مواضيع اليوم

حكومة نظام الإنقاذ ومعارضة الكومبارس

حكومة نظام  الإنقاذ ومعارضة الكومبارس

هل تعني معارضة الكومبارس ما تقول

أم تدرك حكومة الأكواز مغبة ما تفعل ؟

 

(البشير يغني طربا على إيقاع معارضة مستأنسة)

 تتلخص (مسرحية) الأزمة السياسية الجارية في السودان الآن في أن تحالف القوى السياسية المعارضة المكون من ثمانية وعشرين حزبا بمن فيهم أصحاب العمائم الكبيرة الصادق المهدي (أمة قومي) ، محمد ابراهيم نُـقُـدْ (شيوعي) بروفيسور حسن الترابي (مؤتمر شعبي) قد هددوا بالإنسحاب من الحكومة والبرلمان على زعم أن الحكومة لم توف بعهدها والتزامها بنص المادة 216 من الدستور التي تنص على استقالة الرئيس الحالي (البشير) وحل المجلس الوطني والحكومة وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة لتصريف الأعمال اعتبارا من يوم الخميس 9يوليو 2009م وحيث تشرف هذه الحكومة إن جرى تشكيلها على الانتخابات العامة المزمع إجراؤها عام 2010م.

  

(د. حسن الترابي/ عض له تلاميذه  أكثر من يـد بيضاء سلفت وأنكروا ديناً مستحقّ)

 ومن ناحيتها لم تألوا الحكومة جهدا في تفنيد مزاعم المعارضة فدافعت عن نفسها بأن المعارضة إياها تستند في دعواها على لائحة عامة تلزم الحكومة بحل نفسها ولكن تنسى أن هناك بالمقابل لائحة خاصة تعمل على تقييد هذه اللائحة العامة وتنص على استمرار الرئيس الحالي عمر البشير في منصبه وكذلك المجلس الوطني لحين الفراغ من إجراء الانتخابات .....

 

(نافع علي نافع .. المساعد السـاخر)

 والمراد بالطبع هو أن الحكومة الحالية ستشرف على انتخابات عامة هي طرف فيها .... فهل يعتقد أحد أن الحكومة يمكن أن تسقط نفسها ورئيسها وتتخلى طواعية عن حق ألـ 99.9% فلا تقدم على تزوير الانتخابات من أوسع الأبواب وعلى عينك يا تاجر ؟؟؟ لا أعتقد أن في السودان سفيه إلى هذا الحد الذي يقتضي الحجر عليه أو مغفل إلى هذه الدرجة من الدَرْوَشَةِ أو السذاجة.

على أية حال فإن البيان الظريف اللطيف الذي خرج به تحالف أحزاب المعارضة (عدا الحزب الاتحادي الديمقراطي) المشاركة فيما يسمى بالمصالحة رغم أنه جاء قويا وموضوعيا من الناحية النظرية إلا أنه تحاشى الإشارة إلى تحركات فاعلة بل اقتصر على التهديد بالخروج في تظاهرات سلمية ليس إلا ؛ الأمر الذي جوبه على غير العادة بسخرية واستهزاء الحكومة التي وصفته بأنه زوبعة في فنجان ... فهل تعني المعارضة ما تقول أم أن الحكومة تدرك جيدا ما تفعل؟

  

(محمد نقد / الحزب الشيوعي .. كانت لهم أيام)

 في واقع الأمر كلاهما صادقان فالمعارضة المهذبة المدجنة استخدمت حقها المشروع في الاعتراض السلمي على تسويف الحكومة ومماطلتها في التطبيق السليم (بعيدا عن مراوغة اللائحة الخاصة) لما سبق وجرى النص عليه في الدستور الذي وضعته لنفسها بنفسها قبل أن يجبرها عليه أحد .. .. وبمعنى أفضل تأويلا فإن تحالف قوى المعارضة يكتفي هنا بتعرية الحكومة وكشف عورتها أمام الغير ليس إلا.

  

(الرجل القوي علي عثمان طه نائب الرئيس البشير)

 ولكن الحكومة من جهتها وحين تستهزأ وتسخر من بيان وتهديدات المعارضة المدجنة بدعوة قواعدها للنزول إلى الشوارع ومقاطعة الانتخابات فإنها بالفعل تدرك أن تحالف "المعارضة الكرتونية" الهش إياه ليس سوى تململ وحركات شلة من أرباب المعاشات السياسية تستجدي فتات الأموال العامة تحت ستار معارضة الكومبارس .... وتدرك أيضا واقع الحال الذي بات عليه الشارع السوداني من تضعضع في مجال الممارسة السياسية والقدرة على الحراك المعارض الفاعل .....

نظرة واقعية لحال الشارع السياسي السوداني تؤكد أن لا مجال فيه الآن ولا دور سوى لقواعد وكوادر الحزب الوطني الحاكم في التحرك المنظم الفاعل وما عدا هؤلاء فهم عجزى ومقعدين على كراسي متحركة من بعد ما جرى التنكيل والبطش بهم طوال الفترة من 1969م حتى 1985م ثم من 1989 وحتى يومنا الحاضر .

  

(ثورة اكتوبر الشعبية 1964م)

 قديما كانت الأحزاب تعتمد في إثارة الشارع السياسي عبر تحريض العمال والطلاب في الثانويات والجامعات وحيث يمتلك الأخوان المسلمين وقتها ومعهم الشيوعيين وحدهم القدرة على تحريك العمال وطلاب الثانويات والجامعات وحتى الابتدائي والعام قبل أن يصبحا أساس.

  

(المشير جعفر نميري/ دكتاتورية الحديد والنار)

 وخلال عهد نميري ضعف دور العمال وأوائل التسعينيات من القرن الماضي ذهبت الشيوعية في خبر كان .. وبالتالي لم يتبقى سوى الطلاب اللذين يسيطر الأخوان على قواعدهم بقوة وتميل كفة الميزان لمصلحة المؤتمر الوطني في مقابل المؤتمر الشعبي لأسباب تتعلق بفرص السلطة المتاحة في القدرة المالية والتنفيذية الفعلية على المنح والمنع على حد سواء.

ولم يتبقى إذن سوى التجار والمزارعين والرعاة والباعة الجائلين وأصحاب الحافلات والركشات والموظفين .. وجميع هؤلاء لا يزنون عند حكومة المؤتمر الوطني "جناح بعوضة" فيما يتعلق بالقدرة على التجمع والتحرك السياسي في الشارع العام.

  

(الصادق المهدي/ حضارات سادت ثم بادت)

 إذن لا يستطيع عاقل أو مراقب محايد الإدعاء بأن لدى هذه الأحزاب الثمانية والعشرين المتآلفة مع الحكومة .. لا يستطيع أحد الإدعاء أن لها كوادر تذكر تستطيع إنزالها للشارع للاحتجاج والدفع بقوة لإجبار الحكومة على الرضوخ لمطالبها اللهم إلا مجرد مسيرات باهتة لا طعم لها ولا رائحة مثلما تجمعت ستنفض ولسان حالها يردد "اللهم هل بلغت .. اللهم فأشهد".

السم كما يقال في أنياب الأفاعي .. وأنياب الأفاعي تكمن داخل أفواهها ... وتقع أفواهها في رؤوسها .. والجميع يعلم أن رؤوس الأفاعي الممثلة في جل قادة أحزاب المعارضة السياسية المشار إليها إنما هم محض "عبيد أموال" أو "عبيد عصا" ليس إلا . وأنهم أنفسهم يدركون وعلى قناعة بأنهم إن لم يقبلوا بذهب المُعِــزّ فإن سيفه أجدر برقابهم.

  

(المسيخ الدولار/ ماليء الدنيا وشاغل الناس)

 يقول المثل المصري البراغماتي: إن فاتك الميري إتمرغ في ترابه .......

غدا تفتح حكومة الأخوان خزائنها في العاصمة والأقاليم فيتكالب على أبوابها هؤلاء يركضون ويتدافعون بالمناكب يلهثون ثم سرعان ما تختفي فقاعة الصابون وتتفرق الزوبعة في داخل الفنجان بعد أن تمتليء الجيوب من حسنات الحكومة وفتات المؤتمر الوطني ...

ثم ولغرض التجميل وتزيين العورات لن يقتضي الأمر سوى بث تلفزيوني لأجنحة أمْ جَكّوُ من أقمشة الدمّور ولجلابيب بيضاء وعمائم وعَزبَاتْ تحتها رسومات كاريكاتوية لوجوه أقطاب المعارضة من أصحاب الابتسامات الصفراء وهم يتوافدون متوكئين على عصيهم إلى بيت الحكومة العتيق للاجتماع مع الأستاذ علي عثمان طه و نافع علي نافع بغرض التشاور وإعادة اللحمة وصيانة الوحدة الوطنية .. وربما لن يغيب عن هؤلاء بحضوره الشخصي سوى الترابي الذي تمنعه أنفة الأستاذ وفضل اليد البيضاء وصاحب الجميل من الطأطأة للمفضول عليهم والتلاميذ السابقين.

  

(10 سـوداني)

على أية حال فإنه ؛ وبعد دخول هؤلاء إلى الغرف وتغليق الأبواب فإنهم سيجدون حريتهم في الركوع والسجود وتقبيل الأيادي والتحزيم والرقص وهز الوسط . وسيطمئن إمبراطور القصر الجمهوري الغير متوج الأستاذ على عثمان طه ، و نافع علي نافع (مساعد الرئيس) منهم عما إذا كان بعضهم قد استلم حقائب السامسونايت السوداء والبعض الاخر المظاريف البيضاء المحشوة بالمعلوم من الدولارات الحضراء لهم ولمساعديهم أم لا؟

وبعد الإطمئنان بأن كل من الأسباط الثمانية والعشرين قد حصل على نصيبه الشخصي ، واستلم نصيب أتباعه من كبار أعضاء حزبه الكرتوني الكومبارس من واقع (كل برغوث على قدر دمه) . يجري إطعامهم بما تيسر من تمر بركاوي وفول سوداني محمص وسقيهم الماء الزلال لمن يشكو من الكوليسترول وزيادة نسبة السكري في الدم . أو من الإستيم والبيبسي كولا للأصحاء. ثم إخراجهم من أوسع أبواب الفردوس في رعاية الله وحفظه مع الحرص على وداعهم بمثل ما أستقبلوا به من حفاوة وتكريم....

  

(النساء في بلادي .. قاطنات جبال .. دائمات ترحال .... يفترشن حبال ... يرتدين أسمال ... يرتجين مُحَال .... وسط الأفاعي .... في ربوع المنافي ....  طبخهن على الأثافي)

 

رمضان الكريم على الأبواب ويلزمه الكثير من الحاجيات والعصائر و"الآبري" و"الحلو مر" والمكسرات والكورن فليكس والسكر والزبيب والتين . وبعده سيأتي العيد السعيد ثم الحج لمن استطاع إليه سبيلا .. وحيث لا سبيل لكل ذلك إلا عبر خزائن الحكومة الممتدة وكرمها من خيرات بترول السودان الذي تسبغه على الأتباع الناس من رؤوس الناس الأفاعي والناس في معارضة الكرتون والكومبارس.

ستجري الانتخابات بالشكل الذي يرغب به حزب المؤتمر الحاكم و يشتهيه وسيفوز من يراد له الفوز وسيبقى البشير وحزب المؤتمر الحاكم في كراسيه وستبقى الأحزاب في ما يسمى بتحالف القوى السياسية المعارضة تدور في الفلك الدائر يأكلون ويشربون ويتناسلون وينامون من فتات هؤلاء ... ولك الله يا وطن
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات