه الظاهرة، كما في ظاهرة العصب الحنجري المذكور في البوست السابق، إلاّ من خلال نظرية التطور. فحتى نفهم سبب وجود تلك الأعضاء التي لاجدوى لها في الرجل، تعالوا معي في جولة خفيفة لطيفة في عالم الأحياء الحديث الذي يوفر لنا، كالعادة، شرح وافي ومقنع لسبب وجودها يرتكز على أعمدة التطوري.

عند تلقيح بويضة المرأة بنطفة الرجل، يرث الجنين نسخة كاملة من جينات الأم ونسخة كاملة من جينات الأب، ففي بداية الحمل لايتحدد جنس الجنين إذ أنه يحمل الإمكانية الجينية على تحوله إلى أحدهما لأنه يحمل خصائص الأم والأب معاً. ولكن مسار تطور الجنين وتكوينه يستهدف إبقاء خصائص الوالدين المشتركة، ومنها الثدي والحلمة، في الطفل. وما يحدد جنس الجنين خلال مراحل تطوره في فترة الحمل هو تأثير كروموسوم الـ Y والهرمونات التي تغير الجنس إلى ذكر أو تبقيه إنثى، فتتحول الأجهزة التناسلية إلى ذكر أو تبقى أنثى مع تطور مراحل نمو الجنين، ولكن يبقى الثدي والحلمات في الذكر إلى الولادة.

ولكن لماذا يبقى في الذكر؟ لماذا ظلت الحلمة موجودة في الرجل ولم تختفي خلال فترة الحمل وخلال أيضاً تلك المرحلة الطويلة التي استغرقت ملايين السنين من التطور إذا لم تكن لها أي فائدة؟ النظرية تجيب على هذا التساؤل.

 

عندما تظهر خاصية ما في الكائنات، كالثدي والحلمة، فسوف يعتمد بقائها أو إختفائها من الكائن على فائدتها أو ضررها له. فإن كانت ذات فائدة تساهم في بقاء الكائن فسوف تبقى وإن كان لها ضرر عليه فسوف تختفي مع الوقت. وهناك مجرى ثالث لها أيضاً وهو:

إن كانت الخاصية عديمة الفائدة للكائن ولكنها في نفس الوقت ليست ذات ضرر عليه فسوف تبقى أيضاً لعدم وجود الدافع لإزالتها، لأن آلية التطور إعتباطية ولا تسير حسب تصميم مسبق مرتب بل تجري وتتكيف حسب مايقتضيه المحيط، وتتجاوز في مجراها الكثير من الأخطاء وتترك الكثير من الأعضاء بدون أي فائدة إذا لم يكن هناك ضرر منها على بقاء الكائن طالما أنه يتمكن من العيش في محيطه بالأعضاء التي يتركب منها بصرف النظر عن ترتيبها أو فوضويتها في جسده، إذ لو كان الكائن مركب بتصميم متعمد لأزيل ثدي وحلمة الرجل لعدم جدواهما ولأعيد ترتيب الكائن بشكل أضبط.

وثدي وحلمة الرجل لانفع منهما ولاضرر أيضاً، ولذلك أبقاهما التطور كمخلفات قديمة ظلت فيه منذ بداية ظهورها.

 

مقالات أخرى للكاتب على هذا الرابط:     basees.blogspot.com/




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !