انقضت جولة ٌ أحسب أنها قد تكون الأخيرة من حرب إعلامية ضروس عمد مسعروها إلي النيل من سمعة أبناء التيار الإسلامي عموما ً وأبناء حزب النور خصوصا لفض الناس عنهم بعدما بوغت قطاع ليس باليسير بالنتائج المبهرة التي حققها الإسلاميون للمرة الثانية علي التوالي ...حرب ضروس أعتقد أنها ما أطفأت نار قلوب أصحابها، بل ما زادتهم غير تتبيب ، إذ أن رهانهم علي قذف الرعب في قلوب المصريين قد خسر خسرانا مبينا بعدما أبداه هذا الشعب من تعاطف غير مسبوق مع السلفيين خاصة من فرط ما وجده من حملات إعلامية شعواء ضدهم أوصلته إلي قناعة مفادها أننا نتعرض لظلم غاشم يستلزم معه أن نكون علي الحق ... ركام هائل من مئات ساعات البث الفضائي لا تتناول إلا الهجوم الضاري علي كل الأحزاب الإسلامية من سائر التيارات الأخري مع إصرار غريب علي تسليط الضوء علي عورات مزعومة يجاهد الإعلام الموجه في معظمه أن يلصقها عنوة بحزبي التيار الإسلامي ويضرب الذكر صفحاً عن اليساريين و الليبراليين ، إما لإعتبارهم ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين ، أو لعلمه المسبق أن لا وزن َلهم بين الناس يذكر .
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
والآن ماذا بعد ؟ .....اعتقد أن نخبة العلمانيين بكل طوائفها محتاجة أن تعيد النظر في حساباتها حيال التيار الإسلامي بعد تصدر جناحيه الحرية والعدالة والنور للمشهد السياسي في مصر ، وإلا ففي نظري لم يتبق لهم إلا واحدة من ثلاث : إما لعق الجراح والبكاء علي لبنٍ مسكوب والانسحاب من المشهد، أو الاستمرار في حرب إعلامية خاسرة من قبل أن تبدأ ، أو تغليب مصلحة الوطن بالتعاون علي البر و التقوي مع من اختاره الشعب بمحض إرادته ممثلاً عنه .
ويمكننا هنا أن نمرر لهم الاختيار الثالث وأنا واثق أن الوطني منهم سيقبله ، لاسيما لو استعدنا ذكري ( حلف الفضول) كمثال يصلح أن نعول عليه في سعينا للبحث عن المشترك . و( حلف الفضول) سببه أن قريشاً بعد أن كانت مرهوبة الجانب يخشي الجميع بأسها صارت إلي هوان و تشرذم أغري قبائل العرب فأغارت عليها في عقر دارها فقام الزبير بن عبد المطلب يدعو إلى حلف يجمع به شأن قريش ويوحد صفوفها فأجابته جميع بطون قريش وتحالفوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته... ( حلفٌ) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في شأنه : ( لو دعيت به في الإسلام لأجبت) .
ليتحل َ الليبراليون إذن بالمرونة والكياسة لتغليب مصلحة الوطن ، ولا تحملنهم عداوتنا علي تضييع البلاد ، وليتخذوا ( حلف فضولٍ)جديد .. يمد فيه التيار الاسلامي يديه للجميع نُصرة ً للمظلوم وردعا ً للظالم وإعادة ً لبناء البلاد ، ولا تأخذن النفوس العزة بالإثم فتصرعلي أن تضع نفسها في كفة مقابلة لكفة الوطن....
التعليقات (0)