وسط مقاطعة وأستناكار صينيين منحت للمعارض الصيني ليو شياوبو جائزة نوبل للسلام ليعرف العالم بأسره قصة مناضل آخر قرر ألتضحية بحريته من أجل نشر مفاهيم التحرر والديمقراطية في بلاده الخاضعة لنظام الحزب الواحد منذ عقود....بالطبع المقاطعة الصينية للحفل ليست أمرا مستغربا كما أن مقاطعة عدد آخر من الدول للحفل تضامنا مع الموقف الصيني ليست مستغربة فكل البلدان التي قاطعت لم تذق شعوبها يوما طعم الديمقراطية وهي كلها محكومة بأنظمة معمرة تمتد جذور البعض منها الى عصر أنقراض الديناصورات وبالتالي فمن المؤكد أن تلك الأنظمة لن تستسيغ منح جائزة عالمية بهذا الحجم الى معارض ينادي من أجل الحرية والديمقراطية في بلاده لكن مالفت أنتباهي وآلمني كثيرا مقاطعة العراق للحفل وأصرار الحكومة العراقية مرة أخرى على أتخاذ مواقف سلبية مخجلة توحي للمتابع بأن العراق لازال يحكمه البعث البغيض..
ترى هل نسي ساسة العراق أيام الظلم والأضطهاد التي عاشوها فما عادوا يتعاطفون مع من يضطهدهم الطغاة؟
أم أن الخوف على السلطة قد دفعهم هم أيضا الى التخندق مع تلك الأنظمة الفاسدة؟؟
كنا نتمنى (ولا زلنا) أن نكون منارة للديمقراطية وملاذا للمضطهدين..على الأقل كنوع من رد الجميل للتحالف الدولي الذي جلب لنا الحرية..ولكن ساستنا للأسف وبدلا من ذلك أختاروا طريقا آخر مبتدئين بالتملق لدول لم تعرف طعم الأنتخاب الحقيقي وصولا الى مقاطعة تجمع عالمي للتضامن لا مع شخص واحد فحسب بل للتضامن مع كل معارض تسلب حريته وتهدد حياته لأنه طالب بحقوقه وحقوق الآخرين..
على مايبدو فأن سنوات السلطة وغرياتها قد محت من ذاكرة الساسة العراقيين أيام السجون والمطاردات واللجوء...لقد نسي هؤلاء أن كثيرا منهم كان يوما مثل لياو شياوبو..
قد يرجع البعض السبب وراء مقاطعة العراق للحفل الى قيام عدد من الشركات الصينية بأعمال أستثمارية في العراق وعدم رغبة العراق في تعكير علاقاته مع الصين لكن هذا التحليل ليس بالمبرر وراء القيام بمثل هذه السلوكيات المشينة..فالشركات الصينية أن رحلت عن حقل الأحدب فهي وحدها من سيخسر لأن عشرات الشركات الغربية الكبرى في مجال الطاقة مستعدة لأن تحل محلها وهو ما أثبتته جولتا التراخيص النفطية الأولى والثانية والتي تنافست فيهما شركات عملاقة في هذا المجال(كأكسون موبيل وأيني وشل وتوتال ولوك أويل وغيرها) من أجل نيل مثل هذه العقود وبالتالي من غير المنطقي أن يخضع قرار سيادي عراقي للأبتزاز الصيني..
ساسة العراق...تذكروا أن ما أنتم فيه اليوم هو نتيجة أيمان عدد من الدول بحق كل الشعوب بأن تنال حريتها..
تذكروا أنه لولا تضحيات هؤلاء لما تمكنتم يوما من العودة للعراق..
تذكروا أنكم يوم أطيح بالنظام أستلمت شعلة الحرية لا لتحموها فحسب بل لتساعدوا في نشرها..
تذكروا أن العالم ينتظر منكم أن تتضامنوا مع المضطهدين ولا مع الجلادين...ألم تكن تلك مطالبكم حينما كان النظام يضطهد العراقيين؟؟
ألم تعيبوا على العديد من الدول وقوفها الى جانب صدام رغم معرفتها ببشاعة نظامه؟؟
ساستنا...لاتقتلوا حلمنا بتضامنكم مع السفاحين حول العالم..
ولاتنسوا أن من تتضامنون معه اليوم هو ذات النظام الذي تضامن مع جلادي البعث حتى اللحظات الأخيرة..
وتذكروا أنكم بتضامنكم معه فأنكم شركاء في كل الأنتهاكات التي يرتكبها..فهل أنتم منتهون...
التعليقات (0)