حلف الشياطين الإرهابي من لبنان إلى اليمن وغزة..
القاهرة - كتب : أحمد الجار الله - رئيس تحرير السياسة الكويتية - نزع حلف الشياطين رباعي الاضلاع الممتد من ايران الى حزب الله في لبنان, وحركةحماس في غزة و الخارجين على القانون والدولة والدين في اليمن, دفعة واحدة, الأقنعة عن المخططات البشعة التي تحاك للمنطقة. والناظر الى ما ورد بين سطور الكلام الذي أطلقه من بيروت وغزة وصنعاء وطهران رموز هذا الحلف يعرف الى اي درجة بات من المستحيل القبول بأنصاف الحلول, او باتباع خطاب التهدئة مع مجموعة من الرؤوس الحامية التي لا ترى الا مصلحة الامبراطورية الفارسية الجديدة, ولا تستطيع ان تنظر أبعد من أنوفها, فحين يقول حسن نصرالله من بيروت ان حزبه سيغير وجه المنطقة في اي حرب مقبلة مع اسرائيل, ويتهم مصر بأنها خرجت من الصف العربي, ينسى هذا الموهوم أنه مجرد اداة تدار عبر ريموت كنترول المصلحة الايرانية, وأنه لا يمكنه ان يتنفس الا بأمر الاستخبارات الايرانية, ولن يستطيع حتى ان يغير اي شيء في حزبه الغارق في الفساد الى أذنيه بعد ان فضح المال النظيف الاثرياء المؤمنين الجدد في لبنان الذي قامروا بدم الالاف من أبناء جلدتهم في سبيل كنز الاموال, وهو يطلق تهديداته الرعناء هذه فيما لا يستطيع ان يزور حتى بقالة في ضاحية بيروت الجنوبية ويواصل الاختباء في الدهاليز, فكيف لواحد على هذه الحال ان يغير وجه المنطقة? وهل يعتقد نصرالله ان مصر التي أيقنت منذ زمن ان الشعارات لن تحرر شبرا من الارض ستكون نفقا للمصالح الايرانية الخبيثة, وان تبقي على احتلال ارضها الى أبد الآبدين خدمة للشعارات الجوفاء فقط? لقد اختارت مصر المضي قدما في تحرير أرضها بما تراه مناسبا من دون ان تأخذها طبول العبث الى المراوحة مكانها, فهي اليوم أكثر قوة من ذي قبل, وهذا ما يريده الشعب المصري. في المقابل لننظر الى الذين ساروا في الدروب التي يريدها نصرالله مسارا للعرب ماذا حصدوا من المكابرة? فلا تزال مساحات شاسعة من الاراضي العربية تعاني الاحتلال, ولم تستطع مقاومة نصرالله ان تحسم حتى أمر لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا, واذا كان يعتقد ان الله قيض للعالم العربي ان يدخل الخميني ايران في الوقت الذي خرجت فيه مصر كما يزعم, فليُجب نصرالله عن السؤال اللغز عن دور الخميني في إخفاء وتصفية الامام موسى الصدر, أم ان ذلك من المحرمات التي يجب على الشعب اللبناني ان يبقى تحت سيف الاوهام التي تبتكرها الغرف السوداء من أجل اطالة أمد الارتهان الى ايران?
واذا كان نصرالله قال ما طلب منه فان الطامة الاكبر جاءت من اليمن, و ممن يفترض بهم ان يكونوا عضد الدولة في السعي الى ترسيخ الاستقرار والأمن وليس إعلانهم الخروج على الدين والقانون عبر بيانات وفتاوى لا يقبلها عاقل, فعندما يقول 150 عالم دين, وعلى رأسهم أحد المتهمين بدعم الارهاب, أنهم سيعلنون الجهاد اذا ما طلبت الدولة مساعدة قوة من الخارج للقضاء على القاعدة الذي بدأ يضرب سرطانه في أنحاء البلاد, او للقضاء على التمرد الحوثي - علما ان الدولة لم تطلب ذلك وأعلنت سابقا رفضها اي مساعدة من هذا القبيل- فذلك لا تفسير له الا ان هؤلاء يعلنون صراحة الخروج على النظام العام والدفع باليمن ليكون دولة فاشلة أين منها جارتها الصومال? كما أنهم يخرجون على الاسس السليمة للاسلام التي لا تقر تمردا على ولي الامر, بل كان عليهم تحريم العنف والخروج على الدولة الذي تمارسه الجماعات المرتبطة بالدوائر الاقليمية المشبوهة.
عندما يقول المطلوب عبدالمجيد الزنداني ان فتوى هذه المجموعة من رجال الدين لا يمكن لاحد ان يلغيها فانه بذلك يدعو بكل صفاقة الى هدم أركان الدولة والتمرد عليها,و هؤلاء ينطبق عليهم قول الله عز وجلقَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ, فهم ليسوا أكثر من تجار دين لا تنفعهم تجارتهم يوم الحساب لانهم يتاجرون بدماء الابرياء في سبيل مصالح شخصية ضيقة, ولذلك نقول للزنداني وأمثاله ان حكم العزيز الحكيم ينطبق عليهم:إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
وحفلة الجنون هذه اكتملت في دعوة اسماعيل هنية الى إقامة حلف خماسي قوامه مصر والسعودية وتركيا وسورية وايران, وبعيدا مما يهدف اليه من هذه الدعوة وتسويق ايران في اي حلف جديد, ليذهب هنية أولا الى القبول بالمصالحة الفلسطينية وترتيب البيت من الداخل, وتوفير الماء والغذاء والدواء لاهل غزة, فكيف لفاقد الشيء ان يعطيه?
ان ما تشهده المنطقة العربية من محاولات ايرانية محمومة لابقاء الوضع متفجرا على هذا النحو البشع خدمة لمصالحها يوحي بأن الكي بات هو الدواء الوحيد, ولم يعد مقبولا ترك حفنة من مدعي الدفاع عن العروبة والاسلام باسم فلسطين تتحكم بمصائر الشعوب العربية. فهذه الابواق تعمل بمبدأ ان لم تستح فافعل ما شئت فها هي تعلن صراحة رفضها لثقافة الحياة وأنها لا تريد الخير لدولها وللمنطقة أجمع, و تعد الناس بالمزيد من الموت والدمار من دون ان تدرك ان العالم أجمع لم يعد يقبل بكل هذا العبث الدموي, و حتى طهران ذاتها التي تلعب على وتر الوقت للخروج من سلسلة أزماتها لم تستطع الخروج على قواعد اللعبة, بينما تستخدم هذه العرائس الشيطانية للابتزاز ليس أكثر.
قيل قديما لا تنصح أحمق لانه يتعبك, وهذه الحماقات التي نراها تستدعي من العالم أجمع ان يضع حدا نهائيا للامراض العضال التي تنشرها بؤرة التخريب الايرانية عبر دُماها هنا وهناك, او ان يذهب المهووسون الى هذا الحد بالدم والقتل والتخريب, الى الصومال اذا كانت هي حلمهم ويناضلوا فيها, ويكفوا عن تسويق نموذجها في العالم العربي. فليحزم حسن نصرالله وخالد مشعل واسماعيل هنية وعبد المجيد الزنداني وحارث الضاري, ومن لف لفهم, أمتعتهم, وليشدوا الرحال الى مقديشو ليمارسوا هواياتهم في القرصنة وقتل الابرياء, وليريحوا الشعوب العربية من حفلات الجنون التي يعقدونها بين الفينة والاخرى, فهناك لا يكون من الصعب معالجتهم من هوسهم, فيرتاح العالم من عبثهم الى الأبد.
أحمد الجارالله
التعليقات (0)