بالعقل لا بالعضل اكن انسان..! واذا اختلفنا انا وانت او انا وعدوي نرجع الى المرجع..! وهو العقل.!
فالعقل هو المرجع وليس العنف.! واذا كان مرجعنا العنف المسلح والاحتكام الى ثقافة المخالب وعقلية الوحش فاننا هنا سنسقط سريعا في برك الدماء الساخنة وسنخر من السماء وتتخطفنا الطير وتهوي بنا الريح في مكان سحيق ...!
وسنهبط بعقولنا وثقافتنا وقيمنا واخلاقنا من الانسانية الى شريعة الغاب ...!
ومن اولى سقطاتنا :
هي .. سيادة الاكراه والاستبداد وسلطة ثقافة الاكراه فما دامت الساحة ساحة حرب وعضل فالفائز هو من يكره خصمه على الرضوخ .. مكرها .. حيث يمرغ انف المنهزم بالتراب..!
وهذه اللعبه - لعبة سأمرغ انفك بالتراب – لعبة كانت سائدة قديمة واشتهر بها العرب حيث يتصارع خصمان في ساحة من التراب وصاحب الذراع الاقوى أويكون أولي البأس الشديد هو من يرغم خصمه قهرا وجبرا واكراها على وضع انفه في التراب..! لا بل يمرغ انفه في التراب..! ومعروف ان العرب تنظر الى الانف على انه نقطة عز واباء وشموخ وكبرياء فأذا ما مُرغت بالتراب فقد الرجل عذريته..!!
وعندما تكون السيادة للاكراه والصلطة للاستبداد وأولي البأس الشديد ستنتشر ثقافة النفاق والبغض والحقد والكراهية وتنتشر الجرائم لابل جرائم الكراهية ..! فالقتل جريمة نعم ولكن ان يثقب جمجمة الضحية بالدريل او يسلخ جلده حيا اوتقلع اظافره اويتحول الى نقطة توضع فيه اسلاك الكهرباء او يشوى او يقلى او ينفخ او تقطع اعضائه وهو ينظر اليها عضوا عضوا فهذه لا استطيع ان اسميها جريمة هكذا واسكت لأننا في هذه الحاله لن نكون منصفين وعندما نضيف كلمة كراهية الى ال…جرائم فتكون جرائم الكراهية ربما قد نكون اقتربنا من التوصيف ولو من بعيد...!
وهنا اسجل : من يؤمن بالاكراه ليس مؤمنا....!!
الاكراه لايصنع شيئا ابدا ..... فهو لايصنع الايمان ... و وهو لا يصنع الكفر...!
من يسلم بالاكراه ليس مسلما اصلا..! ومن يكفر بالاكراه ليس كافرا...!
ومن يؤمن بالعقل سيكفر بالسيف...!
ومن يؤمن بالعقل سيكفر بالجهل..! وهل بعد السيف والعنف والاكراه جهلا...؟؟؟؟؟؟
بالعقل نكون انسان ... وبالسيف نكن وحش او فرعون او شيطان ...؟؟؟؟
ايها الانسان خبأ مخالبك... فأنت بالعقل لا بالمخالب انسان
من يؤمن بالأكراه فقد آمن بالطاغوت واستمسك بالعروى السفلى..! فيكون الغي...!
ومن آمن بال لا اكراه والحرية فقد امن بالله عزوجل واستمسك العروى الوثقى...! فيكون الرشد..!
وبحرية الاختيار وبعدم الأكراه يتبين الرشد من الغي....!
ويتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.!
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 256]
بالعنف سيكون الافساد وسفك الدماء وسنتحول الى مخلوق وظيفتة الوحيدة والوحيدة فقط هي القتل...! وستنطبق علينا نبؤة الملائكة ..... (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء)
وبالعقل والعلم والانسانية سينطبق علينا علم الله عزوجل (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) [البقرة : 30] وعلم الله هذا يعني ان هذا المخلوق سيرتفع بالتجربة فوق الكراهية وسيرتفع مرة بعد مرة فوق السيف والعنف والبندقية وان الوعي الانساني سيولد عبر عملية تاريخية عسيره وطويلة وصعبة وان العقل سيهزم الافساد والعنف وسفك الدماء …!
وان العقل هو من سينتصر على السلاح...!
وهكذا فما دامت البشرية تحاول وتستمر في المحاولة وتكرار المحاولة فهذا يعني انها لم نفشل...! ولن نفشل..!
القتل يعني ان تتبنى افكار وعقلية مذهب ابن ادم القاتل قابيل وهو يعني الندامه والخساره وان بقيت في هذه الحياة
( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
وهويعني انتصارا لفجور النفس وخسرانا لتقواها...!
السلاح يعني انك لاتخشى الله قهّارالسموات السبع والارضين .. يعني انك لاتخاف رب العلمين ..!
العقل يعني ان تؤمن بعقيدة و دين ومذهب ابن ادم المقتول هابيل وتقول مثل ما قال لن اكون وحشا وسأنتصر لعقلي لا لسيفي… (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة : 28]
سفك الدماء تعني ان تجعل الشيطان لك صديقا وصاحب...! تعني ضحية اخرى تعني قربان اخر يقدم باليد المظرجة بالدم وبناقوس الظلام وبطقوس الشر …للشيطان ...!
الرصاصة الساخنة تعني خروجا من هذه الحياه كخروج ابونا ادم الاول لكن ليس الى الارض بل الى الجحيم..
وهي تعني انتصارا ثانيا لأبليس..!
المدفع والبندقية يعني ان تعمل عمل الشيطان لا عمل الانسان ..! يعني ان تكون جبارا في الارض..! تعني ان ترتكب خطأ موسى عليه السلام عندما (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ [القصص : 15]
العقل يعني ان تكون عمار ابن ياسر وهو يرى ابيه يعذب امام عينيه فيخترق السيف قلبه ومقلتيه تنزف الالم..!
الاأكراه ...تعني عمارا وهو يرى امه الحنون تطعن بعفتها فيكفر بالله عزوجل فيأتيه يد العقل ورسول الرحمة (ص) فيسأله : ياعمار كيف تجد قلبك ...؟؟ فيجيب عمار :مطمئن بالايمان يارسول الله ..! ياعمار ان عادو فعد..!! ان عادو فعد..!!
فما ملأت الكراهية قلب عمار وما حمل السلاح بوجه قاتل ابويه وهو يراه يوميا يمشي في الطرقات..! وما قال له (ص) اذهب ما تنتظرأثأر لأبويك...! ولكن مسح على عقله وقلبه ليبقى انسان فقال: اصبروا آل ياسر فأن موعدكم الجنة..!
فزلت (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل : 106]) فليس مع الاكراه كفر كما ان ليس مع الاكراه ايمان انه الصبر والثبات والالتزام بالمنهج وبمسارات العقل..!
العقل يعني بلال وهو يسجل اكبر - لا - بوجه الاستبداد وينطق بأعلى صرخة ظلت مدوية في صفحات التأريخ ان : احد ... أحد ....أحد..!
بلال هنا يسجل اكبر واعظم اعتراض على حالة الاكراه والعنف والسيف ولكنه يسجله سلميا....! بالتعبير الحر وبالثبات على الصبر ..!
لاخنوع للظلم ولاسكون بوجه الاستبداد ورفض عبودية الاستبداد فكيف تكون عبد غيرك وقد خلقك الله حرا..! وباي ذريعة استعبد الاستبداد الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا....!
ان رضي الناس بالهوان ... هانوا ... وان كانو احرارا سادوا..!
وان الاستبداد ان سلب منا حريتنا فهو بالحقيقة يسلب منا انسانيتنا ...! ولايبقي الا وحش وشيطان مريد.!
من سلب منا حريتنا يصيرنا الى حجر وصخر لاحياة فيه..!
من سلب من حريتنا يصيرنا مسخرين لا مخيرين..!
بلال هذا العبد كان يتفجر قوة فتفيض على محيطه الثقافي ووسطه الاجتماعي ويقطر شموخا فيملأ المستقبل عظمة..!
واذا كان الرجل عظيما فمن المستحيل ان يكون مستقبله حقيرا...!
واذا كان الرجل حقيرا فهل سيكون المستقبل عظيما ................؟
الانسانية لا تدري بشكل كافي ان مستقبلها متعلق بها..! وان الانسان لايعلم الغيب نعم و لايعرف المستقبل نعم ولكنه بألتأكيد يستطيع ان يصنع مستقبله..! سجل اعتراضك وعبر عن حريتك.! فمن يكره الحريه..؟؟ من ..؟؟
أما آن لنا ان نلامس لوعة المكلومين..!
وشيوع ثقافة القوة ستنشر وباء الباطل .. لأن القوة لا تصنع حقا ...!
ولأن القوة شي يمكن امتلاكه ويمكن اكتسابه و سيكون العنف هو النتيجة الطبيعية لأستخدام تلك القوة.!
وهذه النهاية الحتمية هي اشبه ما تكون بصدام عنيف في جدار...!
لأننا ببساطة شديدة سنكون في عصر ليس عصرا انسانيا بل هو عصرالاسلحة..!
وسنكون في زمن ليس زمن الحرية بل هو زمن السيطرة.!
ولاننا نؤمن بالسلاح نخضع له ولو امنا بعقولنا لخضعنا له...!
ولكل مؤمن بالسلاح نقول : ان السلاح يستغل ضعفنا وجهلنا ومخالبنا ليستغلنا حتى نكون جنود عنده..! عبيد عنده...!
ألا ياايها العقلاء .. العقل العقل.... العلم العلم..... الحرية الحرية.... السلم السلم...!
ومن سقطاتنا ايضا اذا تبنينا العنف شعارا وبديلا عن العقل اننا سنتساوى مع الحجر والصخر الاصم بلا ارادة ولا خيار بلا حرية ..!
وسنتساوى مع الوحوش تقودنا الغريزه للعنف والمخالب لا العقل والسلم ...!
العنف هي دعوة للموت والعقل هي دعوة للحياة وفرق بين دعاة للموت ودعاة للحرية..! وفرق بين عمل تصنع فيه الحياةة الانسان وبين عمل تصنع فيه الاستبداد والعنف والموت...!
ومن الجميل ان نموت في سبيل الحرية لكن الاجمل ان نحيا في سبيل الحرية..!
والى الذين يقولون للسيف ايه .. وان اية السيف نسخت ما قبلها وانها من اواخر مانزل وان العنف هوسبيل حل الصراع وتفكيك الخلاف...! الى اولائك نسجل:
ان السيف هو من نــُسخ وليس العقل............!
العقل هو من نــَسخ السيف...... !
العقل هو الناسخ .... والسيف هو المنسوخ...!
السيف نـُسخ بالبندقية .. والبندقية نـُسخت بالمدفع ... والمدفع نـُسخ بالقنبلة النووية .. والقنبلة النووية غير قابلة للاستعمال....!!
نطمح ان نلغي كل تماثيل اصنام القوة.! نلغي كل ابطالها من ساحاتنا وشوارعنا و..عقولنا ايضا...!
الاسلام لن يأتي بالسلاح بل بالعقل والقلم والعلم وبثقافة اقرأ ..!
والعقل هو من يصنع السلام وليس السيف وهو الكلمة السواء..!
الاسلحة اليوم اصنام تعبد من دون الله ..!واوثان يشرك بها مع الله... وآن للمسلم الموحد ان يكفر بها..!
والاغرب اننا نشتري الاصنام باغلى الاثمان وبمليارات الدولارات ..!ونبيع العقل بثمن بخس .. دراهم معدودة
جهلاء نحن ..... اذن ..! سفهاء نحن....اذن...! وما زلنا لم نبلغ سن الرشد..!
نحن اشبه باليتامى ...اطفال اليتامى .. افكارنا لم تنضج بعد...! لم نبلغ العقل بعد..! واذا بقينا نؤمن بالعنف سنظل صغارا وسنبفى اطفالا..! وسنظل بين مطرقة الاستبداد وسندان الاكراه..! فأذا تخلينا عن العنف وآمنا بالعقل فقد آنسنا الرشد فستدفع الينا حريتنا وكرامتنا وانسانيتنا واخيرا اموالنا....!
وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
الله عزوجل لايعطي الحرية لأطفال لايعرفون معناها ... الذي لايعرف معنى الحرية لايستحقها..! لأنه سيجعلها لعبه ثم سيرميها..! هل راءيت الطفل كيف يلعب بالجوهرة ثم يرميها..! لانه لايقدرها.! لايعرف ثمنها..!
كما ان الله عزوجل لايعطي الحرية هكذا بالمجان عطية او هدية بل بالثمن ..!والثمن قد تكون وجودك في هذه الحياة ..!فهل ستدفع الثمن....؟؟؟
وهنا اسجل :
الاطفال هم يلعبون بالبنادق ..! والراشدون يجعلون العقول بيادق....!
واخيرا ... نسجل للمستقبل وليس للتأريخ:
العقل هو من سينتصر على السلاح.... والذي يؤمن بالسلاح هو مشرك بالعقل..!
وهذا الشرك سيحبط اعماله وينسفها نسفا فيذرها قاعا صفصفا...!
مدونة حرر عقلك
التعليقات (0)