مواضيع اليوم

حلب ـ مطارحات العشاق

يوسف رشيد

2012-01-19 20:37:03

0

  كتبتْ لي صديقة عزيزة ، تصبّحُ عليَّ بصباح ، تعرف أني أتشهّاه : 

 

 

( صباح الخير ، وصباح جميل من حلب .. كيف حالك ؟

 

كنت أقرأ للأستاذ وليد إخلاصي ، فوجدت له كلمات يتحدث فيها عن حلب ، أحببت أن أشاركك إياها .. يقول :

" كلما اقتربت منها اشتقت إليها ، أفارقها لكنها لا تفارقني ، وإذ أعود إليها أحبها أكثر ..

وكلما عرفتها أكثر وأكثر ، تبين لي ، أن جهلي بمن أحب يدفعني إلى اكتشافها من جديد ..

والكشف كالفراق .. فيهما ألم ممتع ، ومتعة ليس لها حدود " .. 

 

أدامكِ الله يا حلب ، أدامك رمزاً تاريخيا عظيما بأبنائه وبحضارته ..

تحيتي إليكَ من حلب وصباحك سعيد دائما ) ..

 

كتبت رادا :

 

يا صباحووو ..

 

في البدء : " كلما " الأستاذ وليد إخلاصي ، ذكرتني بـ " كلما " الشاعر محمود درويش :

( كلما مرّتْ خطايَ على طريق ،

فرّتِ الطرقُ البعيدة والقريبة

كلما آخَيْتُ عاصمة ،

رَمَتـْنِي بالحقيبة ) ..

وبعد ..

كلما اقتربتُ منها ازددتُ عشقا لها .. نعم ..

أفارقها على كرهٍ مني .. ولم تفارقني أبداااا .. نعم ..

أحببتها ، وأحبها ، وأحب من يحبها ، ولن يهدأ حبي ، ولن يمل ، ولن يتقاعد .. نعم ..

لكني أخشى ـ بعد طول الفراق ـ أن تتزيا بما لا يناسب عشقنا ، ولا يحلو به سَهَرُ وسَمَرُ العشاق .. 

أخشى أن تغيّر جلدها ولون عينيها ، وتستعير شَعرا وجدائل ، وتتزين بمساحيق مزيفةٍ ، تشوِّهُ بها خلقتها الربانية البديعة ..

فلا بأس من إعادة الكشف عنها ، لتشخيص آلامها ، ومعاناتها ..

لكن .. عذرا صديقي أبا خالد الإخلاصي ، فأنا لن أباريك ، ولن أستطيع أن أجاريك :

شتان بين الكشف / الاكتشاف ، والفراق ..

ففي " الاكتشاف متعة وتعب " ، لكنهما سرعان ما يزولان أمام الكشف عن أول هبة من التاريخ ، أو أول غنجةٍ وضّاءةٍ لسِفر الحضارة ..

فيما الفراق كله ألمٌ مُمِضّ ، وتقليب مواجع ..

فـ :

لا يعرف الشوقَ إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها

 

هل ارتوى عاشقٌ من معشوق ؟!

هل يرتوي شاربٌ من ماء البحر ؟!

أنا العاشق الشارب ، وأنتِ البحر وماؤه المَوَّار الفياض ، الذي لا أريد أن أرتوي منه عشقا ..

أنا العاشق ، وأنتِ المعشوقة المستبدة ..

المستبدة / الحانية على المتمرمغين في أحضان عزتكِ وأنفتكِ ..

أنا العاشق الأوديبي ، وأنتِ العَطوفة على أبنائكِ وعشاقكِ وطاعنيكِ وغادريكِ وشاتميكِ ولاعنيكِ وبائعات هواكِ ..

أنا العاشق ، وأنتِ النفورة النافرة من الناكرين الماكرين الجاحدين المتأبلسين ..

وأنتِ الرؤوم لهم رغم اجتثاثهم قلبك ، ورميه وتعفره وتجرثمه والتهابه بالافتئات عليه ، والاستقواء على شرايينه وأوردته وشغافه ..

غفرانكَ اللهم ..   

غفرانكِ أمَّنا .. رحماكِ حبيبتنا ..

لن أرتوي ، ولن يرويني عشقك ..

إنها " حلبي " ..

والسلام ختام ..

 

الخميس ـ 19/01/2012

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !