ليل يعقبه النهار ونور تحل محله العتمه قمر يافل وشمس تبزغ مد للشر وجز للخير هذه سنة الحياة دورة الحق فيها قصيرة ما يستكين في موطء حتى ياده الشر ويبطره مريديه .لو كان الحق ظاهرا مستمر في كل حين لكان نصيب الجنة السواد الاعظم من بني ادم . ولكن النار تريد كما الجنة تريد مقارعة الباطل وصراع اهله ومجاهدة كبريائه هو تمييز وتمحيص على الاصح .
ان الاعتقاد بوجود سنة فعليه وشيعه صحيحه على مذهب ال البيت مقتفيه لاثره صلى الله عليه وسلم والفعل بمقتضى ما جاء به ، متبعه لاوامره مجتنبه نواهيه امر صعب الجزم فيه ، فالواقع الملموس والفعل المحسوس يفند هذه الادعاءات ويدحض تلك الاقوال والتسميات ، لا تعدو كونها ادعاءات مصطنعه واكذوبات مختلقه وشعارات براقه المقصد من ورائها حفظ الانظمه وهرقلة الرئاسة واستعباد الناس تحت ابط الاسلام ومما يؤسف ان يكون الواقع الغربي في احكامه وتعاملاته فيما يخص العدل والمساواة ونظام الشورى واخلاق الناس وحقوق البشر بينهم اقرب اقتفاء لاثره صلى الله عليه وسلم من السنة والشيعة سواء بل من المسلمين برمتهم .
ما يحرق الكبد ويشعل فتيل النار في الفؤاد ما يدور في الفلك الاسلامي ويلوح في افق الوطن العربي من حرب طاحنة يثار غبارها وتفوح رائحتها بين الفينة والاخرى وما يعج به المحيط من غلط ولغط وسب ولعن بين اخوة القبلة تنتهي بالتاّلي على الله والحكم بالتكفير واستحلال الدماء لم تجلب معها سوى تمزيق الاسلام وتقطيع اوصاله ونخر اسسه وتفتيت وحدته وكيانه وتقسيمه الى ملل ونحل وفرق وشيع شتى ، ليست من الاسلام في شيء.
هذه خطط الغرب الممنهجه قاعدتها في حرب التكتلات المعاديه (فرق تسد) او (الفوضى المختلقه) استخدمت هذه القاعدة بحنكه واستطاعت ان تزرع ما تريد بين شعوب المنطقه من حقد وغل وحروب انتصرت بمكرها وصرفت الانظار واشغلت القلوب عن كل الجرائم الانسانيه التي ترتكبها في حق الشعوب العربيه والاسلاميه وهدمت الجدار الممانع للتوسع الصهيوني بايدي بني جلدته من المسلمين ونجحت بدهائها ان تفتحت الباب واسعا لليهود لتسرح وتمرح وتسلب وتنهب وتذل وتهين بماركة شعبيه اسلاميه واسعه بتصريح كان او بتلميح تحت صمت شعبي عربي عارم ونظامي مطبق .
قد لا يسعني الا ان ابارك لهذه الامبرياليه التي نجحت ايما نجاح في السيطره على العقول والاستحواذ على القلوب المختلفه المتخلفه فغرست ما تريد وبذرت الخلاف والاختلاف، ونسجت الخيوط ورسمت الخطوط واوكلت الادوار لتترك الابداع والتنفيذ لارباب المصالح الذاتيه الدنيويه و اصحاب الجهل المركب ممن تلعب بهم العاطفه وتحركهم الاهواء كما غصن شجرة تميل به الرياح كيفما تشاء ،فلفظوا الكبيره ووقعوا في العقيدة .
ما يجري على الساحه الاسلاميه اليوم سواء سارب في النهار او محاك في الخفاء من صراع داخلي او صراعي عربي عربي او اسلامي اسلامي مصبه في خدمة المصالح الغربيه وسقاية البذره الصهيونيه لتحقيق الحلم الذي طالما حلم به اصحابه وما زال ينهمر في مساعدة التوسع الاستيطاني الاسرائيلي وبناء الدوله الموعوده الممتده من الفرات الى النيل اضافة الى تقوية النفوذ الغربي المهيمن على المنطقة ، لم تكن هذه المره بلعبة الشطرنج المعروفه بل حلبة جديده لمصارعة الثيران ، ينطح فيها الثور الابيض الثور الاسود احدهما يفقد حياته والاخر يفقد قرنيه .
لعلي ادع الشيعه جانبا واغض الطرف عن ما في معتقدهم في سب صحابة رسول الله رضوان الله عليهم اجمعين اسوة ببني امية التي كانت تلعن علي رضي الله عنه الصحابي الجليل وصاحب الفضل الكبير وصهره عليه افضل الصلاة والسلام على منابرها علانية ، اضف اليه قتل الحسين ابن فاطمه رضوان الله عليها وعليه بنت الحبيب عليه الصلاة والسلام وقطع راسه والتمثيل بجثته ، فلم اقرأ لاحد من العلماء السابقين او المتاخرين من قبح فعلهم او دعا لاستباحة دمائهم او اجاز اللعن والسب بحقهم ،فهذا هو الكيل بمكيالين .
فلست بصدد الارتماء في معترك الشيعه ولم اتطرق لقراءة كتبهم والخوض في معتقداتهم ولست بصدد الدفاع عن افعالهم فقد نجد فيها ما يهول القلب ويقشعر منه البدن و تشمئز منه النفس ولكن ان اردنا الصدح بالصالح والانتصار للحق على النفس نتجرد من العاطفه ونحكم على الامور بظواهرها فليس لنا شق القلوب والبحث عما في السرائر ،مهما اخذنا على الشيعه فان عداءهم الظاهر للصهاينة والامبراليه الغربيه ودعمهم لبني جلدتهم في كل الاصقاع والبقاع من حزب الله الى دعم المليشيات العراقيه في حربها ضد التغطرس الصليبي الغربي اضف اليه دعم جركة حماس السنية ، خلفت لنا فقط دعم عباس البهائي ،هذا ما يترجمه الواقع ويجري على السن الغرب والصهاينه انفسهم واعترافاتهم التي نسمعها كل صباح ..
ولكن مكره اخاك لا بطل لان يخوض معترك بني جلدته التي اصبحت كالطير في القفص يحاول التحليق ويرتطم بقضبان قفصه . يهرب من الكبيره ليرتمي في احضان الغرب التي قذفته في مجانبة العقيدة وتجاهل الولاء والبراء ممالأ النصارى و مواليا للصهاينه مداهنا لافعالهم صامتا عن كل جرائمهم في سبيل القضاء على عدو مشكوك في توجهه مظنون في صدق مقولته ، يقابل سفك الدماء بالوورد والزهور ويقابل القاتل بالميديليات البرونزيه والاوسمه الذهبيه
.
ارى تحت الرماد وميض نار ويوشك ان يكون لها ضرام
فان لم تعطفها عقلاء قـــــوم يكون وقودها جثث وهــــام
فقلت من التعجب ليت شعري أأيقـاظ بني قومــي ام نيـــام
مجرد الامعان في العالم الغربي وربيبه الصهيوني كيف هو معتصم ملتف حول حبل الشيطان بكل فرقه المتطرفه ومذاهبه المختلفه لم يفرقه دين مختلف ولم يمزقه نبي مختلف ولم يقطع اوصاله تشريع مختلف غض الطرف عن الجرائم اليهوديه في حق المسيح وكل تجنيهم ومكائدهم في صلبه وقتله عليه السلام ونبذت كل الاختلاف والخلاف وراء ظهرها واجتمعت الكلمة في بوتقة واحدة وهدف واحد للقضاء على الجذام المنتشر والعدو المنهمر اتباع الشريعه المحمديه حسب ما يزعمون ويؤمنون.. بينما امة واحده وقبلة واحده ونبي واحد وقران واحد لم تجتمع على كلمة واحده كل يلعن اخيه .
سبحان الله الذي خلق العقول مختلفه والافكار متفاوته والقلوب متنافره قد لا استطيع الا ان اقول رحم الله الحسن البصري عندما سمع يزيد بن المهلب يخطب ويدعى ان جهاد اهل الشام اعظم ثوابا من جهاد الترك والديلم فقال (والله لقد رايناك واليا وموليا عليك فما ينبغي لك ذلك ) فاسكت كي لا يسمع خوفا عليه ،، ورحم الله عمر ابن عبدالعزيز عندما قال تلك فتنة اغمد الله سيوفنا عنها فلنكف الستنتا عن الخوض فيها ،
السؤال .. اوليس الغرب يفتك باخوتنا ويستقطع اراضينا وينهب وينتهك الاعراض ؟ يا شيعه يا سنه الحرب تفتك بالجميع الخاسر فيها خاسر والمنتصر فيها مهزوم ، فلندع الخلاف جانبا ولنجمع شعث الامة لتقف سدا منيعا في وجه التغطرس اليهودي الصليبي الذي حرق البلاد وقتل العباد ومل النساء ويتم الاطفال .
فتنة كفانا الله شرها (القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي )فاختر لنفسك ما شئت وتذكر ان هناك من يصرخ يستنجدك ويستنصرك بالدين فما الذي يجب عليك ....
التعليقات (0)