ما أكثر أعداء أمريكا الذين أصبحوا يتربّصون بها في كل (أيلول)، ليفجعوها في بعض أبنائها ويخطفوا أرواحهم (البريئة) دون ذنب، سوى لأن الماما نذرت نفسها ووقتها وجهدها لمطاردة شبح (التطرف) البغيض في كل الأرجاء، لحماية ديمقراطيتها ـ التي تسوّقها للعالم ـ منه ؟!..
فالتطرف لايجب أن يكون إلا سلعة إسلامية رخيصة، والديمقراطية لايجب أن تكون إلا سلعة أمريكية غالية ونفيسة حتى ولو أثارت (القرف) و(الإشمئزاز)، أو صُدّرت على أجنحة الأباتشي كما حدث في العراق وليبيا وأفغانستان !.. و(الفعل) لايجب أن يكون إلا إعتداءا همجيا وإرهابيا، وفي الغالب عربي، و(ردّ الفعل) لايجب أن يكون إلا إنقاذا حضاريا حتى ولو كان قصفا عشوائيا بالطائرات، ودكَّا للمُدن والقرى بالقنابل والصواريخ، وفي الغالب أمريكي !.. و(الحُكم) في هذا الشأن أصبح مُسبقا وراسخا حتى وإن تغيّرت الأدوار، وهي بالفعل تتغير باستمرار لكن بالكاد يشعر بذلك أحد، لذلك لاجدوى من مناقشته !..
فها هم المسلمون في بورما يتعرّضون للإبادة على أيدي المتطرّفين البوذيين الذين يأكلون حتى لحومهم، لكن لا أحد يشجب تلك الممارسات الوحشية، وحين تموت ثلاث رعايا أمريكية في ليبيا، يقف الكل ويستنكر ويتذكر بأن تلك الأعمال مُتطرفة ؟!..
لأن ضريبة التطرف في هذا العالم لايجب أن يدفع ثمنها سوى المسلمون، وكأنهم يحملون جينات الحقد الأعمى والضغينة، وأنها تجري منهم مجرى الدم . لذلك هم يُوضعون تحت الضغط بإستمرار، ويتعرّضون للإستفزازات المتكررة لجسّ نبضهم، واختبار قوة تمسّكهم بدينهم، وقياس درجة ميوعتهم في زمن الميوعة !..
13 . 09 . 2012
التعليقات (0)