المسؤول في مصر -أي مسؤول- عندما تقع مشكلة في مجال عمله يبحث عن أي شيء آخر غير الحل وينفذه وتظل بل تزداد المشكلة ومادام أن المسؤول شاطر في جمع الجباية لإنعاش الخزانة العامة للدولة فمغفور له ما تقدم من خطأ وما تأخر.. فوزير الصناعة بعد أن أصدر قراراً برسم صادر لاحتواء أسعار الحديد والأسمنت وإذ بسعريهما يقفز أكثر وأكثر مخرجاً لسانه -السعر- للشعب قبل الوزير..
وأيضاً ها هو الأرز يرتفع سعره إلي ألفي جنيه للشعير رغم وجود رسم صادر، ووزير الزراعة الذي احتار دليله مع شيكارة الكيماوي والتي ارتفع سعرها لأربعة أضعاف تدخل -توموتيكي توموتيكي- جيوب حفنة من المحتكرين وحتي الآن مازال يخترع حلولاً ومسكنات ومازالت درجة حرارة الفلاح مرتفعة. فالوزير هو وزير الفلاحين أي أنه فلاح بدرجة وزير والفلاح قبل أن يزرع محصوله الجديد يعرف كمية الكيماوي التي سيحتاجها قبل أن يزرع المحصول وهل هي متوافرة لديه أم لا؟!!
فلماذا لم يأمر الوزير مصانع الأسمدة بكتابة وطباعة سعر إجباري علي غلاف الشيكارة بعد حساب هامش ربح معقول للمحتكرين الكبار ومعهم صغار التجار ويطالب الفلاحين بعدم شراء الشيكارة إلا بالسعر المدون عليها والإبلاع عن عدم الالتزام بها؟!
حتي مشكلة مترو الأنفاق الأخيرة والتي حكم بسببها علي السائق بالسجن ثلاث سنوات وتم حل المشكلة بتغيير مكان عربتي السيدات تدل علي أن المشكلة فيها -إن وأخواتها- والقول بأن الأطفال استفزوا السائق هذا كلام مضحك لأنه لو كان صحيحاً فالأطفال كان يجب ألا يركبوا في العربة خلف السائق فالآباء أيضاً يصحبون أطفالهم، فلقد علمت بالتغيير الحادث في عربات المترو بسبب الضجة الإعلامية التي صاحبته،
ومع هذا ركبت المترو -بعد التغيير- في الصباح وعدت سليمة، وفي أثناء عودتي نزلت سلم محطة جامعة القاهرة بسرعة قبل أن يغلق باب المترو بثوان ووجدت داخل العربة أعداداً قليلة من الرجال والسيدات وهذا أول مرة آراه وجلست لأول مرة علي كرسي وفي محطة العتبة إذ بعسكري يقف علي الباب ويقول زاعقاً العربية دي يا جماعة عربية ستات..
الرجالة تنزل لأن الضابط واقف وإذ بالعربة يحدث بها هرج ومرج ولم أستطع النزول إلا في المحطة التالية وبعد هذه الواقعة بدأت أستقل أول عربة خلف السائق مباشرة ويا سبحان الله وجدت حل المشكلة بسهولة جداً ودون تغيير وضع عربات السيدات والتي تعود الناس عليها والحل بسيط جداً حيث إن الباب الفاصل والواصل بين كابينة السائق وأول عربة لا يتعدي عرضه ٧٥سم وارتفاع الزجاج لا يتعدي متراً واحداً أي أنه كان يمكن أن يتم تغيير -لوح- الزجاج الشفاف بآخر معتم وإذا كان الزجاج غالياً فمن الممكن أن نستعين بصفحة كاملة من أي جريدة قومية -وياحبذا لو كانت الصفحة الأولي- ومعها أربع قطع صغيرة من اللاصق ونسد الباب اللي جاي منه -البارفان- قصدي الريح !!
التعليقات (0)