ملاحظة : المقال قديم نشر في فترة تشكيل الحكومة المركزية في العراق
ميزة المسلسلات التركية المدبلجة الى اللهجة السورية ومن قبلها المسلسلات المكسيكية التي نالت النسبة الاكبر من المشاهدين في العراق وعموم الدول التي عرضت فيها هي الاطالة من خلال حشر العديد من المشاهد والاحداث التي ترتبط بطريقة منطقية او غير منطقية بالحبكة الرئيسية للمسلسل ليصل عدد حلقات هذا المسلسل الى اكثر من مئة في افضل الاحوال ويستمر عرضها لاشهر وتجد الكثير من ربات المنازل والفتيات وحتى الشباب يتابعون احداثها بشغف ويعجبون بابطال وبطلات هذه المسلسلات كعلم دار ومهند ولميس ونور ومن قبلهما لوي فيلبي وكوادة لبي ..والميزة الاخرى ان القصة تدور بشكل محوري على شخصيتين او ثلاثة تتكرر بينهما قصص الزعل والصلح والاتهامات بالخيانة .
ما جعلني اكتب عن هذه المسلسلات هو شبه واقعنا العراقي المرير بشكل كبير مع واقع هذه المسلسلات في جوانب عدة ولنأخذ سيناريو تشكيل الحكومة العراقية على سبيل المثال ولنقارنه باي مسلسل مدبلج سنجد .. ان طول فترة تشكيل الحكومة تشابه الى حد كبير مدة عرض هذه المسلسلات فهذه ستة اشهر تمر ولا نعلم كم القادم والى الان لا يوجد شخص يستطيع ان يجزم متى تعرض الحلقة الاخيرة وكيف سينتهي المسلسل .. مسألة اخرى مسلسل تشكيل الحكومة المدبلج يرتكز على شخصيتين محوريتين تظهر ثالثة بين فترة واخرى على السطح وتختفي والاحداث تتمحور حول صلحهما او زعلهما والاتهامات بالخيانة بينهما مستمرة واهل النفاق ينقلون بين هذا وذاك وتتكرر الاحداث نفسها يوميا ..
ميزة اخرى مشتركة بين المسلسلات المدبلجة ومسلسل تشكيل الحكومة العراقية انك عندما تترك المشاهدة لشهر او اكثر و تعود لمتابعة الاحداث تجد ان الاوضاع على حالها تقريبا والتغييرات ان حدثت فانها طفيفة لا تؤثر على سير الاحداث العام وهذا ما كان يسعدني حين كنت مراهقا فلا انتظر والدتي ان تسأل ما الذي حدث .. فانها تتابع من اي حلقة تشاهدها حتى لو كانت الحلقة المئتين بعد الالف بالعكس من المسلسلات الاجنبية التي يتطور خط سير الاحداث فيها بسرعة .. قد تجعل فقدان حلقة واحدة فقداناً للقصة باكملها ..
الاختلاف الاهم الذي اجده واضحا بين السيناريوين هو ان جهة انتاج المسلسلات المدبلجة تكون معروفة دائما فهي اما تركية او ايراانية او من اي جنسية في حين ان سيناريو تشكيل الحكومة تتدخل فيه جهات انتاج عديدة ومن جنسيات مختلفة مما يجعل من الاستحالة التكهن كيف ومتى سينتهي هذا المسلسل ..
ويبقى ان اقول كلمة حق بأن المشاهد العراقي مل بسرعة متابعة مسلسل تشكيل الحكومة ولم يعد يهتم باحداثه كما في السابق بعكس (مراد علم دار) بطل مسلسل وادي الذئاب التركي الذي زادت شهرته بشكل جنوني وزادت نسبة حبه لدى العراقيين لدرجة خشيت ان يكون رئيس وزرائنا القادم تركياً.
التعليقات (0)