حكاية الأســد والحمار
يُحْـــكـىَ أن حمارا أهمل سيده إحكام وثاقه ، فهرب وأوغل في الفلاة . وتصادف أن مـرّ في طريقه على أسد منهمك في أكل طعامه ، فخاف الحمار وارتجف ثم رفع عقيرته بالنهيق الطويل الممتد . فأنكر الأسد صوت الجمار وانزعج من قبحه وعاف الأكل ، وولى مسرعا وابتعد حتى يريح أذنيه من قباحة الصوت.
وعندما شاهد الحمار الأسد يبتعد مسرعا عنه ؛ ظن في نفسه القدرة والبطش والقوة . وقال لنفسه:
- لا شك أن هذا الأسد قد خاف مني وولى هاربا بسبب علو صوتي الذي خرق له طبلة أذنه .....
ثم واصل يحدث نفسه ويمنيها بالأماني:
- هذه فرصتك يا حمار كي تتسلق سلم المجد وتتسيد الفلاة . وتثبت للحمير من فصيلتك وللعالم أجمع بطولاتك وشجاعتك . ويسطر لك التاريخ أنك أخفت الأسد وأسقطته من عرشه . وقلبت الموازين وطبيعية الأشياء وسطور المقادير ؛ ليصبح الحمار هو الملك في نهاية الزمان.
وأردف ينفخ التشجيع في قلبه:
- خذوهم بالصـوت لا يغلبونكم.
ركض الحمار يتبع الأسد داخل الأدغال وهو يواصل النهيق وإثارة الغبار ، حتى إقترب من الأسد دونما حذر أو رهبة . وظل يدور حوله رافعا ذيله يلوح له به في وجهه ويفحط بحوافره مبالغا في التحدي . فلم يجد الأسد بداً من إنهاء هذه المهزلة والتطاول والإزعاج ؛ فقفز على الحمار ولطمه بيده لطمة واحدة أطاحت به وهشمت رأسه وأردته جثة هامدة في الحال ..... فكان عبرة لمن يعتبر ومن لا يعتبر.
التعليقات (0)