حلب مقبرة الغزاة

حلب مقبرة الغزاة

هدنة تلو أخرى تصريحات وتلميحات والضحية شعب أعزل وضعه القدر أمام آلة عسكرية طالما تغنى قادتها بشعارات القومية والممانعة الغير واقعية حلب الشهباء تموت في اليوم ألف مرة براميل متفجرة وطائرات روسية تحلق بالأجواء السورية التي أصبحت كالعاهرة تستقبل كل فاقد لمعاني الشرف والبطولة العالم المتحضر يٌقيم لحقوق الحيوان أوزانٍ كثيرة لكنه لا يٌقيم لحقوق الإنسان العربي أي وزن فنظرته لذلك الإنسان دونية وقراراته تنتهك خصوصية وكرامة الإنسان العربي لأنه وببساطة وريث أمجادٍ كٌتب لها الاندثار بسبب عقول أبناء العرب الذين يفضلون العيش في الماضي المجيد عقلاً وروحاً

حلب الشهباء منطقة جغرافية ذات أهمية بالغة ومنطقة سكانية حاضنة للمكون السٌني المٌتهم بالإرهاب أينما حل ووجد يحاول النظام السوري المدعوم روسياً وإيرانياً ومذهبياً من قبل مجموعات متطرفة قتلها بمختلف الوسائل والطرق فالحصار يضرب أطنابه والقصف لغة يومية والتدمير سلوك عدواني لا يصدر من عاقل أو صاحب قضية شريفة حلب لن تركع ولن تموت فهي بقلب أبناءها وبقلب كل ثائرٍ سوري وبقلب أبناء الأمة العربية الذين يترقبون الفرج من السماء بعد أن خذلهم أهل الأرض شرقاً وغرباً لقد أثبتت الثورة السورية للعالم وللشعوب أن الشعارات تختلف كثيراً عن الواقع وأثبتت أن تجار الحروب من المتطرفين والمتعصبين والساسة المختلين لا يهمهم من المحرقة سوى المكاسب التي سيجنونها الفكرية أو السياسية أو المالية

حلب محرقة للغزاة وليست محرقة لفلول الإرهاب كما يٌردد النظام السوري وحلفاءه الذين انتهكوا كل شيء بوحشية لا نظير لها الثورة السورية لن تنتصر طالما بقيت تعيش على وقع التجاذبات الدولية وتستكن فصائلها وقواها السياسية والعسكرية لهدن مؤقتة لا تصمد لساعات معينة توحيد الجهود السياسية والعسكرية ورفع لواء واحد وترديد شعار النصر أو الموت خيار يجب أن يعمل عليه الشرفاء ويحولوا الشتات لوحدة تضع النقاط على الحروف وتقلب الموازين وهذا ما يجب أن يكون في قادم الأيام فلا حل سياسي من دون يد عسكرية قوية

حلب الشهباء ستنتصر وستتغلب على المجرمين فصمودها صمود للثورة فهي ليست بحاجة لمزايدات سياسية وبرامج إعلامية مكررة بل بحاجة لجهود حقيقية تصنع المعجزات وتٌبشر الشعوب بنصر طال انتظاره فأين تلك الجهود وأين من سيقوم بها يا أمة الماضي التليد