حلب من الماضي
مدينة اشباح تفوح منها رائحة الدم فمنذ أن ولدت الثورة السورية والة القتل والتدمير تنهش بجسد تلك المدينة ذات المكون السني ثقل الثورة ورمانة ميزانها، إنتصار الثورة السورية يعني عودة سوريا لدورها التنويري الذي فقدته مع وصول حكم الحزب الواحد الى السلطة، سوريا كانت مأوى المفكرين والتنويرين واليوم أصبحت مأوى لتجار الدم المارقين النظام أوغل في القتل دفاعا عن سلطته والشعب السوري وجد نفسه أمام خيارين احلاهما مر إما الاستسلام ومن ثم الموت بطريقة مشينة و إما حمل السلاح وما يترتب عليه من بروز للايديولوجيا واﻻنقسامات؟ فكان الخيار الثاني هو المنقذ رغم ثمنه الباهض مكرهين على ذلك فوجود السلاح يعني وجود الفوضى ووجود الانقسامات ويعني طغيان الايديولوجيا المذهبية أو الدينية أو العرقية على المشهد وهذا ما يحدث الأن بأرض سوريا !
النظام السوري ومن يقف معه من دول وتنظيمات ايديولوجية مسلحة يبرر جرائمه بمكافحة الارهاب؟ والعالم يبرر صمته ودعمه الغير مباشر للنظام السوري بمكافحة الإرهاب فعن أي إرهاب يتحدثون يا ترى؟
الإرهاب الذي يتحدثون عنه هو ذلك المتمثل في المقاومة والدفاع عن النفس وليس ذلك الذي تمارسه المليشيات الطائفية والسياسية المدعومة من النظام ومن يقف خلفه من دول ومنظمات ؟ ..
حمل السلاح لم يكن خيارا بل فرضا فرضته همجية النظام وصمت العالم عن جرائمة بحق شعبه، عندما يحمل شخص ما السلاح فإنه يتشبث بأي فكرة تدعم شرعية ما يقوم به لانه وببساطة يريد أن ينتصر روحيا قبل كل شيء وهذا ما حدث فبرزت تنظيمات ترفع شعارات دينية وقومية وعرقية لان الملاذ الوحيد بات محصورا في الانتماء الضيق بعد أن تم تدمير كل شيء!
العالم ومنذ خمس سنوات يغض الطرف عن جرائم النظام السوري ويقف ضد الثورة الشعبية التي لولا الاستبداد والظلم ما انطلقت ذلك العالم المهموم بحقوق الحيوان يبحث عن هدن مؤقتة يقوم من خلالها النظام بإعادة ترتيب أوراقه وهذه عادة العالم المهووس بمشاهد قتل المسلمين منذ أن أصبحت أمة المليار ونص المليار تنفس عن همومها بالدعاء والقنوت!
لو توقف إرهاب النظام السوري بحق الشعب السوري فإن الإرهاب المضاد سيتوقف وسينحسر وسيزول مع مرور الوقت أما إذا بقي ذلك النظام فإن الارهاب لن يتوقف وسيأخذ اشكالا وصورا مختلفة!وسيتحول الشعب السوري لشعب إرهابي في نظر العالم لأنه يقاوم الموت الممنهج، الارهاب تهمه تشرعن للنظام وحلفاءه قتل الابرياء وتدمير مدن وهدمها على رؤوس ساكنيها تلك التهمة في حقيقتها هي سلوك مضاد وردة فعل لأسباب وممارسات ممنهجة لكن العالم لا يعترف بتلك الحقيقة .
الصمت الدولي والاقليمي لم يعد مقبولا فالصمت يعني الموافقة والتأييد للنظام الفاشي الذي تجرد من كل القيم ويعني الوقوف بوجه الشعب السوري وحرياته وحقوقه، على العالم وضع حد لتلك المهزلة فالإرهاب شماعة وبقاء الازمة بلا حلول سياسية وعسكرية يعني بقاء الة القتل والتدمير تعيث في سوريا فسادا ويعني بقاء تهمة الارهاب تطارد كل من يدعو لنصرة شعب اعزل لا حول له ولاقوة! وبالتالي فلا عزاء للثورة وجمهورها وشهدائها الأبطال الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الكرامة رغم تهمة الإرهاب ومقاييسها المقلوبة ! .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)