مواضيع اليوم

حلقة الغضب والحلم برنامج من مكارم الأخلاق للسيد د. محمد علي الحسيني

حلقة الغضب والحلم برنامج من مكارم الأخلاق للسيد د. محمد علي الحسيني 

https://www.youtube.com/watch?v=VguOKHoveAk&feature=youtu.be

 

 

حلقة الغضب والحلم برنامج من مكارم الأخلاق للسيد د. محمد علي الحسيني 
 

الغضب والحلم 

دعوني أبدأ معكم من قصة رائعة عن الإمام زين العابدين  ع   عندما جاءته جارية له  جعلت تسكب عليه الماء  فتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجّه  فرفع علي بن الحسين رأسه إليها  فقالت الجارية  إن الله عزّ وجل يقول  والكاظمين الغيظ فقال لها  قد كظمت غيظي   قالت   والعافين عن النّاس فقال لها  قد عفا الله عنك  قالت  واللّه يحبّ المحسنين  قال  اذهبي فأنت حرّة

هذه القصة فيها من الطرافة والحكمة الكثير   فالجارية كانت تعرف تماما مقدار الحلم  الذي كان يتحلى به الإمام زين العابدين  فأسرعت بذكر آيات العفو فكان الإمام فوق تصور الجارية   فأعتقها  وأصبحت حرة

 

من خلال هذه القصة أحبتي  يتبين لنا كيف ينبغي على الإنسان أن يتملك نفسه عند الغضب فمن مكارم الأخلاق أن نتخلق بالحلم والصبر  فكم منا من تصادفه مثل هذه المواقف   فينفجر غضبا  قد يؤدي به إلى الشتم والسب و الإعتداء على الآخرين

لذلك يا أحبتي   الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب  والإسلام حذر من الوقوع في الغضب لأنه يغلق على العقل  فيدفعه إلى ارتكاب الأخطاء  والتسرع في اتخاذ القرارت ويعكس سوء خلق صاحبه وهنا نتذكر موقفا راقيا للمسيح ابن مريم عليهما الصلاة والسلام  عندما مر بقوم فقالوا له شرا  فقال لهم خيرا  فقيل له‏ ‏ إنهم يقولون شرا وأنت تقول خيرا فقال‏ ‏ كل ينفق مما عنده‏

و أريد أن أنبه إلى مسألة  وهي أننا لا نتحدث هنا في هذه الحلقة عن الغضب المحمود  كالغضب على محارم الله والغضب في سبيل الله  فهذا غضب واجب ومطلوب

 

ولا أخفيكم أيها الأحبة  أن هناك بعض الناس   بتصرفاتهم يدفعونك للخروج عن طورك  ولكن  هذا هو الامتحان الحقيقي  أي   كيف تتصرف مع هذه المواقف كما قال فيثاغورس  عند الغضب يجب أن نمتنع عن أربعة أشياء  الحكم على الآخرين واتخاذ القرارات  والحديث مع الآخرين واتخاذ الأفعال  

لذلك  انتبه أيها الزوج  أن يصدر عنك لفظ الطلاق  عندما تسيء لك زوجتك  وانتبه أيها المدير  أن تظلم موظفا وتطرده من العمل  عند أول حالة غضب  وإياك أيتها المعلمة أن تضربي طالبتك  في حال أزعجتك  وقللت الأدب معك  لأن الغضب أوله جنون وآخره ندم

 

ولا شك أن عملية ضبط النفس ليست سهلة  فهي تحتاج إلى تمرين وتعويد للنفس عليها   لذلك يقول غاندي أنا أعلم أن إبعاد الغضب تماما عن صدري هو مهمة صعبة  لا يمكن أن تتحقق من خلال جهد شخص  وإنما يمكن أن تتم فقط من خلال نعمة من الله

وهنا أتذكر عندما دخل الحر على عمربن الخطاب  فقال له الحر هي يا بن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل  أي  العطاء الكثير   ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى همّ به فقال له الحر  إنّ الله تعالى قال لنبيه  ص  خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين  وإنّ هذا من الجاهلين وما جاوزها عمر حين تلاها عليه  وكان وقّافا عند كتاب الله

 

وعلينا جميعا أن نتعرف على أضرار الغضب على صحة الإنسان فهو يجهد القلب  من خلال تزايد كمية الدم التي يضخها القلب فيؤدي إلى تصلب الشرايين   وارتفاع الضغط و نسبة السكر في الدم  الذي قد يتسبب في فقدان الرؤية  لذلك علينا أن ننتبه من مخاطره  ليس فقط على المستوى الفردي والاجتماعي  ولكن أيضا على المستوى الصحي  

هناك الكثير من الحلول التي تقينا من الوقوع في الغضب  أولها التعوذ من الشيطان الرجيم مصداقا لقوله  ص  إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه

لا بد أن تمتلك العزيمة التي تعينك على التخلّص من الغضب  وممارسة الرياضة تساعدك على ذلك  لأنها تقضي على الطاقة السلبية

ولا تسمح للأمور التافهة أن تعكر صفوك  عليك بالسكون  فرسولنا الحبيب يقول  إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس  فإن ذهب عنه الغضب  وإلا فليضطجع

وتذكر أنك في لحظة الغضب قد تخسر كل شيء  لذلك يقول الفيلسوف اليوناني أرسطو  إن الذين هم في ثورة الغضب  يفقدون كل سلطان على أنفسهم

 

وفي الختام أيها الأحبة  إن من مكارم الأخلاق أن نربي أنفسنا على الصبر والحلم واللين وأن نتذكر قصص الأولين  حتى نتعظ منها  لا أن نقع في شر الغضب الذي قال فيه الشاعر

وإذا غضبت فكن وقورا كاظما للغيظ تبصر ما تقول وتسمع

فكفى به شرفا تبصّر ساعة يرضى بها عنك الإله ويدفع

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات