لنكون اليوم مع سجية عظيمة قد يسبب إفشاؤها مشاكل قد تصل إلى حد قطع العلاقات وفقدان الثقة بين الأفراد والجماعات ووسط العائلات
حلقة حفظ الأسرار من مكارم الاخلاق عبر قناة اوطاني تقديم السيد د محمد علي الحسيني
أحبتي، يمر كثير منا بلحظات صعبة يحتاج فيها إلى أن يفضي إلى بعض من أصدقائه أو أقاربه المقربين جدا يحتاج فيها إلى نصائح أو مجرد الفضفضة حتى يرتاح من ذلك الحمل الذي يثقل كاهله على أن يبقى الحديث سرا لذلك غالبا ما يختار الشخص الذي يرتاح إلى أخلاقه وحسن استماعه وتوجيهاته فيودعه أسراره أيا يكن حجمها وأهميتها
لا شك أنه بكتم الأسرار يتمكن الإنسان من قضاء حاجاته من دون أي عوائق كما أن حفظ السر أمانة والأمانة علامة من علامات الإيمان، كما قال الصحابي الجليل أنس بن مالك خدمت النبي عشر سنين فقال احفظ سري تكن مؤمنا وكتم السر لا ريب يعكس حجم النبل والوقار الذي يمتلكه الإنسان
يا أحبتي إن حفظ الأسرار هو خلق إنساني نبيل تقوم عليه العلاقات الاجتماعية فكل واحد منا يحتاج أن يسمعه أحد لذلك كتمان السر يبني جسرا من الثقة بين الناس ويزيد من تفاعلهم ويمتن أواصر المحبة والألفة بينهم لذلك علينا أن نعرف القيمة الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية التي يتضمنها حفظ أسرار الناس وعدم إفشائها لأي سبب من الأسباب فكما لا تحب أن يفضح أحد سرك فلا تفضح أسرار من ائتمنك
يقال القلوب أوعية الأسرار والشفاه أقفالها والألسن مفاتيحها فليحفظ كل امرئ مفتاح سره
ولأن رسولنا الأكرم ص جاء ليتمم مكارم الأخلاق فإنه أكد على واجب كتمان الأسرار وعدم البوح بها فهو ص القائل المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس سفك دم حرام أو فرج حرام أو اقتطاع مال بغير حق والمعنى ليكن صاحب المجلس أمينا لما يسمعه أو يراه كما قال أيضا إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة أي علامة على ذلك
وفي الختام يقول الإمام علي بن أبي طالب سرك أسيرك فإن تكلمت به صرت أسيره قلت وكذلك سر أخيك أسير وأمانة مستودعة عندك فإن أفشيته صرت أسيره خائنا للأمانة
ولا تنسوا قول الشاعر
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السر أضيق
مع نصيحتي لكم لسانك حصانك ان صنته صانك
التعليقات (0)