مواضيع اليوم

حكم القاضي

محمد ابو طبق

2011-04-05 14:11:17

0

كحكاية قاض يدرس قضية
درست قضيتي
كأول حكم دون شهود
حكمت قضيتي
بدون مرافعات، بدون محامين
شهد قلبي أول مرافعة دون محام
وبشهود
أنت توصلت برأيك إلى حل
لكن أنا لا
لا لم اتوصل إلى حل
لم اعقد مراهنات
ولا كانت لي تصفيات
لكن أنت من المحتمل
بعدد زوار هذه المحكمة
وبعدد خطوط أيدي هؤلاء الزوار
أسدلت قضيتي
لم تسألني
لم تأخذ برأيي
لما؟
وكان الأمس كالحلم
لما؟
وكان الليل كالسجن
لما؟
وكأن حكايتي كمجرمة ارتكبت جنحة
وأنت حكمت قضيتي
كقاض غير متمرس
كقاض لا علم له بقوانين الأحكام
أنت، ومن أنت؟
ألم تسأل نفسك يوما عن من تكون
إن لم تعلم من أنت فبإمكاني أن أخبرك
نعم بإمكاني
أنت ذاك الشهاب الذي يظهر في وقت غير معلوم
على حين غفلة
هكذا ترحل دون أن تعلم عن ذلك
أنت نجمة ساطعة في بحر الأعالي
غريب لكن لست غريب
تشع من بعيد البعد
يحيل الأعين إلى ملحمات نادرة
ويهيمها في سماء راقصة
تمد أيديها إلي للرقص على نغمات رياحها
تحملني فجأة في أروقة بيضاء كالثلج
من مكان إلى أخر
فجأة أقترب من النجم
وفجأة أكتشف أني خدعت كالبقية
نعم خانتني أعيني
وتهيأت ما لا يجب أن أتهيئه
أنت كتحفة نادرة لست سوى ........
نقط فارغة
نقط محيرة
نقط لا تكتمل
أنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كاستفهام
دون أجوبة
دون ردود
وكيف لك أنت تحكم قضيتي
وتستهين بشهود
وتلعب دور الضحية
كيف لك أن تكون المجني عليه
حيثما أني المجنية عليها
أنت، ومن أنت حتى تحكم قضيتي
وأنت لست سوى حلم كان بالأمس جميل
كان رائعا
كان مشوقا
ونهايتها مأساة
لما؟
لما لم تسايرك أحكام
لما لم تأخذ بالأقوال والشهود
لما استهنت بشهودي
خاطرت بي وبي ثم بي
هكذا استقليت أول عبارة نحو فضاء من خيال نسجته على طريقتك
تهيأ لك أنك ستهرب مني إلى أين؟
لن تستطيع
سأبقى دائما اينما كنت
ستراني أينما استقريت
ستعلم يومها أني كنت الحقيقة التي تهرب منها
أني حلم كان حقيقة
وستعلم أنك ظلمتني
وظلمت شهودي
إذ أنك حكمت علي بالموت الأبدي
داخل أجنحة الحزن الكبير
والألم الأليم
الذي يستحوذ في هذا المكان
الذي اعتبرته يوما أنه الأنسب
أنت ومن أنت حتى تبرأ ذمتك في قتلي حية
في تدميري حية
لما؟ لما نسيت كل شيء
وستقول حتما عن أي شيء؟
ذاك الشيء الذي يسكن بين شراع القلوب
والذي يسافر بك في عواصف البحر
يكسر جدران أمواجه
يتحدى مسار حياته
نحو المجهول
المجهول الذي رسمته أنت في النهاية
نهاية حزينة، مؤلمة
جارحة
كسرت قاربي
كسرت قاربي الذي سافرنا فيه معا
الذي تحدى في أوقات عديدة أمواج الحياة
وفجأة جعلت بقاربي فوهات عديدة
كنت تعلم أنه لن يصمد
ونزلت دون علمي
نزلت وتركتني
تركتني وحيدة أحاول التجذيف نحو بر السلام
لما خدعتني
لما........
لا أسألك الرجوع إليه إن أصلحته
ولا أريدك أن تفكر فيه حتى
هذا المركب لي
لي وحدي
سأرحل فيه في يوم ما إلى مكان
يملأه أحلامي التي أريد
التي تريحني وأعصابي
التي تريح شهودي وكلماتي
التي تجعل مني مستحيلة
التي تجعل مني مستحيلة
بعدها سأقفل أبوابي في وجه قاض غير عادل
قاض لا يعلم الحكم ألفه من يائه
قاض يستهين بحقوق من حوله
قاض لا يحترم نفسه
وعندها سأكون قد بنيت أرجوحة من حنان
تارة تعلو وتارة تتوازن
نحو الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة
فيا نقط فارغة
لا تحاولا البحث في العدم
لكي لا تسقط في العدم
ولا تمشي في ظلام
كي لا تتأثر بما ستكتشفه بعدها فيك
لا تبحث عن أسئلة واهمة
لأن الأكيد ستكون الأجوبة مريرة.
.................
...............


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات