جميل جدا أن نسمع وزير الخارجية السعودي يتحدث عن أهمية التغيير في سورية وضرورة التعجيل بالانتقال السياسي، لكن السؤال الذي يطرح والذي أمامه علامة استفهام ضخمة جدا هو لماذا كل هذا التفاعل من طرف زعماء دول الخليج لدعم ثورة سورية ومن قبل ذلك ثورة ليبيا والدعوة إلى التعجيل بإسقاط حكومتيهما الدكتاتوريتين وتجاهلت في المقابل ما يحدث في دولها من مطالبات بسيطة جدا بالتغيير !؟
كلما اشتعلت ثورة في دولة ما تجد دول الخليج تتسابق إلى دعمها بالمال والسلاح، وأطلقت حملات تدعو إلى إنقاذ الشعب، كما هو الشأن في سورية، حيث بدأت هذه الدول بتوجيه سهام النقد للنظام السوري، بل لا تفوت فرصة إلا وتطالب هذا الأخير بالرحيل، حيث وعدت الثوار بالدعم الكامل حتى يتمكنوا من التخلص من نظام بشار الأسد ،لكن كلما أحست هذه الدول أنها مهددة وأن هناك صوتا ينتقد أو يتحدث عن التغيير داخلها - مهما كان واهيا - تقيم الدنيا ولا تقعدها وتعد ذلك مؤامرة المؤامرات التي يجب التصدي لها.
نحن هنا لسنا ضد دعم الثورات ولسنا ممن يطبلون للأنظمة الدكتاتورية، وليست لدينا أية مشكلة مع دول الخليج، ولكن فقط نتساءل لماذا هذا النفاق من دول الخليج حول مسألة ما يقع في الدول العربية من حراك، حيث لا تخفي دعمها للبعض وتغض الطرف عن البعض الآخر انتقائيا ؟
إذا كانت دول الخليج تتفاعل بجدية مع القضايا العربية، وتدعم الثورات في الدول العربية، فلماذا لم تتحرك إلى اتخاذ الموقف نفسه الذي اتخذته مع سورية مما يقع الآن في الكويت التي تعرف حراكا وانتهاكات من طرف النظام للمطالبين بالتغيير السياسي، ولماذا لم تعلن دعمها لما يقع الآن في الأردن من احتجاجات عارمة تطالب بإسقاط النظام ايضا، ولماذا لم تعلن موقفها مما يحدث في البحرين التي تعرف حراكا حقيقيا ، ولماذا لم تعلن موقفها مما يحدث في السعودية التي تعرف احتقانا بسبب المعارضة التي تطالب بإصلاحات حقيقية، وما يحدث في قطر والإمارات.
ربما دول الخليج هذه تجهل ما يقع في بلدانها وبالأحرى تتجاهل غاية في نفسها لكي لا تشتعل فيها الثورات التي بدأت بوادرها تظهر للعلن على الرغم من أنها تحاول إخفاءها وتصور الأوضاع ...
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=23222
التعليقات (0)