مواضيع اليوم

حكم رفع اليدين عند سماع دعاء الخطيب ثم مسح الوجه بعدالدعاء

ماطر غنيم

2010-08-09 15:55:24

0

بسم الله الرحمن الرحيم
س: ما حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام،وكذلك مسح الوجه بهما بعد الدعاء؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . اما بعدفإن السؤال يتضمن مسألتين :
المسألة الأولى :حكم رفع اليدين عند سماع دعاء الخطيب في الجمعة.
المسألة الثانية :حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
فالمسألة فيها خلاف بين المذاهب الفقهية فجمهور العلماء على استحباب رفع المأمومين أيديهم في الدعاء أثناء الخطبة خلافاً لبعض علماء الأحناف فلا يرون ذلك.
وحجة الجمهور أن الأصل في المسلم أن يرفع اليدين حال الدعاء مطلقاً ؛ وذلك إظهاراً للتذلل والانكسار، والفقر إلى الله سبحانه وتعالى ، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها، ومن أسباب إجابة الدعاء؛ وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة جداً .
إذا علمنا ذلك فإن بعض من يستمعون لدعاء الخطيب يوم الجمعة قد تركوا العمل بهذه السنة العظيمة التي هي من أسباب قبول الدعاء وذلك لظنهم أنه لا يشرع رفع اليدين ،حيث فهموا ذلك من حديث أنس رضي الله عنه في "الصحيحين: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء"
فتأمل ـ وفقني الله وإياك ـ في الحديث فإننا نجد فيه نفي رفع اليدين مطلقاً ليس في خطبة الجمعة فقط بل في جميع مواطن وحالات الدعاء إلا في حالة واحدة فقط وهي إذا دعا عليه الصلاة والسلام في الاستسقاء .وبناء على هذا فلا يشرع رفع اليدين بين الآذان والإقامة ولا رفع اليدين في القنوت ،ولا رفع اليدين في أي موطن كان إلا في الاستسقاء فقط .!وهذا يخالف ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من رفع اليدين في مواطن كثيرة غير الاستسقاء كما يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى
.والحقيقة أنه لا يمكن أن يترك المسلم المحتاط لدينه كل تلك الأحاديث الدالة على رفع اليدين لحديث واحد ينفي رفع اليدين في غير الاستسقاء .ولهذا فإن طريقة العلماء رحمهم الله تعالى أن يجمعوا بين النصوص المتعارضة في ظاهرها إذا أمكن الجمع بينها فإن لم يمكن الجمع عدلوا إلى الترجيح وقد فعل العلماء ذلك في هذا الحديث فمنهم من رجح الأحاديث الكثيرة التي تدل على رفع اليدين في الاستسقاء وغير الاستسقاء لأنها مثبتة لرفع اليدين والمثبت معه زيادة علم فيقدم على من نفى الرفع .والقاعدة تقول المثبت مقدم على النافي .

ومن العلماء من قال: لا نرد هذا الحديث بل يمكن الجمع بينه وبين غيره وذلك أن حديث أنس رضي الله عنه المقصود به الخطيب في خطبة الجمعة فقط ،فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الخطيب للجمعة ولم يكن يرفع يديه في خطبة الجمعة إلا إذا استسقا، وإنما كان يشير بأصبعه .
وبذلك نستنتج ثلاثة أحكام :
الحكم الأول: أنه يستحب للخطيب رفع اليدين في غير خطبة الجمعة كالدروس العلمية والمحاظرات وغيرها لوجود أدلة كثيرة تدل على ذلك كما يأتي ذكرها إن شاء الله.
الحكم الثاني:أن من يستمعون للخطب أو المحاظرات أو غيرها يستحب لهم كذلك رفع اليدين أثناء الدعاء .
الحكم الثالث:كراهة رفع خطيب الجمعة يديه أثناء الدعاء في الخطبة إلا إذا طلب نزول الغيث.
وقد يقول قائل :ومن اين للباحث بأن حديث أنس خاص بالخطيب يوم الجمعة فقط رغم أن الأثر الوارد عن أنس رضي الله عنه يشمل جميع مواطن الدعاء سواء في الجمعة أو غير الجمعة وسواء للخطيب أو غير الخطيب إلا في حالة فقط وهي الاستسقاء ؟!
والجواب:أننا نعلم بأنه خاص بخطيب الجمعة فقط بثلاثة أدلة :
الدليل الأول:عموم الأدلة الكثيرة الدالة على استحباب رفع اليدين وسيأتي سردها إن شاء الله تعالى .
الدليل الثاني:الأدلة الخاصة التي وردت في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وهو يخطب على المنبر في غير خطبة الجمعة فهي تدل على أن الخطيب في غير خطبة الجمعة يشرع له رفع اليدين .فمنها مارواه البخاري في الصحيح من باب كيف كانت يمين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملاً، فجاءه العامل حين فرغ من عمله، فقال: يا رسول الله هذا لكم وهذا أهدي لي...وفيه:" ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة "، فصعد المنبر فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول: هذا من عملكم وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أمه فينظر هل يهدى له أم لا... قال أبو حميد: ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه" زاد مسلم:"اللهم هل بلغت، مرتين"، فهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ثم قام على المنبر فخطب وأوجز، ورفع يديه حتى شاهدوا بياض إبطيه ففيه استحباب رفع اليدين للخطباء وغيرهم لغير الخطيب الذي يخطب خطبة الجمعة وذلك للأثر الوارد عن عمارة بن رويبة الدال على كراهة رفع خطيب الجمعة لليدين .
الدليل الثالث:من الأدلة التي توضح أن المقصود بالنهي وكراهة رفع اليدين هو خطيب الجمعة فقط هو ما أشرت إليه في الفقرة السابقة وهو الأثرالذي أخرجه مسلم من حديث عمارة بن رويبة: "أنه رأى بشر بن مروان يرفع يديه، فأنكر ذلك، وقال: " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا"، وأشار بأصبعه المسبحة.
فنفهم من هذا الأثرعن هذا الصحابي رضي الله عنه أمرين :
الأمر الأول:أنه أنكر على الخطيب فقط وليس فيه الإنكار على غير الخطيب . فهو مختص بخطيب الجمعة ولا يشمل المأمومين،ولا يشمل الخطب والدروس الأخرى.
الأمر الثاني: أنه أرشد الخطيب إلى الصفة التي يفعلها الخطيب أثناء الدعاء في الخطبة وهي الإشارة بالأصبع المسبحة فقط.
وعلى هذا فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه يحمل على خطيب الجمعة فقط كما اتضح من فعل عمارة بن رويبة رضي الله عنه،وغيره من النصوص والآثار التي يفسر بعضها بعضاً.
وهنا أنقل بعض الأحاديث الواردة في رفع اليدين كما ساقاها الإمام النووي في كتابه المجموع شرح المهذب في آخر صفة الصلاة.

1ـ عن سلمان الفارسى رضي الله تعالى عنه " عن النبي صلي الله عليه وسلم قال إن الله حى كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفرا خائبتين " رواه أبو داود وقال حديث حسن
2ـ وعن أنس رضي الله تعالي عنه في قصة القراء الدين قتلوا قال " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم يعنى علي الذين قتلوهم " قال الحافظ النووي رواه البيهقى باسناد صحيح حسن .
3ـ وعن عائشة رضي الله تعالى عنها في حديثها الطويل في خروج النبي صلى الله عليه وسلم في الليل إلى البقيع للدعاء لأهل البقيع والاستغفار لهم قالت " أتى البقيع فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف قال أن جبريل عليه السلام أتانى فقال إن ربك يأمرك أن تأتى أهل البقيع وتستغفر لهم " رواه مسلم .
4ـ وعن عمر بن الخطاب رضى تعالى عنه قال " لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي المشركين وهم الف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبى الله صلي لله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني فما زال يهتف بربه مادا يديه حتى سقط رداءه عن منكبيه " رواه مسلم
5ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما " أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يرمى الجمرة سبع حصياة يكبر علي أثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يستقبل القبله فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمى الوسطى ثم يأخذ ذات الشمال فيستقبل ويقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ثم يرمى جمرة العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يفعله " رواه البخاري
6ـ وعن أنس رضى الله عنه قال " صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحى فرفع النبي صلى الله تعالي عليه وسلم يديه وقال الله أكبر خربت خيير " رواه البخاري في آخر علامات النبوة من صحيحه .
7ـ وعن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال " لما فرغ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من خبير بعث أبا عامر على جيش إلي أوطاس وذكر الحديث، وأن أبا عامر رضي الله عنه استشهد، فقال لأبي موسى: يا ابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: استغفر لي، ومات أبو عامر قال أبو موسى: فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال"اللهم اغفر لعبدك أبي عامر"، ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس"، فقلت: وليَ فاستغفر، فقال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما" رواه البخاري ومسلم
8ـ وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعاً يديه يقول: "إنما أنا بشر فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه" رواه البخاري
9ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وتهيأ ورفع يديه، وقال: "اللهم اهد أوساً وأت بهم" رواه البخاري
10ـ وعن جابر رضي الله عنه: أن الطفيل بن عمرو قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل جابر في حصن حصين ومنعة؟ وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له، وأن صاحبه مرض فجزع فجرح يديه فمات، فرآه الطفيل في المنام، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شأن يديك؟ قال: قيل لن يصلح منك ما أفسدت من نفسك؛ فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم وليديه فاغفر" -ورَفَعَ يديه" روه البخاري
11ـ وعن علي رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها؛ فقال: اذهبي إليه فقولي له: كيت وكيت، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذهبت ثم عادت؛ فقالت: إنه عاد يضربني، فقال: اذهبي فقولي له: كيت وكيت فقالت: إنه يضربني، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: "اللهم عليك الوليد"رواه البخاري
12ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لعود عثمان، رضي الله عنه" رواه البخاري
13ـ وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: "أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه" رواه البخاري
14ـ وعن أبي عثمان قال: "كان عمر رضي الله عنه يرفع يديه في القنوت" رواه البخاري
14ـ وعن الأسود أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في القنوت"رواه البخاري
فهذه الأحاديث من حديث عائشة: "إنما أنا بشر فلا تعاقبني" إلى آخرها رواها البخاري في كتاب: "رفع اليدين" بأسانيد صحيحة، ثم قال في آخرها: "هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي المسألة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته
انتهى كلام الحافظ النووي رحمه الله تعالى من كتابه المجموع شرح المهذب.
وبهذا يتبين لطالب الحق أن الأدلة الكثيرة دالة على استحباب رفع اليدين . وقد بوب البخاري في "صحيحه" أيضاً لهذه المسألة فقال: "باب رفع الأيدي في الدعاء"
وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": "قد ثبت رفع يديه في الدعاء في مواطن، وهي أكثر من أن تحصى". قال: وقد جمعت منها نحواً من ثلاثين حديثاً من "الصحيحين"
بل إن رفع اليدين في الدعاء ثابت بأحاديث بلغت مبلغ التواتر المعنوي؛ كما قال الإمام السيوطي رحمه الله . 
فالأصل هو أن يرفع اليدين في الدعاء ولا يخرج عن هذا الأصل إلا مسائل محصورة فمنها على سبيل المثال :
1ـ الدعاء في الصلاة لأنها توقيفية حيث قال عليه الصلاة والسلام ((صلوا كما رأيتموني أصلي )) وليس في وصف صلاته رفع لليدين عند الدعاء كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد الأخير ، ودعاء الاستفتاح ونحو ذلك إلا في القنوت فيجوز رفع اليدين استحباباً .
2ـ الخطيب فقط في خطبة الجمعة ففيه خلاف ومذهب جمهور العلماء أنه مكروه وذلك بالأدلة السابقة.والله أعلم
وفي هذا كفاية لطالب الحق بدليله .والمسألة من المسائل الاجتهادية التي لا يجوز الإنكار فيها على المخالف ،فمن لم يرفع فلا شيء عليه ومن رفع يديه فهو الأفضل والأحوط بناء على الأصل لأنه من أسباب إجابة الدعاء .
واما إجابة المسألة الثانية:فللمسألة جهتان :
الجهة الأولى:مسح الوجه باليدين في الصلاة بعد دعاء القنوت فجمهور العلماء على استحبابه إلا  الشافعية فهو  مكروه عند أكثرهم .
الجهة الثانية:في غير الصلاة :فهو مستحب عند الجمهور من الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية وغيرهم .
ولذا فإن من مستحبات الدعاء مسح الوجه بالكفين بعد فراغه من الدعاء .ويدل على ذلك آحاديث حسنها الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام بمجموع طرقها في باب الذكر والدعاء. فعن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه قال‏ ((‏كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطَّهما حتى يمسحَ بهما وجهَه‏)).‏
وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما،عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم نحوه ‏.‏ رواه أبو داود والترمذي ‏وابن ماجه ، عن ابن عباس، و عن السائب بن يزيد‏.‏ قال الحافظ ابن حجر في ‏ ‏بلوغ المرام‏ ‏ في باب الذكر والدعاء ‏:‏ وله ـ أي لحديث الترمذي ـ شواهد، منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن‏.انتهى كلامه وهو كلام عالم حافظ ناقد يعتمد عليه في هذا الفن ،وحسنه السيوطي في فض الوعاء .وكان يفعل ذلك جمع من الصحب الكرام عليهم الرضوان كابن عمر وأبي هريرة وعليه عمل أكثر المسلمين إلى يومنا هذا والحمد لله ،ومن ضعفه من المحدثين فإنه لا يمنع العمل به لأنه يستحبون العمل  بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بالاتفاق كما هو معلوم لكل طالب علم.ولذا فمن ينكر هذا الأمر أويدعي أنه بدعة ، فقد أخطأ بلا ريب .والله أعلم .وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

كتبه :ماطربن عبدالله الأحمري
 
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !