" الغش"
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أرحب بكم في برنامجكم من مكارم الأخلاق عبر قناة اوطاني الرقمية يقدمه السيد د. محمد علي الحسيني
دعونا نبدأْ حلقة اليوم بسؤال تخيلْ لو قطع الهواء عنْك ماذا سيحل بك ؟ إن كان هذا من العقوبات التي عاقب الله بها عباده الذين ضلوا عن سبيله والسبب في هذه الآية الكريمة وإلىٰ مدْين أخاهمْ شعيْبا قال يا قوْم اعْبدوا الله ما لكم منْ إلٰه غيْره قدْ جاءتْكم بينة من ربكمْ فأوْفوا الْكيْل والْميزان ولا تبْخسوا الناس أشْياءهمْ ولا تفْسدوا في الْأرْض بعْد إصْلاحها
هل عرفتم سبب العذاب الذي حاق بقوم نبي الله شعيب إنهم كانوا يخدعون ويغشون في الكيل والميزان وهذا إفساد في الأرض لما له من آثار سلبية تهدد النسيج الاجتماعي والإنساني فحق عليهم العذاب الأليم في الدنيا والآخرة
ورغم أن الله توعد كل منْ ينقص في الميزان ويتلاعب به بالعذاب الأليم في قوله تعالى ويْل للْمطففين الذين إذا اكْتالوا على الناس يسْتوْفون وإذا كالوهمْ أو وزنوهمْ يخْسرون
إلا أن الإنسان لم يرتدعْ فنجد البعض من التجار يخلط الماء بالحليب بالبانزين أو يضيفه إلى الخضار حتى يزيد وزنها وهناك من يضع البضاعة الجيدة على الواجهة ويضع في أسفلها السيئة أضفْ إلى ذلك من يخفي عيوب سيارته أو بيته الذي يعرضه للبيع أو الإيجار وهذا عمل لا ريب يجلب غضب الله قبل كل شيء لذلك حذر النبي ص من الغش وتوعد فاعله وعندما مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالتْ أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابتْه السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس منْ غشنا فليس منا
للأسف الشديد يتهاون كثيرون بهذا الكلام فنجد البعض من أبنائنا في فترة الامتحانات يعتقدون أن نسخ الدروس على ورق صغير لاستخدامها في الامتحان أو عبْر تقنيات متطورة هو شيء عادي وبسيط بل يعتبرونه بطولة من أجل النجاح ولكن هذا يعد طريقة ملتوية لتحقيق هدف سام وهذا لا يجوز فكل ما بني على باطل فهو باطل لذلك بتْنا نرى أطباء ومحامين ومهندسين تسببوا بكوارث بسبب وصولهم إلى مناصبهم عبْر الغش لذلك كنْ على ثقة أن منْ يغش في الامتحان سيفضح يوما ما وسيخسر ثقة الناس بسبب عدم كفاءته ومن مكارم الأخلاق أن تحافظ على ثقة الناس بك لا أن تكسرها بالخداع والغش .
أيها الأحبة قد يعتقد البعض أن الغش فقط في الامتحانات أو البضائع أو ما شاكل ذلك لكن هناك من يغش في أمور كبيرة كالغش في الزواج وإخفاء عيوب الطرفين ولكن نسوْا أن عواقب ذلك وخيمة لأنها ستخلق مشاكل وخصومات كان بالإمكان تفاديها وعدم الوقوع فيها لكن بعض النفوس المريضة التي لا وازع لها لا تقدر عواقب هذه الأفعال التي تبدأ بالغش وتنتهي بجرائم اعتداء وقتل وطلاق وهذا ما نراه على أرض الواقع من قصص محزنة يندى لها الضمير الإنساني
سؤال
ما الذي يجعل البعض من الناس يغش؟ إنه بلا شك من قلة الإيمان بالله وانعدام القناعة بما قسم الله البعض لديه جشع و طلب للأموال بأي طريقة كانت وهناك من ابتلوا بالرفقة السيئة التي تدفعهم إلى هكذا أفعال خبيثة ومنهم من لم يتلق التربية الحسنة والأخلاق والآداب الإسلامية التي تشكل له جهاز مناعة تدفع عنه الوقوع في شر هذه الأعمال
كيف نتخلص أيها الأحبة من هذه الصفة الموجبة للهلاك لا بد قبل كل شيء من تطهير قلبك بالابتهال والتضرع إلى الله بالدعاء وبالعقيدة بأن الله لا شك سيغنيك بحلاله عن حرامه وعلينا أن نكرس حياتنا لتربية أبنائنا تربية سليمة تقوم على الالتزام بأحكام الشرع وآدابه وتذكيرهم بقصص الأولين من أجل الموعظة والتأسي بها
وهذا كله لا شك سيساعدنا على التخلص من هذا السلوك الذي يتسبب لنا بالخسارة في الدارين الأولى والآخرة
وأختم أيها الأحبة بقول الشاعر
يا بائعا بالغش أنت معرض
لدعوة مظلوم إلى سامع الشكوى
فكلْ من حلال وارتدعْ عن محرم
فلست على نار الجحيم غدا تقوى
دمتم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
التعليقات (0)